تاريخ النشر: 01/01/1966
الناشر: دار مكتبة الحياة
نبذة نيل وفرات:يشكل هذا الكتاب دراسة في مفهوم القومية بالمعنى الغربي لهان وهو بحث أعده الأستاذ بويد شيفر - استاذ علم الاجتماع والتاريخ في اشهر جامعات انكلترا وفرنسا وأمريكا- على مدى عشرون عاماً من القراءة والتأمل في معنى القومية وكيفية نشوئها وسبب هذا النشوء والأوهام المتعلقة بأصولها وطبيعتها وأخيراً علاقتها ببعض ...الأشياء الجوهرية بين الأفراد والأمم.
يركز المؤلف اهتمامه على (فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة)، ويعرض لفكرة القومية بسلوك الباحث المدقق الذي يتناول الموضوع من جميع جوانبه وينفذ إلى أعماقه يعرض ويرتب عرضه ترتيباً وفق الحوادث وتسلسلها في بطون التاريخ، ولكنه في النهاية يعرض لرأيه الخاص الذي سنجد أنه لا يتفق مع آراء الذين أورد آراءهم وعرض أخطارهم. فهو يرى أن القومية مصطلحاً شديد التعقيد وفي تغير مستمر فيقول "مصطلح القومية لا يحدده تعريف منطقي قصير" لذلك نراه يمسك بحوادث التاريخ وتطور الأمم مبتدئاً بنشوء الدولة فإذا عرض نظرية "التفويض الإلهي" في تكوين الدولة لم يجعلها أساساً لنشوء القومية. ولا يرى رأي هوبز ولوك في انبعاث الأمة عن الطبيعة...، ولا يرى رأي أولئك الكتاب الوطنيين الذين لجأوا إلى قوى غامضة استمدوا الفكرة عنها من لا شيء وفسروا الأمة بالروح القومية، ويعارض الفكرة التي جاء بها هيجل من أن الدولة كائن تاريخي عضوي ومظهر من مظاهر العقل العالمي يعلو على أية حقيقة ملموسة أو حكم أخلاقي عارض يصدره الفرد...، وينتهي من ذلك كله إلى أن الأمة ليست روحاً في عالم الغيب ويرى تفسير الأمة بكائن عضوي مبهم معناه عدم تفسيرها على الإطلاق لأن تفسيرها بذلك معناه استعاضته عن المعقول بشيء مجهول... ولا يلتفت إلى ما جاء به الأسقف الفرنسي من الكتب المقدسة بالقول: أن المجتمع الإنساني يطلب من لناس أن يحبوا الأرض التي تجمعهم في العيش...". وخلاصة ما يريده بويد شيفر: "أن الدولة ليس لها كيان مستقل قائم بذاته وليست قوة غامضة أو خارقة للطبيعة وليست أكثر إنسانية من أي شكل من أشكال التنظيم الاجتماعي كالأسرة والكنيسة بل إنها صفة للتاريخ وأفرادها الذين تتألف منهم هم صانعوها".
الجدير بالذكر أن هذا الكتاب يمثل فكر القرن الثامن عشر والتاسع عشر عن الفكرة القومية وهو بحث دقيق وشامل لا يزال مرجعاً أساسياً لكل باحث ومختص في شؤون وشجون الأمم والقوميات والمبادئ القومية. إقرأ المزيد