فلسطين القضية، الشعب، الحضارة
(0)    
المرتبة: 63,993
تاريخ النشر: 01/01/1991
الناشر: دار الإستقلال للدراسات والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:لا تتجاوز المطامع الصهيونية في فلسطين حدود الأرض، وأبعاد الحاضر والمستقبل، فحسب، ولكنها تحتكر لنفسها تاريخ البلاد بأسره، فهي تنطلق من أعماق التاريخ القديم، معتبرة أن حركتها الاستعمارية الاستيطانية "التي لم تنطلق إلا مع نهاية القرن التاسع عشر، هي وراثة مملكة داود وسليمان (والتي كانت قائمة في القرن العاشر ...قبل الميلاد، وليس في الكتابات الصهيونية، ولا في الكتابات اليهودية الدينية، من وجود في فلسطين إلا للوجود اليهودي، وقد يقال عنه الإسرائيلي، كما قد ينعت بالصهيوني.
وقد تختلط التسميات، ولن يبقى الجوهر واحداً، وهو ضرورة "تفريغ" فلسطين من تاريخها وحضارتها وشعبها، وهذا يتضمن حتمية إلغاء الوجود العربي، أو حشره في زوايا الأقليات، إن يكن إلغاؤه عملية شبه مستحيلة. من هنا تبدو الحاجة ملحة أولاً لتغيير تلك الصورة التي رسمها اليهود عن شعب فلسطين ككيان ووجود وتاريخ وثانياً التوصل إلى الطبيعة المتميزة التي لازمت فلسطين وقضيتها وذلك لن يكون متاحاً إلا من خلال ملاحقة جذور هذه القضية من أقدم العصور. ولا يتم ذلك من خلال مجرد عملية تجميع لأجزاء التاريخ، وإنما من خلال النقد والبناء، ومن خلال الكشف عن المصادر المنصفة والمصادر المنحازة، ومن خلال البحث في الخلفية السابقة لكل ما هو قائم في عصرنا، وبذلك يكون الشمول والتواصل، وكلاهما كانا من أهداف بحث بيان نويهضي في كتابها هذا، وكان من أهدافه أيضاً الإجابة عن الأسئلة التالية: فلسطين لمن؟ من شعبها؟ ما قضيتها؟ هذا وإن هذا البحث لم يقتصر على جانب واحد، أو جوانب محددة من تاريخ فلسطين السياسي وحضارتها؟ إذ أنه كان بمثابة محاولة للإحاطة بمختلف الجوانب، دينياً وقومياً وحضارياً واجتماعياً وعمرانياً واقتصادياً وسياسياً، فمن الملاحظ أن الأقسام الأولى من البحث تناولت هذه الجوانب كلها في تسلسل تاريخي فيتناول القسم الأول تاريخ فلسطين القديم، وعالج ماهية الحقوق الدينية والتاريخية لليهود، ويتناول القسم الثاني وجود العرب منذ القبائل العربية الأولى المعاصرة للكنعانيين، والقبائل العربية التي استقرت خلال العهد الروماني، أي قبل المسيحية والإسلام، كما تناول الفتح العربي الإسلامي، والحضارة العربية الإسلامية التي سادت البلاد منذ القرن السابع حتى القرن العشرين، ومساهمة الشعب العربي الفلسطيني في بناء هذه الحضارة خلال ثلاثة عشر قرناً متواصل.
وتناول القسم الثالث الحركة العربية الحديثة وفلسطين، ودور أبناء فلسطين في صفوف هذه الحركة التي انتهت بالثورة العربية في خضم الحرب الكبرى، وقد كانت اتفاقية سايكس-بيكو سنة 1916 هي الفصل الختامي لهذه المرحلة واستكمالاً لجزئيات البحث كان لزاماً على الباحثة أن تبحث في الحركة الصهيونية، فكراً، وأهدافاً، وانطلاقة، وروّاداً، ونشاطاً سياسياً، وذلك في القسم الرابع مخصصة القسم الخامس للحديث عن وعد بلفور. وقبل توقفها عند أسباب الوعد وتفاصيل، عرضت الباحثة الأوضاع العامة لكل من السكان العرب، حيث كانوا الأكثرية الساحقة، والسكان اليهود وقد كانوا الأقلية وانتهى القسم الخامس والأخير سنة 1917، وهي السنة الفاصلة بين فلسطين العربية في الدولة العربية الواحدة، وفلسطين البلد الرازح تحت الحكم البريطاني. وأما بالنسبة للمنهجية، فهذا بحث تاريخي-سياسي-إلا أنه لم يقتصر على جانب واحد، أو على جوانب محددة من فلسطين، تاريخاً وقضية، بل هو أحاد أيضاً بمختلف الجوانب الدينية والعقائدية والسياسية والحضارية والتراثية والاجتماعية والاقتصادية. إقرأ المزيد