تاريخ النشر: 01/01/1961
الناشر: أوراق لبنانية
نبذة نيل وفرات:إن رئاسة صاحب المذكرات كان فيها، بعد الميثاق، الكثير من وجوه الخير، وكلما سمعت الناس يقولون أنها كانت في حياة لبنان الحديث عهداً ذهبياً لا أرى في قولهم جنوحاً، إن لم يكن عن الحقيقة كلها، فمن شيء كثير منها.
وهذا لا يعني أني لا أجد عليها مأخذاً أو مآخذ فالرجل ...الذي لا مأخذ عليه أو لا عيب في عمل من أعماله او ضعف في موقف من مواقفه لا يكون رجلاً بل نبياً من الأنبياء أو ولياً من الأولياء، أي مخلوقاً تحت الله وفوق البشر؛ ولكن من حق هذه الرئاسة على المنصف أن يقول أن القسم الأكبر من المآخذ، وقد اختلف الناس في تفسيره، يجب ألا يسأل عنه إلا الذين كانوا ذوي حظوة، فهم الذين استثاروا الرئاسة حيناً واستلينوها أحياناً تحقيقاً لما كان لهم من مطامع وأهداف أو ما كانوا يسعون إليه من وهم يقال له "شعبية"، وهم الذين هزوا أكثر من مرة أركان العدالة فظاهروا باطلاً على حق وضلالاً على صواب، على جهل من الرئاسة، وتؤلمني الإشارة إلى هذا، وكفى الرجل الكبير ما لقيه من عقوق الذين استغلوا العطف واستثمروا الثقة.
والكلام عن أدب صاحب المذكرات ولغته يتخطى مؤهلاتي ويجاوز حدود إستعدادي، ولكني أريد أن أقول أني وجدت في هذا الجزء الأول بالذات، بين الصفحة الأولى منه والصفحات التي تليها، تفاوتاً في البيان، فما كتبه عن القرية اللبنانية يمت بأكثر من سبب إلى لغة الأئمة.
وما أظنه مال في الصفحات الأخرى عن هذا المستوى العالي إلا لأنه تعمد السهولة ليفهمه كل من يقرأ، فمذكراته ليست وقفاً على كبار الأدباء بل هي، كما يقول في الإهداء، للشعب اللبناني. إقرأ المزيد