تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: دار زهران للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:إن العملية الإنتخابية في المجتمعات الديمقراطية تخضع لنسق من التأثيرات الإقتصادية والسياسية الأيديولوجية التي ترسم حدود وأبعاد السلوك الإنتخابي للمواطنين في هذه المجتمعات.
فالسلوك الإنتخابي يختلف بإختلاف المجتمعات ويتنوع بتنوع التكوينات الإجتماعية القائمة فيها، ففي الوقت الذي تلعب فيه العوامل الإقتصادية والأيديولوجية دوراً كبيراً في السلوك الإنتخابي في المجتمعات الغربية، ...فإن التكوينات الإجتماعية التقليدية تمارس دوراً حيوياً أيضاً في تحديد أبعاد السلوك الإنتخابي ومعالمه في الدول والمجتمعات التقليدية.
لقد مارست كثير من الدول العربية الإنتخابات واعتمدتها في تشكيل المجالس وتحديد السياسات في أجوا شكلية غير ديموقراطية في جوهرها، فأغلب الدساتير هي دساتير ديمقراطية من حيث الصورة والشكل، ولكنها مفرغة من مضمونها في ميدان الممارسة والفعل، حيث تأخذ هذه الممارسة طابعاً شكلياً وعبثياً، وغالباً ما ترتد الممارسة ضد جوهر الديمقراطية ذاتها، ويترتب على ذلك أن الإنتخابات غالباً ما تكون صورية شكلية أيضاً، حيث يجري تنظيمها والإعداد لها بطريقة يمكنها أن تكون في خدمة بعض السياسيين دون غيرهم، وبطريقة يتم فيها تفريغ الحياة السياسية من مضامينها الديمقراطية.
لقد عرفت أغلب الدول العربية الإنتخابات، ولكن من يتأمل في فعاليات هذه الإنتخابات وممارستها سيجد نفسه أمام ديمقراطية مشوهة لا حياة فيها ولا معنى في مضامينها حيث تشكل عوامل الترهيب والترغيب والضبط السياسي للناخبين الإطار العام للفعاليات الإنتخابية في أغلب هذه البلدان. إقرأ المزيد