تاريخ النشر: 01/01/1936
الناشر: منشورات العباس
نبذة نيل وفرات:كتب غير واحد من أهل السلف كتباً وصفوا فيها المصاحف القديمة؛ لا سيما تلك المصاحف التي أبطلها عثمان بن عفان رضي الله عنه حينما بعث بمصحفه الرسمي للأمصار، ومن هذه الكتب؛ كتاب "إختلاف مصاحف الشام والحجاز والعراق" لإبن عامر (المتوفي سنة 118هـ)، وكتاب "إختلاف مصاحف أهل المدينة وأهل الكوفة" ...وأهل البصيرة عن الكساني (توفي سنة 189هـ)، وكتاب "إختلاف أهل الكوفة والبصرة والشام في المصاحف" للغراء البغدادي (توفي سنة 207هـ)، وكتاب "إختلاف المصاحف" لجلف بن هشام (المتوفي سنة 229هــ)، وكتاب "إختلاف المصاحف" لأبي حاتم (المتوفي سنة 248هـ)، وكتاب "المصاحف والهجاء" لمحمد بن عيسى الأصبهاني (المتوفي سنة 253هـ)، وكتاب "المصاحف" لأبي أبي داود (المتوفي سنة 316هـ)، وكتاب "المصاحف" لابن الأنباري (المتوفي سنة 327هـ)، وكتاب "المصاحف" لابن اشتة الأصبهاني (المتوفي سنة 360هـ)، وكتاب "غريب المصاحف" للوراق، هذا ولم يصل من هذه الكتب إلا كتاب "المصاحف" لأبي أبي داود السجستاني، ابن الإمام أبي داود المحدث المشهور صاحب كتاب السنن.
ولد صاحب هذا الكتاب "المصاحف عبد الله بن سليمان الأشعث أبو بكر بن أبي داود السجستاني، بسجستان سنة 230، ونشأ بنيسابور، ورحل به أبوه من سجستان يطوف به شرقاً وغرباً حتى زار وهو شاب فراسان وأصفهان وفارس والبصيرة وبغداد والكوفة والمدينة ومكة ومصر والجزيرة والثفور، وفي كل بلد من هذه البلاد يكون فيه عالم أو حافظ يقدمه أبوه إليه ليتعلم منه القراءة والحديث وسائر الفنون، حتى سمع من أكثر علماء ذلك الوقت، وكان شاباً مجتهداً نابهاً، وكان في درجة عالية من النسك والصلاح.
اشتهر ابن أبي داود في علم الحديث وفي علوم القرآن الكريم أيضاً، وألف في هذا الفن كتباً كثيرة منها تفسيره، وكتاب "الناسخ والمنسوخ"، وكتاب "نظم القرآن الكريم"، وكتاب "فضائل القرآن الكريم"، وكتاب "شريعة التفسير"، وكتاب "شريعة المقرئ"، فضلاً عن كتابه المشهور هذا كتاب "المصاحف" والمسمى أيضاً كتاب "إختلاف المصاحف"، سمي أبو بكر بن أبي داود إمام العراق، لأنه علم العلم في الأحصار ونصب له السلطان المنبر، وكتب عنه عامة المشايخ بالعراق وأخذوا عنه، ولكنهم لم يبلغوا في المعرفة والإتقان ما بلغ هو.
بقي من كتابه المشهور هذا (كتاب المصاحف) ثلاث نسخ الأولى في المكتبة الظاهرية بدمشق (حديث 407) الثانية في دار الكتب المصرية (تفسير 504) والثالثة في مكتبة د. آثر جفري الذي أخرجه في هذه الطبعة مصححاً، وينقسم الكتاب إلى خمسة أجزاء، وفي آخر كل جزء كتب طباق السماع، وهذا ما جاء في آخر النسخة بما نصه: سمع جميع هذا الكتاب وهو خمسة أجزاء من هذه النسخة على القاضي الأجلّ العالم أبي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي، الرئيس الأجل المهذب أبو عبد الله أحمد بن محمد بن ملاعب وأولاده أبو البركات داود... والشيخ أبو القاسم هبة الله بن رمضان بن العلاء القري وأبو الحسين وأبو الحسن أبناء يوسف بن علي البرار وعلي بن أبي بكر بن عبد الله النعماني بقراءة سعد الله بن محا بن الوادي، وذلك في مجالس آخرها يوم الخميس رابع عشرين شعبان من سنة ست وأربعين بمنزل المهذي.
هذا ويذكر المصحح أنه وتكميلاً لفائدة البحث في حروف المصاحف القديمة، عمد إلى إدراج زيادة في الكتاب جاءت على شكل ملحق باللغة الإنكليزية، جمع فيها جميع ما وقف عليه في كتب المفسرين والنحاة وعلماء القرآن الكريم من حروف هذه المصاحف القديمة، كمصحف: أبيّ بن كعب، ومصحف ابن مسعود، وما عداها من مصاحف أيام الإختبار.
وإلى هذا فقد جاءت مواضيع هذه الأجزاء الخمسة على النحو التالي، الجزء الأول: [من كتب الوحي لرسول الله]، الجزء الثاني: [باب أخبار متفرقة في المصحف]، الجزء الثالث: [بقية الأخبار عن مصحف عبد الله بن عباس]، الجزء الرابع: [أجزاء القرآن]، الجزء الخامس: [التجارة بالمصحف]. إقرأ المزيد