خصائص التراكيب ودلالاتها في القصص القرآني
(0)    
المرتبة: 39,927
تاريخ النشر: 01/01/2017
الناشر: صفحات للدراسات والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:تعتبر القصة في القرآن الكريم على جانب كبير من الاهمية، فهي قالب تربوي وإرشادي تنفذ من خلاله الدعوة إلى القلوب فتهزها، وإلى النفوس فتنفضها، وهي تحتشد بعوالم زاخرة وبحيرات متغيرة، وبأشخاص متنوعة، وبصراع يدور بين خير وشر، وعدلٍ مظلم، فتثير في النفوس العواطف، وتجذب القلوب، وتهيئ العقول إلى الترقب ...والتلقي في الفعل والمسالك. وإلى هذا، فإن القصة القرآنية هي أخبار عن أحوال الماضيين، من أمم وأنبياء سالفين. فهي الأسلوب القرآني الذي يقص بعض الأحداث الماضية والغابرة لتحقيق الغاية، والتي تشتمل على حقائق إعجازية في أنبائها؛ لأنها قصص واقعية تأخذ أحداثها من الواقع. والقصص القرآني في اصطلاح العلماء تتمثل في مجموعة من المفاهيم التي تدعو إلى الدين وترشد إلى الحق.
وهناك من عرّف القصة القرآنية بأنها تتبع آثار وأخبار الأمم الماضية وإيراد مواقفهم وأعمالهم وبخاصة مع رسل الله إليهم، على إظهار آثار الدعوات فيهم وذلك بأسلوب حسن جميل مع التركيز على مواطن العيرة والعظة.
هذا وإن القرآن الكريم ليس كتاب قصص؛ بل هو كتاب دعوة؛ لأن القصة القرآنية وسيلة من وسائل الدعوة المحمدية ومعلَم من معالم السيرة النبوية. وإذا كانت القصة في القرآن الكريم تنطلق من منطلق ديني وعقائدي؛ إلّا أنها قد وفّت بمتطلبات الفن القصصي وتضمنت خصائصه وعناصره وأنواعه وتنوعه وأهم ملامحه، ولكن ذلك جاء على طريقة خاصة ووفق المنهج القرآني في إيراد القصص، والنظام القصص في حلقاته ومواقفه وملاءمته مع السياق القرآني وموضوعات السور القرآنية. فالقصة القرآنية تتوزع على سور القرآن الكريم توزعاً يربط القصة أو الجزء من القصة بالغرض الديني. وهذا الربط متناسق مع الموقف السياقي للقصة؛ ذلك بأن القصة القرآنية ليست عملاً فتياً مستقلاً بذاته؛ وإنما هي إحدى وسائل القرآن لتقديم العقيدة؛ ومن ثم فهي أداة تعبير تمزج الغرض الديني بالغرض الفني مزجاً عضوياً، مثيرة لديه أفكار وخيالات بما تشتمل عليه من أحداث وما تتمتع به من سرد جميل؛ مما يجعل القصة أداة فعالة في تشكيل الإنسان وتكوينه تكويناً فكرياً ووجدانياً وعقدياً؛ على نحو مقصود الهدف والغرض.
وبهذا تكون القصة القرآنية قد أدت وتؤدي هذا الدور الخطير في صياغة الإنسان المسلم صياغة جديدة ومتجددة؛ بحيث يتقبل وثيقة وطمأنينة وإقبال على ما يناط به من أمور دينية. من هذا المنطلق تأتي هذه الدراسة التي تكمن أهميتها في الكشف عن الجانب التطبيقي لبلاغة قصص القرآن الكريم، وسبر أغوارها، وإعجاز أسلوبها، وعمق معانيها؛ ذلك أن النظر في بلاغة القصص القرآني؛ بسماته ودلالاته التركيبية. وبعد اتضاح المعالم الرئيسية في الموضوع لدى الباحث، استقامت خطة بحثه هذا تنظيمه ضمن أربعة فصول تم استهلاكها بمقدمة وتذييلها بخاتمة تم فيها إيجاز النتائج التي تمخّضت عنها الدراسة.
اشتمل التمهيد على بحث في معنى القصة ومفهومها على نحوٍ عام، ثم عرّج الباحث على ذكر مفهوم القصة القرآنية وأغراضها وأهدافها. ليتلو هذا التمهيد الفصول الأربعة التي جاءت على النحو التالي: ثم في الأول تناول خصائص التراكيب الخبرية. أما الفصل الثاني فقد دار حول خصائص التراكيب الإنشائية (الإنشاء الطلبي، الإنشاء غير الطلبي)، وتم تخصيص الفصل الثالث لدراسة خصائص تراكيب أجزاء الجمل (التقديم والتأخير، الحذف والذكر، التعريف والتنكير) كل ذلك من خلال التطبيق على ما جاء في القصص القرآني في هذه السياقات. وأما الفصل الرابع فقد دار البحث فيه حول خصائص تراكيب أسلوب القصر بالتركيز على طرق القصر في النفي والاستثناء، والقصر ب (إنما) وبحروف العطف، وبتقديم ماحقّه التأخير، وأخيراً القصر بـ (ضمير الفصل).نبذة الناشر:فإنّ القرآن الكريم ما زال - ولا يزال - نبعاً صافياً عذباً، تنهل منه صفوف الرافدين على مرّ الأزمان، ويدرسون سمات إعجازه وبلاغته، فهو إعجاز إلهي، أبهر العلماء والبلغاء، بأسرار لغته الفصيحة ومعانيه البليغة، التي تلين القلوب القاسية؛ لأنه يخاطب القلوب والعقول والوجدان، ويَهزّ المشاعر والأحاسيسَ، فهو نصٌّ تشريعي ولغوي وجمالي، أصبح ميداناً لكل مفسرٍ وعالم وفيلسوف وأديب، وهم يغوصون في إقتناء أسراره التي لا تنفد، وإعجازه الذي لا ينتهي، يقيناً أن الوصف عاجز عنه، بما فيه من جمال التعبير، وقوة التركيب، وشدة التأثير، وروعة العبارة، ولعلّ أهمية الدراسة تكمن في الكشف عن الجانب التطبيقي لبلاغة قصص القرآن الكريم، وسِبر أغوارها، وإعجاز أسلوبها، وعمق معانيها، ذلك أن النَّظر في بلاغة القصص القرآني بكل أبعادها ومقتضياتها، ينطلق بوصفه جزءاً لا يتجزأ عن بنية النص القرآني، بسماته ودلالاته التركيبية، ورغم كثرة الدراسات التي أضاءت جوانب كثيرة من البحث، بالتحليل والتفسير، أفاد منها الباحث لكشف بعض الأمور الغامضة، لكن ثراء كلمات القرآن ومعانيه وأسلوبه وبلاغته لا ينتهي، مهما تعددت الدراسات وكثُرت، لذلك فإنَّ كل دراسة في القرآن الكريم، لها أهمية خاصة تُميِّزها من غيرها من الدراسات، لأنها تلتمس جانباً من الإعجاز من جوانبه التي لا تنتهي، وهو ما أبهر العلماء وأثار حيرتهم، كما هو حاصل أيضا عند كل متصدٍّ للبحث، كالفلاسفة، والأدباء والشعراء، على مر الزمن وتوالي الأيام. إقرأ المزيد