حاشية يس على شرح قطر الندى
(0)    
المرتبة: 45,471
تاريخ النشر: 27/09/2016
الناشر: دار إحياء التراث العربي
نبذة نيل وفرات:"قطر الندى وبلّ الصدى" كتاب ضم مقدمة في النحو، وضعها ابن هشام، وهو في النحو أحد الأعلام، وهي على صغرها عظمت فوائدها، فانبرى جمع من العلماء - ومنهم مصنفها - لشرحها وتوضيحها وفك رموزها، كلّ بحسب رأيه ومتطلبات الحاجة إلى ذلك الشرح.
هذا وإن من أكثر الشروح تداولاً وتناولاً هو ...ما كتبه المصنف نفسه، فهو شرح وحيز كان بمثابة موضع لتلك الرموز المقتضبة جداً في كتاب القطر، إضافة إلى زيادة أمثلة مع تبيان تلك الأمثلة في كثير من مقامات الكتاب، ومن الشروح المهمة جداً، والتي لا تقلّ شأناً عمّا كتبه المصنف ابن هشام نفسه؛ إن لم تزد عليه، هو ما كتبه الفاكهي وسمّا "مجيب الندا"، وهو شرح متوسط الحجم لا إطناب فيه ممل ولا إيجاز فيه مخلّ، وهو شرح مزجي على عادة القدماء في شروحاتهم، فك فيه الفاكهي رموز المتن وزاوه أمثله وكشف عن كوامن جواهره، وما أودعه فيه من الأسرار مصنفه.
ولعل أهم ما كتب من التعاليق أي الحواشي على هذا الكتاب هي حاشية الشيخ يس بن زين الدين، وهي من الحواشي ذائعة الصيت بين الطلاب من حين تصنيفها، وأغنت شهرتها عن البحث في إثبات نسبتها إلى صاحبها، وهي حاشية بالقول - أي مصنفها فإن يبدأ تعليقاته بكلمة "قوله"، ثم يذكر النص الذي يريد التعليق عليه من كلام الشارح - والحاشية كثيرة الفوائد، زاخرة بالمطالب العلمية، فتراه يسبح حيناً في علوم اللغة، ثم يعرّج على أصول الفقه، ويمرّ بعلم المعاني آخذاً بدقائق العلوم مما يبين عن تمكن ودرابة بتلك العلوم، على وعورة مباحثها، وتشتت مكانتها في بطون الكتب: كما كان يكثر من ذكر الآيات القرآنية، وتوضيح تخريج معنى الآي عليها، وكان ولعه ظاهراً بمباحث الأدب والعروض التي كان يعض لها في بعض الأحايين، ناهيك عن صناعة بعض العبارات بيان رائق رائع فيضمر في نفسه معنى ويظهر آخر ويشير إلى ثالث بتأملاته في آحر كل مطلب تقريباً.
ونظراً لأهمية هذا الكتاب وشرحه وحاشيته تم الإعتناء به وكان المهم لدى المحقق إظهار النص بأجلى صوره وأبهاها، لذا اتبع طريقة التلفيق بين مخطوطتا الحاشية التي عثر عليها، إذ لم يتمكن من العثور على نسخة كاملة من تلك الحاشية أما مجيب الندا فقد استعان المحقق بطبعة دار صادر.
وقد جاءت عملية التحقيق في هذا الكتاب على النحو التالي: تخريج الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي جاء ذكرها في الكتب الثلاثة (قطر الندى وبّل الصدى، والشرح، والحاشية)، تخريج الشواهد الشعرية التي وردت في الكتب الثلاث من خلال العودة إلى المعجم المفصل لتخريج الشواهد النحوية الذي وضعه "إميل يعقوب".
وهنا يذكر المحقق أنه لم يكن هناك إهتمام من قبل المحققين بتخريج أقوال العلماء من كتبهم إلا نادراًن وهذا سبب ضياع كثير من الآراء المهمة، وربما أدى ذلك إلى نسبة قولين متضادين إلى عالم واحد، فلذا وتفادياً لهذا الخطأ حاول في عمله هذا إرجاع كل قول أو رأي نقله أحد الثلاثة إلى صاحبه من كتابه أو من كتاب آخر قريب العهد له بحسب المصادر التي توفرت لدى المحقق.
ومن جهة أخرى حاول ضبط النصوص كثيراً، لأن العلامة يس خصوصاً كان ينقل بتصرف أو بإختصار، وربما نقل المعنى دون النص، فعندها كان المحقق يشير إلى ذلك في هامشه، وقد عمد إلى وضع نص "قطر الندى وبلّ الصدى" لإبن هشام بين معقوفين بلون غامق [ ]، ومع كتاب "مجيب الندى في صدر الصفحة، مدرجاً تحته الحاشية وبدايتها بــ "قوله". إقرأ المزيد