تاريخ النشر: 01/01/2019
الناشر: الدار المنهجية للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:تعد مرحلة الطفولة من أهم الفترات في تكوين شخصية الطفل ، فهي مرحلة تكوين وإعداد ، فيها ترسم شخصية الفرد مستقبلاً ، وفيها تتشكل العادات والإتجاهات والقيم وتنمو الميول والإستعدادات ، وتتفتح المقدرات وتتكون المهارات وتتكشف . وتمثّل القيم الروحية والتقاليد والأنماط السلوكية . وخلالها يتحدد مسار نمو الطفل ...البدني والعقلي والإجتماعي والعاطفي طبقاً لما يتوافر له في البيئة المحيطة من عناصر تربوية وثقافية وصحية وإجتماعية ، لذا ، يجب أن تتم تهيئة المجال لهذا كله ، حتى تتحقق التربية الشاملة للطفل . فالطفل لا ينمو نمواً سليماً إلا إذا توافرت له بيئة تربوية غنية ومليئة بالمثيرات ، تعمل على تنمية مقدراته الجسدية والنفسية والعقلية والإجتماعية إذ أن الطفل ينمو في ظل خبرات تربوية هادفة توجه نشاطاته المختلفة نحو تحقيق وجوده بوصفه إنساناً ، إذ كثيراً ما يعود الفشل في حياة الطفل المستقبلية إلى أسباب عديدة أهمها عدم تهيئة البيئة التربوية المناسبة لنموه بصورة سليمة كاملة ومتكاملة ، تمكنه من أن يعيش حياته متمتعاً بطفولته ، من هنا تأتي أهمية الدور الذي تلعبه رياض الأطفال في حياة الطفل . واستناداً إلى ذلك ، تؤكد العديد من الدراسات العلمية على أهمية مرحلة رياض الأطفال ، وضرورة الاهتمام بها ، حيث تساعد الطفل على التعرض للعديد من المثيرات والخبرات ، وذلك كما جاء في دراسة بلوم ، التي أكدت أن ما نسبته 80% من تباين الأفراد في سن الثامنة عشرة تعود إلى أدائهم الفعلي في السنوات الأولى من عمرهم . وتبعاً لما جاء في هذه الدراسة والعديد منها في هذا المجال ، مما لا يدع الشك في مدى تأثير السنوات العمرية الأولى للطفل عليه وعلى أدائه المستقبلي ، جاء اهتمام الدول بإنشاء مؤسسات تُعنى بهذه المرحلة وأطلق عليها " رياض الأطفال " ، وعليه ، وفي ضوء ما تقدم ، تعدّ رياض الأطفال مؤسسات تربوية إجتماعية تسعى إلى تأهيل الطفل تأهيلاً سليماً للإلتحاق بمدارس المرحلة الإبتدائية ( الأساسية ) ، وذلك كي لا يشعر الطفل بالإنتقال المفاجئ من البيت إلى المدرسة ، إذ أن رياض الأطفال تمنح الطفل مدىً واسعاً ليتمتع بحريته الكاملة في ممارسة الأنشطة المختلفة التي تتناسب مع تلك المرحلة العمرية والنمائية التي يمر بها ، واكتشاف قدراته وميوله وإمكانياته ، وبذلك فهي إلى مساعدة الطفل على اكتشاف مهارات وخبرات جديدة . هذا ومهما يكن من أمر ، فإن للأسرة الدور الأهم في تربية وتنشئة الطفل ، إذ تُعد الأسرة نواة المجتمع التي ينمو الصغار في كنفها حتى بلوغهم مرحلة النضج والبلوغ . إذ يتلقى الطفل ومنذ ولادته خلاصة خبرات أفراد أسرته ، ومفضل حنانهم ورعايتهم الصحية والنفسية والإجتماعية يشب وينمو وتكتمل ملكاته وقدراته الذهنية . فالسرة تنظم سلوك النشئ وتراقب علاقاته بغيره من افراد المجتمع . وعليه فإن الأسرة هي أهم الجماعات الإنسانية ، وأعظمها تأثيراً في حياة الفرد والمجتمع ، لذا نالت اهتمام أغلب الباحثين . وبمجمل ما سبق يمكن القول بأن رياض الأطفال تمثل عاملاً مساعداً للأسرة في بناء شخصية الطفل . من هنا تأتي أهمية هذه الدراسة التي سلطت الضوء على العوامل التي تساهم في تنشئة الطفل تنشئة سليمة . وقد تم ترتيب الأمور والمسائل التي تمت مناقشتها في هذه الدراسة ضمن تسعة فصول جاءت مواضيعها على النحو التالي : 1- البحث في ماهية الطفل بما يشمل الحديث عن فلسفة الطفولة وتعريفها وبيان حقوق الطفل . للإنتقال من ثم إلى الحديث عن تطور الفكر التربوي للطفل ( تربية الطفل في العصور القديمة ، والمدارس الفلسفية وتأثيرها على تربية الطفل ، وأهم آراء علماء الطفولة ) وليأتي بعدها حديث مفصل حول ماهية الأسرة ؛ مفهومها تقسيماتها أهميتها في الإسلام ، ... ثم حول التنشئة الاجتماعية للأطفال يأتي البحث بما يتضمن الحديث عن خصائص التنشئة الاجتماعية للأطفال وأهدافها . ثم حديث مستقل حول طرق التنشئة الاجتماعية للأطفال بما شمل الحديث عن مؤسسات تلك التنشئة ، وبيان بعض الأنماط الخاطئة فيها ، وليتم التطرق من ثم إلى موضوع المشكلات السلوكية والبيولوجية للطفل ومتعلقاتها ، وليتم الإنتقال إلى تسليط الضوء على أمر في غاية الأهمية في تنشئة الطفل والعوامل المؤثرة في ذلك ، وهو الحديث في التربية الإعلامية للطفل بكل أبعادها . ولتختتم هذه الدراسة بمناقشة موضوعين هامين : التربية الثقافية للطفل ثم الإتجاهات المجتمعية في تربيته . إقرأ المزيد