دار الطراز [في عمل الموشحات]
(0)    
المرتبة: 39,366
تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يحتل القاضي السعيد ابن سناء الملك صاحب "دار الطراز" مكانة مرموقة بين أدباء عصره، ولد ابن سنا الملك (القاضي السعيد، هبة الله بن جعفر) بالقاهرة في منتصف القرن السادس الهجري في العام 548هـ وكانت وفاته سنة 608هـ؛ نشأ أميناً لأحد كبار رجال دولة صلاح الدين الأيوبي فانعقدت الصلة بينه ...وبين كاتبه الشهير، ذي المركز الخطير، القاضي الفاضل، ولهذه الصلاة تصيب إذ كان القاضي الفاضل نفسه راعياً للصبي الذي يلهج بالشعر، وينتقد شعره ويقومه، ثم يذيعه بين الناس فيشيد به ويثني على نظمه، ويبتهل كل فرصته لتقديمه وإبرازه...
ألف القاضي السعيد كتاباً رائداً تتبع فيه قواعد ذلك الفن الشعري الذي شاع في تلك العصور شيوعاً واسعاً: الموشحات، وجمع فيه نماذج من فن المقاربة والمشارقة بالإضافة إلى جمهوده الخاصة فيه، ولم يلق كتابه هذا دار الطراز مثيلاً، فشغل موضعاً لم يتزحزح عنه، ومما يدل على مدى الإهتمام بآثار ابن سناء الملك أن الأديب ناصر شافع ابن عساكر ألف كتاباً على غرار "نصوص الفصول وعقود العقول" لابن سناء الملك، وألف أبو الحسن علي بن جبارة السخاوي كتاباً بعنوان "نظم الدر في نقد الشعر" وهكذا يكشف عن بعض أوجه الإهتمام الذي حظي به هذا الشاعر "ابن سناء الملك" على أنه ليس هناك من شك بأن "دار الطراز" يعدّ من أكثر أعماله شهرة وأجلها قيمة، وهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام، الأول منه يضم قدمة، وهي تعدّ أهم ما في الكتاب.
أما القسم الثاني فقد احتوى على طائفة من مختارات أعلام الوشاحين من أهل الأندلس والمغرب، وتم تخصيص القسم الثالث من هذا الكتاب لمنتخبات من أعمال ابن سناء الملك نفسه.
وتجدر الإشارة إلى أن الكتاب صغير الحجم، ومقدمته قد شغلت نحو عشرين صفحة، ومما جاء فيها قوله: "وبعد، فإن الموشحات مما ترك الأول للآخر، وسبق بها المتأخر المتقدم، وأجلب بها أهل المغرب على أهل المشرق... وكنت في طليعة العمر وفي رعيل السن قد همت بها عشقاً، وشغفت بها حباً، وصاحبتها سماعاً، وعاشرتها حفظاً…
ولم أر أحداً صنف في أصولها ما يكون للمتعلم مثالاً يحتذى... جمعت في هذه الأوراق ما لا بد لمن يعانيها، ويعنى بها من معرفته... ثم يبدأ في الحديث من الموشح وأقسامه، فيعرفه بأنه "كلام منظوم على وزن مخصوص، وهو يتألف في الأكثر من ستة أقفال وخمسة أبيات... ويعرف الأقفال بأنها "أجزاء مؤلفة يلزم أن يكون كل قفل منها تنفقاً مع بقيتها في وزنها وقوافيها وعدد أجزائها".
أما الأبيات فهي "أجزاء مؤلفة مفردة أو مركبة يلزم في كل بيت منها أن يكون متفقاً مع بقية أبيات الموشح في وزنها وعدد أجزائها لا في قوافيها، بل يحسن أن تكون قوافي كل بيت منها مخالفة لقوافي البيت الآخر".
ويمكن للقارئ أن يتبين ما لهذه المقدمة من أهمية إذ أنها تطلعه بادئ ذي بدء على النمط الشعري الذي حظي بإبداعات الكثير من الشعراء، وكان رواجه في الأندلس، وهذا لا يعني أنه لم ينل حظه عند الشعراء المشرقيين.
ويمكن للقارئ المتخصص أن يقف على طائفة من مصطلحات هذا الفن الشعري، الموضح من خلال تلك المقدمة، بالإضافة إلى إطلالته على طائفة من مختارات أعلام الوشاحين من أهل الأندلس والمغرب، ومنتخبات من أعمال ابن سناء الملك في أقسام هذا الكتاب. إقرأ المزيد