تاريخ النشر: 01/01/1990
الناشر: دار مكتبة الحياة
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:عندما يذكر المؤرخون الأعلام العرب الذين حملوا مشعل النهضة الحديثة يجدون في مقدمة هؤلاء الأعلام باحثاً عظيماً كان له أكبر الأثر في إرساء قواعد هذه النهضة على الأسس السليمة التي يجب أن ترتكز إليها. وهذا الباحث، المؤرخ، والأديب الفذ هو "جرجي زيدان"، فهو بالإضافة إلى ما كان يتمتع به ...من موهبة أدبية جمالية وخيال خصب كان أكثر الباحثين جلداً وأقواهم صبراً على تقصي وقائع التاريخ وملاحقة دقائق حوادثه.
لقد عني جرجي زيدان عناية كبرى بالتاريخ العربي والإسلامي، فبسط أخبار هذا التاريخ تبسيطاً فنياً ممتازاً في سلسلة من الروايات التاريخية باسم "روايات تاريخ الإسلام"، وقد لاقت هذه السلسلة ولا تزال تلاقي رواجاً ممتازاً لدى قراء العربية، لما تميزت به من أسلوب شيق ووقائع ثابتة. وكانت النافذة الأمينة التي أطل منها القارئ العربي الحديث على تاريخ قومه ومزايا أبطالهم.
ولكن زيدان الباحث المفكر لم يكتف بنسخ الأخبار وعرضها مبسطة للقارئ، بل هو أراد درسها ومناقشة أسبابها وبواعث وقائعها، فانصرف إلى كتابة "العرب قبل الإسلام" و"تاريخ التمدن الإسلامي" حيث ضمنه خمسة أجزاء. وكان أول من تعرض لهذه الدراسات التاريخية من العرب وفق المنهج العلمي الحديث. وقد لفتت دراساته نظر المستشرقين والمعنيين بشؤون الحضارة العربية الإسلامية في جميع أنحاء العالم فترجمت جميع مؤلفاته فيها إلى عدة لغات أجنبية، واعتبرت مرجعاً رئيسياً من مراجع التاريخ العربي والإسلامي.
ولم يقف زيدان عند دراسة التاريخ وعرضه أو محاكمة وقائعه، بل تابع دراساته في تطور الوجدان العربي من خلال الآثار الأدبية العربية، فأصدر كتاباً في أربعة أجزاء باسم "تاريخ آداب اللغة العربية" مما جعله بحق في مقدمة دارسي الأدب العربي وفق الأساليب الحديثة. إقرأ المزيد