تاريخ النشر: 12/01/2017
الناشر: الرحبة للنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة الناشر:كيف يمكن أن نجد لديها الجرأة والتوقّد والتجرّد والعظمة؟... لا تظهر هذه الخصال إلاّ عندما ترمي حريّةٌ ما نفسها عبر مستقبلٍ مفتوحٍ، منبثقٍ إلى ما وراء كلّ معطىً.
نحبس المرأة في مطبخٍ أو مخدعٍ، ونستغرب أن يكون أفقهاً محدوداً؛ نقصّ أجنحتها، ونأسف لأنها لا تعرف الطيران، فلنفتح لها المستقبل ولن تعود ...مضطرّةً للمكوث في الحاضر.
ونبدي نفس التناقض عندما نسجنها في حدود أناها أو منزلها، ونلومها على نرجسيتها وأنانيتها وما يصحبهما: كالغرور، والنزق، والشرّ، إلخ...؛ نجرّدها من كلّ إمكانية التواصل المحسوس مع الغير؛ فلا تشعر ضمن تجربتها بنداء التضامن ولا بفوائده بما أنّها مكرّسةٌ بكلّيتها لأسرتها، مفصلةٌ؛ بالتالي لا يمكن أن نتوقّع منها أن تتجاوز نفسها نحو الصالح العام.
تقبع بإصرارٍ في المجال الوحيد الّذي ألفته، حيث تستطيع ممارسة تأثيرٍ على الأشياء وتجد ضمنه سيادةً زائلةً.
لا يولد المرء امرأةً: إنّه يصبح كذلك، لا يوجد أيّ قدرٍ بيولوجيٍّ أو نفسيٍّ أو إقتصاديٍّ يستطيع تحديد الصورة التي تبدو عليها الأنثى البشرية ضمن المجتمع.
إنّ مجمل الحضارة هو الذي يصنع هذا المنتج الذي يقع بين الذكر والخصيّ والذي يصفونه بالمؤنث، فقط تدخّل الآخرين يمكنه أن ينشئ شخصاً كآخر.
نرى أنّ كل العيوب الّتي نلوم المراهقة عليها تعبّر عن وضعها، إنّه وضعٌ صعبٌ أن تعرف أنّها سلبيَةٌ وتابعةٌ في سنّ الأمل والطموح، في السنّ التي تتأجّج فيها إرادة الحياة وإحتلال مكانٍ في هذا العالم؛ في هذه السنّ الغازية تتعلّم المرأة أنّه لا يُسمَح لها بغزو أيّ شيءٍ، أنّ عليها أن تنكر ذاتها، أنّ مستقبلها يتعلّق بمتعة الرجال.
على الصعيد الإجتماعيّ كما على الصعيد الجنسيّ لا تستيقظ لديها طموحاتٌ جديدةٌ إلاّ وتجد نفسها محكومةً بالبقاء دون إشباعٍ؛ تُغلَق فوراً كلّ إندفاعاتها الحيويّة أو الروحيّة.
نفهم لماذا تجد صعوبةً في إيجاد توازنها، مزاجها المتقلّب، دموعها، نوباتها العصبيّة هي علامة عدم تأقلمها العميق أكثر من كونها ناجمةً عن هشاشةٍ فزيولوجيّةٍ. إقرأ المزيد