التحول الكبير - بدايات تقاليدنا الدينية
(0)    
المرتبة: 13,198
تاريخ النشر: 01/01/2017
الناشر: دار الفرقد للطباعة والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:ربما يعتقد كل جيل أنّه قد وصل إلى نقطة انعطاف تاريخية، بيد أن مشكلاتنا تبدو صعبة الحل، ويبدو أن مستقبلنا غير مؤكد، لأن الكثير من مصاعبنا تغلفها محنة روحية أكثر عمقاً. فخلال القرن العشرين رأينا انفجار العنف على مجال غير مسبوق. إنّ قدرتنا على إيذاء وتشويه بعضنا قد بقيت ...مسايرة لتقدمنا العلمي والاقتصادي غير العادي. فكما يبدو، تنقصنا الحكمة كي نلجم عدوانيتنا ونبقيها ضمن أطر آمنة وملائمة. فتفجير أول قنبلتين ذريتين على هيروشيما وناغازاكي قد وضع نزعة تدمير ذاتي جلية في قلب الانجازات المتألقة لثقافتنا الحديثة. كما أننا نغامر بكارثة بيئية؛ لأننا لم نعد نرى الأرض مقدسة، ونعدها بكل بساطة مجرد مصدر للموارد. فما لم يكن هناك نوع من ثورة روحية تستطيع أن تحتضن عبقريتنا التقانية، فإنه لمن غير المرجح أننا سننقذ كوكبنا. إن تربية عقلانية محضة لن تكون كافية، لقد وجدنا أن جامعة عظيمة قد توجد قربنا، مثلما قد توجد معسكر اعتقال. إنّ معسكرات أوسفتيز، ورواندا، والبوسنة، وتدمير مركز التجارة العالمي كانت جميعاً تجليات قائمة كشفت عمّا يمكن أن يحدث عندما يفقد المرء الإحساس بحرمة وانتهاك ماهو مقدس لكل كائن بشري. الدين من المفترض أن يساعدنا في تشذيب هذا الموقف يبدو - في أغلب الأحيان - أنه يعكس العنف واليأس في أزماتنا. ففي كل زمن تقريباً، نرى أمثلة على إرهاب وكراهية، وعدم تسامح محركها ديني. وفي الوقت ذاته يجد عدداً متزايداً من الناس بأن العقائد والممارسات الدينية التقليدية ليست بذات علاقة، وغير قابلة للتصديق، فيتحولون إلى الفن والموسيقى، والأدب، والرياضة، أو المخدرات كي تعطيهم تجربة متسامية يحتاجها البشر، كما يبدو أننا جميعاً نبحث عن لحظات نشوة وبهجة عندما نساكن إنسانيتنا أكثر من المعتاد، ونشعر أننا متأثرين بكل عمق في داخلنا، وترفّع لحظياً خارج ذواتنا. إننا مخلوقات تبحث عن معنى، ولسنا على شاكلة حيوانات أخرى تسقط بكل سهولة في اليأس؛ إذا لم نستطع أن نجد معنى وقيمة في حيواتنا. بينما يبحث البعض عن سبل جديدة ليكونوا متدينين، فمنذ أواخر سبعينيات القرن العشرين، نجد حركة بعث روحية في أصقاع عديدة من العالم، وليست التقوى المحازبة، التي نسميها غالباً "الأصولية" سوى إحدى تبديات بحثنا ما بعد الحداثي عن الاستنارة. في مأزقنا الراهن، أعتقد أن باستطاعتنا أن نجد إلهاماً في الفترة التي أسماها الفيلسوف الألماني كار غاسبار "العصر المحوري"، لأنها كانت محورية في تطور البشرية الروحي. فمن نحو عام 900 إلى عام 200 ق.م، وفي أربع مناطق مميزة، ظهرت إلى الوجود التراثات العالمية العظيمة التي استمرت في تغذية البشرية، الكونفوسيو-سية، والداوية Daoism في الصين، والهندوسية البوذية في الهند، والوحدانية في بني اسرائيل والعقلانية الفلسفية في اليونان.
هذه الفترة كانت فترة بوذا، وسقراط، وكنفوشيوس، وإرميا، ومتصوفو الأبانيشاد.. ففي هذه الفترة من الإبداع المركز كانت هذه العبقريات الفلسفية والروحية رائدات لنوع جديد كلياً من التجربة البشرية. لقد كان العصر المحوري واحداً من أهم الفترات للتحول الفكري، والنفسي، والفلسفي والديني في التاريخ المدوّن... إنّ دراسة هذه الفترة البعيدة يمكنها - بكل تأكيد - أن تكون مجرد تدريب في أركيولوجيا روحية، إننا لم نتجاوز رؤى العصر المحوري. ففي أوقات أزمة روحية واجتماعية رجع الرجال والنساء إلى هذه الفترة بحثاً عن توجيه لهم.. فيهودية الأحبار، والمسيحية، والإسلام على سبيل المثال كانت كلها إزهارات تلت العصر المحوري.. وكما سنرى في الفصل الأخير من هذا الكتاب أن هذه التراثات الثلاثة قد اكتشفت ثانية النظرة المحورية وترجمتها بطريقة رائعة إلى مصطلح تحدث مباشرة إلى ظروف عصرها [...]
نظرة فلسفية تطمح إلى البحث عن أسلوب، عن تصور.. عن مفهوم يحدّ من الغلواء الدينية.. والتطرف الذي يحيل العالم إلى بؤرة متفجرة لا تخمد نارها التي تحرق البشرية... تحرق بها الإنسانية. يحاول المؤلف أن يقدم دراسة حول التطور العام لعصر المحور، يعطي فعلاً رؤية داخل التطور الروحي لهذا المثل الأعلى المهم، ولسوف يتابع، من أجل ذلك، المسار التاريخي لهذه العملية، راسماً تقدم شعوب العصر المحوري الأربعة جنباً إلى جنب، مراقباً النظرة الجديدة وهي تضرب جذورها تدريجياً، لتبلغ تصاعداً تدريجياً، وفي النهاية لتخبو في نهاية القرن الثالث. وليعرض في الفصل الأخير من كاتبه هذا التراثات الثلاث، الأديان السماوية الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام، واكتشافها للنظرة المحورية، وليصل أخيراً إلى مساعدة هذا الجيل في أن يكيف هذه الرؤى الأصيلة وفق ظروفه الخاصة، وهذه مهمة هذا الجيل في أيامنا هذه.نبذة الناشر:إننا نغامر بكارثة بيئية لأننا لم نعد نرى الأرض مقدسة، بل نعدها بكل بساطة مجرد مصدر للموارد. وما لم يكن هناك نوع من ثورة روحية تستطيع أن تحتضن عبقريتنا التقانية، فليس من المرجح أن تتمكن من إنقاذ كوكبنا. إن تربية عقلانية محضة لن تكون كافية. لقد رأينا أنه قد توجد جامعة عظيمة قربنا، مثلما يوجد معسكر اعتقال رهيب، والدين، الذي من المفترض أن يساعدنا على تصحيح هذا الوضع، يبدو في أغلب الأحيان، وراء العنف واليأس في أزماننا. ففي كل يوم تقريباً، نرى أمثلة على الإرهاب والكراهية وعدم التسامح محركها ديني، وفي الوقت نفسه، يجد عدد متزايد من الناس أن العقائد والممارسات الدينية التقليدية غير ذات جدوى ويتحولون إلى الفن والأدب والموسيقى والرياضة، أو المخدرات كي تعطيهم تجربة متسامية يحتاجها البشر.
كارين أرمسترونغ خير من كتب حول الأديان وبحثت هذه المسألة في البلدان المتقدمة. إقرأ المزيد