تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: عالم الكتب الحديث
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:لا يزال الإعلال مشرعاً أمام كوكبة من الأسئلة الألغاز، ساقت من سبق من المشتغلين باللغة إلى استفراغ الوسع لنحت احتمالات إفتراضية تتكىء أساساً على قياس الصيغة المعتلة على نظيرتها الصحيحة.
فكان هاجس وحدة المنسق والعمل من وادي واحد، الميسم الأبرز الذي بصم جل الإجتهادات في هذا الكتاب.
وكان ...من مقتضى هذا المسار، عدم الآبه للصور البادية للصيغة، والنفاذ إلى المخفي منها إعمالاً لمبدأ التمايز بين الأصل والفرع، وهو ما يمكن ربما مقارنته بمصطلحي البنية العميقة والبنية السطحية الرائجة في أدبيات اللسانيات المعاصرة.
لئن كان الإطراد غاية كل قاعدة وقانون، فإنه في الإعلال، ما إن يتحقق حتى تنبعث حالات الإستثناء تارة من باب أمن اللبس، وتارة من باب الحمل، وقد لا يكون، والحالة هذه، لا من هذا الباب ولا من ذاك، بل فقط سيراً على ما سار عليه القوم من السماع. ولعل ما يجعل من الإعلال موضوعاً شائكاً، هو تلك المراوحة الدارجة بين ضفتي الدرس اللغوي: القياس والسماع.
ومع ما يقتضيه البحث العلمي من التراكم والتجاوز، إلا أن العرفان بالجميل يقتضي من جهة، إكبار الجهود الضخم في جمع الرصيد المعرفي والتجريبي للصرفيين القدامى، والذي شكل قاعدة غنية من المعطيات الضرورية لفهم الطبيعة الخاصة لظاهرة مركبة كالإعلال.
ومن جهة أخرى، الإعتراف بالفضل للدراسات الصرافية الحديثة التي تناولت اللغة العربية بالدرس والتحليل، وقدمت مقترحات علمية في سبيل وصف ظاهرة على جانب كبير من الدقة والأهمية.
إن الزعم بالإحاطة الكاملة بظاهرة شائكة كظاهرة الإعلال، إحاطة خالية من الإستثناء وحالات الخروج عن القياس، لا يعدو أن يكون ضرباً من التوهم والتخيل، إذ لا يزال الإعلال أرضاً بكراً لم تكشف أسرارها بعد، ولعل هذه الدراسة تكون ذرة صغيرة إلى جانب ما أنجز قديماً وحديثاً، في طريق توفير إواليات وصف وتفسير هذه الظاهرة، وغيرها من الظواهر المكونة لصرح اللغة العربية. إقرأ المزيد