اليهود العرب - قراءة ما بعد كولونيالية في القومية والديانة الإثنية
(0)    
المرتبة: 43,670
تاريخ النشر: 31/10/2016
الناشر: الأهلية للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:مؤلف هذا الكتاب هو البروفسور يهودا شنهاف شهرباني، أستاذ علم الإجتماع والأنثروبولوجيا في جامعة تل أبيب، وباحث كبير في معهد "فان لير" في القدس، وكان لسنوات طويلة رئيس تحرير المحلة العلمية الإسرائيلية "نظرية ونقد"، المتخصصة أكثر شيء في نقد الصهيونية وإسرائيل، وهو يشير إلى أن هذا الكتاب يشكل حصيلة ...خمس سنوات في البحث في الأرشيف المتصل بالتاريخ الإجتماعي لليهود العرب في ضوء "القومية الصهيونية".
ويشدّد على أن القضية التي يوردها في متن الكتاب تحيد بصورة مسبقة الإختيار عن الدراسات السائدة التي تتناول المجتمع الإسرائيلي في العديد من الجوانب، ولكن هناك ما يقال حول هذا الكتاب الذي يسعى - كما يؤكد مؤلفه - إلى وضع اليهود العرب، الذين يسمون بالمزراحيين، كما هو معتاد، ضمن السياق الأعم للشرق الأوسط من خلال توظيف اطار ما بعد كولونيالي، وإلى درسهم باعتبارهم يهوداً عرباً.
وإستراتيجية البحث على هذا النحو تتيح له إمكان التصدي لنظرية المعرفة الصهيونية ودرس اليهود العرب في سياق الكفاح الوطني الفلسطيني كذلك، ففي المقام الأول، ينطوي توظيف مصطلح "اليهود العرب" (دون اصطلاح اليهود "المزراحيين"، الذي يشير إلى اليهود "الشرقيين" في معناه الحرفي) على اعتراض إزاء المقابلة المزدوجة للعرب واليهود في الخطاب الصهيوني، وهذه ثنائية لا تيسر فهم الربط بين العرب واليهود واستيعابه على هذا النحو.
وفي المقام الثاني، يفترض أن درس اليهود العرب ينبغي أن يجد نقطة بدايته في مطلع العقد الرابع من القرن العشرين الفائت، وذلك عندما فتحت الحركة الصهيونية أعينها على اليهود العرب بإعتبارهم مخزوناً للهجرة اليهودية، وليس عند وصولهم إلى إسرائيل - فلسطين - خلال حقبة الخمسينات من القرن نفسه.
ويتيح هذا الأمر إمكان وضع درس العلاقات القائمة بين اليهود المزراحيين واليهود الإشكينازيين في سياق اللقاءات الكولونيالية المبكرة التي حصلت بين اليهود العرب والمبعوثين الصهاينة الأوروبين قبل إقامة الدولة وخارج فلسطين، كما يتيح إمكان درس الطريقة التي أعيد فيها إنتاج هذه العلاقات عقب وصول اليهود العرب إلى إسرائيل.
وفي المقام الثالث، يتم عرض منظور جديد لفهم العلاقات الدقيقة بين اليهود العرب واللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا عن ديارهم في العام 1948، وهي علاقة عادة ما تجري التعمية عليها أو اقصاؤها في الدراسات التي تستند إلى التأريخ الصهيوني ونظرية المعرفة الصهيونية، ومع ذلك فلا يروي هذا الكتاب مجرد قصة جديدة حول العلاقات القائمة بين الفئات الإجتماعية أو تاريخ بناء هذه العلاقات، وإنما يوظف التاريخ أيضاً للنظر تحت سطح الصهيونية نفسها.
ويقول المؤلف أن توظيف هذا التاريخ لا يهدف إلى تخطي ما يسميه "الصهيونية المنهجية"؛ بل إلى فسح المجال أمام الخروج بنظرية معرفية تقوم نظرة جديدة إلى الإفتراضات في السياسة الإسرائيلية والثقافة السائدة في إسرائيل في هذه الأيام.
ومن جانب آخر، وبغية اشهر تميز هذا الكتاب، يستعيد المؤلف ما فاده أن موضوع اليهود العرب خضع للدرس بحسب مجموعة متنوعة من وجهات النظر والروايات التاريخية، فقد تعاملت الأبحاث التي أعدتها المدرسة التاريخية اليهودية، وعلى مدى روح طويل من الزمن، مع هؤلاء اليهود في المجتمعات الأصلية "التي اتضافتهم"، ودرست ثقافاتهم المحلية وتواريخهم الدينية وعلاقاتهم مع الجاليات اليهودية الأخرى، والأنماط المتغيرة التي وسمت علاقاتهم مع البيئات العربية المحيطة بهم.
وركزت وجهات النظر التي انطوى عليها التاريخ الإجتماعي على الخصائص الديموغرافية لليهود العرب، من قبيل أنماط الزواج والخصوبة، وحياتهم اليومية ومواقعهم الطبقية المتغيرة، ومن وجهة أخرى، تصدّت الدراسات التي تتناول المجتمع الإسرائيلي لإستيعاب المزراحيين في إسرائيل، وللقائهم مع الدولة، وتعبئتهم وحشدهم من خلال السياسة، وأشكال احتجاجاتهم وحراكهم (أو جمودهم) ومكانهم ضمن منظومة التقسيم الطبقي والأنظمة السياسية الإسرائيلية... إلخ إلى ما هنالك من المآخذ التي تؤخذ على هذا الكتاب - التي يجيدها القارئ في مقدمة الكتاب - من من ناحية ومصداقيته، وموضوعيته، وحتى في تلك المصادر التي شكلت حيّزاً كبيراً من المعلومات الواردة في الكتاب، وحتى تلك الوثائق التاريخية، فإن هذا الكتاب يقدم لنا، بالتأكيد للمرة الأولى، بحثاً معمّقاً حول عمل ونشاط منظمة "ووجاك" التي أدت دوراً شديد الخصوصية في بناء "الأساطير المؤسسة لإسرائيل" خاصة تلك التي ما زالت تتفاعل إلى الآن ارتباطاً بالصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.
ولو كان إسهام الكتاب مختصراً في هذا الجانب لكفاه ذلك من أجل اعتباره وثيقة اجتماعية تاريخية مهمة حول الكيان الإسرائيلي المؤدلج بالصهيونية، الذي كلما غاص البحث العلمي في ماضيه تكشفت أمامنا المزيد من "الحقائق السوداء" الملازمة لنشوئه، سواء بالنسبة للفلسطينيين، وبالنسبة للإسرائيليين أنفسهم أيضاً.
أخيراً يلزم القول إن المؤلف "شنهاف" لم يكتف بالتصدي لما أسميناه "تطهير اليهودي العرب في عروبته" من الناحية النظرية، من الناحية النظرية نقداً، كما يتجلى في هذا الكتاب وغيره من أبحاثه ومقالاته العديدة؛ بل إنه يردف ذلك بالسلوك العملي، فقد اتجه إلى تعلم اللغة العربية واستغرقه هذا الأمر مدة عشر سنوات، وبعد ذلك بات ينذر جلّ وقته لترجمة نتاجات من الأدبين العربي والفلسطيني إلى اللغة العبرية، فأنجز حتى الآن ترجمات لكتّاب عربي وفلسطينيين مثل الياس خوري، وسلمان ناطور، ومحمود شقير، وعلي المغربي، ومحمود الريماوي وسميرة عزام وغيرهم.
وبذا قدم نموذجاً يحذى لما يعتبره مسؤولية أخلاقية يتعين على المثقف أن يحملها على كاهله ترقباً على سعيه نحو غايات كثيرة وفي مقدمها تحدي نظرية المعرفة الصهيونية [...].نبذة الناشر:يعالج كتاب "اليهود العرب.. قراءة ما بعد كولونيالية في القومية والديانة والإثنية" قضية لم تأخذ حقها من البحث والنقاش، وهي وضع اليهود العرب ضمن السياق الأعم للشرق الأوسط من خلال توظيف إطار ما بعد كولونيالي، وهذا ما دفع ببعض النقاد لوصف هذا الكتاب بأنه "طليع إقرأ المزيد