سلطان باشا الاطرش مسيرة قائد في تاريخ أمة
(0)    
المرتبة: 115,467
تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:في صفحات التاريخ، وعلى أقلام المؤلفين والكتاب، يندرج اسم سلطان باشا الأطرش واحداً من أبرز رجال التحرير والنضال المشرّف، وعلى ألسنة الناس يتردد بصيغة الفخر والاعتزاز. وهو عند الجميع بطل قومي أسطورة، ومدرسة في الوطنية، ومثال أعلى في الجهاد والصبر والنزاهة والاستقامة في العمل السياسي والعسكري.
في سيرته عبق الرجولة ...والشمم والإباء، وفي أعماله نفحة العظمة، وفي عطائه السخي المستمر نكران الذات، وفي صمته البليغ كبر الرجال الذين يتكلمون بعلمهم، ويصنعون التاريخ تاركين لغيرهم مسألة تدوينه. جاهد طيلة حياته التي بلغت إحدى وتسعين سنة، انتصر وانهزم، تشرد ونفي، كبا ونهض. وفي جميع الحالات كان الرجل الذي لا ييأس إذا فشل، ولا يعتز إذا انتصر.
لم ينحصر جهاده في إقليمه، ولم يقتصر نشاطه على الاهتمام بقضايا طائفته، بل كان له من سعة الأفق والانفتاح ما جعله يوسع دائرة عمله متعالياً على النزعات المناطقية والإقليمية والمذهبية، معتبراً المنطقة التي فيها ولد ونشأ (جبل العرب) قطعة لا تتجزأ من سوريا حين كانت هناك تجزئة مفروضة من المحتل، مقبولة من بعض السكان، وطائفته التي إليها ينتسب (بنو معروف) طائفة من المسلمين وفئة من الشعب العربي لا تزال إلى اليوم محتفظة بأصولها العربية، وبلاده سوريا قطراً من الأقطار العربية عليه الواجب الأكبر في إعلاء شأنها وتوحيدها، والعبء الثقيل في معركتها مع إسرائيل.
وليس هذا عنده مجرد شعارات وتنظير، بل ممارسة وتطبيقاًً، لأن جهاده الطويل جمع بين التوحيد والتحرير، ومقاومة الاستعمار والظلم، والعمل لمصلحة الكل من أجل الجزء ولمصلحة الجزء من أجل الكل مع ضرورة تغليب مصلحة الكل، لأنها مبدئياً لا تتعارض مع مصلحة الجزء على الإطلاق. فهو ابن الجبل البار، وابن سوريا الأبر، والعربي الصميمي الذي كان ثائراً طليعياً في الثورة العربية، والذي نادى في كل وقت بضرورة تضافر القوى العربية واتحادها لمواجهة الخطر الصهيوني.
عاصر أربعة عهود: عهد عثماني أخذ الشعب أضعاف ما أعطاه. وعهد عربي علقت الآمال الكبيرة عليه فقوضته المطامع الفرنسية الاستعمارية، وعهد فرنسي فرض انتدابه بالقوة على السوريين فأنساهم بمظالمه واستبداده مساوئ العهد العثماني، وعهد استقلالي عاني الكثير من الصراع على سوريا بين الدول العربية والدول الأجنبية، ووضع طاقاته في خدمة القضية الفلسطينية والصراع مع إسرائيل، وواجه مشاكل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وعمل من أجل الوحدة العربية محققاً أول خطوة وحدوية في العالم العربي مع مصر عام 1958.
وطيلة حياته في هذه العهود كان المسهم الأكبر في صنع أحداثها بل صانعاً لأعظمها. فهو حامل السيف في وجه الأتراك قبل الثورة العربية وأحد وقادها الذين شاركوا في طردهم، والمناهض للفرنسيين، الذين لا تلين قناته، منذ وطأت أقدامهم أرض المشرق العربي، المعارض لإنشائهم دويلة جبل الدروز ولتجزئة سوريا، الثائر عليهم عام 1922، والمفجر للثورة السورية. وهو أيضاً العامل من أجل الوحدة والاستقلال طيلة عهد التجزئة والاحتلال، وصاحب الفضل الأول في إسقاط الشيشكلي عام 1954 وتخليص البلاد من حكمه الدكتاتوري العسكري.
في تاريخه إذاً مختصر تاريخ المنطقة وقراءة له. هل يمكن كتابة تاريخ المنطقة، وعلى الأخص تاريخ سوريا، دون ذكر الفصول الطويلة عن ثوراته ونضاله؟! وعل يمكن الحديث عن ثوراته ونضاله دون ذكر الأحداث التي عاصرها ابتداءً من عام 1891، وخلال أربعة عهود؟!
في هذا الإطار يأتي الكتاب الذي بين يدينا والذي يختصر مسيرة القائد "سلطان باشا الأطرش" في صفحات.نبذة الناشر:سلطان باشا الأطرش محطة تاريخية هامة يتوقف عندها الباحث والمجاهد والسياسي وخاصة في خضمّ هذا الصراع العربي المرير ضد إسرائيل وحلفائها؛ لأنه أحد أبطال التحرير والاستقلال في العالم. فهو قائد في الثورة العربية ضد الأتراك، وأول من دخل إلى دمشق ورفع العلم العربي فيها، والمعارض الأقوى للانتداب الفرنسي وتقسيمه سوريا إلى دويلات، والمفجّر لأكبر الثورات على فرنسا الذي توّجته الأمة قائداً عاماً لثوراتها، والمسهم الأكبر في إسقاط حكم الطاغية أديب الشيشكلي، والزعيم الوطني الذي عمل بصمت ولم يطمع بمال أو منصب أو جاه.
وهذا الكتاب لا يتناول سيرة حياته فقط، بل يتناول أيضاً الأحداث العربية الكبرى وخاصة أحداث سوريا خلال قرن من الزمان. إنه سيرة قائد في تاريخ أمة، وهو قراءة لهذا التاريخ على ضوء الوثائق والمعلومات الصحيحة. إقرأ المزيد