تاريخ النشر: 24/06/2016
الناشر: دار جرير للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:إن مقاربة النصوص وفق القراءة السيميائية تعدّ إضافة حقيقية جديرة بالإهتمام والبحث والإستقصاء ، لما لهذه القراءة من قدرة على استجلاء مكامن النص وخفاياه ، مما يجعل عملية القراءة عملية استراتيجية باستطاعتها الكشف عن المعاني المخبوءة في باطن النص . وعليه فإن السيميائية استطاعت عبر رحلتها الطويلة ، وعلى ...اختلاف مشاربها وطرائقها ، أن تتعامل مع النص بوصفه علامة أو سلسلة من العلامات التي لا تنفصل عن رؤية المنشئ والمتلقي على حدّ سواء ، وإلى ذلك ، فقد حاول الباحث في دراسته هذه الإفادة من مفاهيم السيمياء من خلال معاينتها النصوص ، للكشف عن فاعلية العلامات التي تتشابك وتتداخل مكونة رؤية النص ومعماريته . إذ أن البحث عن المعنى الكامن في العلامة على اختلاف أنواعها إنما هو ديدن عمل السيميائي الذي يسعى إلى الوصول إلى تفسير العلامات وفك شيفراتها ، مما من شأنه الوصول إلى المعاني التي تشكل السيموزيس الذي يمثل التعددية في المعنى ، وانفتاح التأويلات التي يمكن أن تمثل مقاربة واعية للنصوص . من هنا ، فقد تضمن هذا الكتاب تمهيداً جاء بمثابة عرف لأهم المفاهيم السيميائية التي شكّلت إضاءة وتنويراً للجانب التطبيقي ، فيما بعد التمهيد ، وقد شمل الجانب التطبيقي خمسة فصول ، أربعة منها دارت حول الشعر ، بينما تم في الفصل الرابع والأخير معاينة الرواية من منظورات سيميائية . ويمكن القول أن ما يحاول الباحث طرحه في دراسته هذه يتمثل في جمعه بين النظرية والتطبيق في تأويله للنصوص التي وقع اختياره عليه بعناية ، للتأكيد على نجاعة القراءة السيميائية في معاينة النصوص ، وقدرتها على استبطان الرؤية الكامنة فيها ، فالعلامة على اختلاف أشكالها تحتاج إلى تأويل عميق ؛ ولذلك خشي كثير من الدارسين أن يعدّ كل شيء علامة ، حتى قيل أن بيدس أحال العالم كله إلى علامة . ويمكن القول وبشيء من التفصيل فيها تضمنته هذه الدراسة في مقاربتها للنص الأدبي وفق آليات الإشتغال السيميائي ، من خلال معايير وأسس لمعاينة النص الأدبي ، في فصولها الأربعة . فقد تناول الأول منها بعض آليات التأويل السيميائي في مقارنة نصين شعريين . الأول للشاعر أمل دنقل ، والآخر لإبراهيم نصر الله ، في محاول للإفادة من مفاهيم الدرس السيميائي . وقد تمظهرت تجليات هذه المقاربة في سعيها لاكتناه دلالات النص لدى الشاعر أمل دنقل كما للشاعر إبراهيم نصر الله ، والوقوف على أبعادها الدلالية من خلال المزاوجة بين التنظير والممارسة النقدية . بينما عالج الفصل الثاني سيميائية الإستعارة في نص لمحمد القيسي ، في محاولة لإبراز التجلّي السيميائي للإستعارة في نسيج النص الشعري الذي تحول إلى استعارة كبيرة شكلها تعانق الإستعارات المفردة وتعاضدها في سياق النص وتشكله اللغوي ، وذلك من خلال ربط الإستعارة بالأيقون الذي حوّل النص إلى صورة متكاملة الأجزاء ، مبتدئة به من أن يكون مباشراً أو تقريرياً . وقارب الفصل الثالث سيمياء المدينة في شعر إبراهيم نصر الله ، وبيّنت الدراسة العلامات التي تشكل منها النص الشعري ، ومن الأبعاد الجمالية والفنية للنص الشعري ، الذي تمركز حول المدينة ، وجعل منها فضاءً شعرياً يعج بالعلامات التي تشي بموقف الذات الشاعرة في المدينة بما تحمله من إشارات ورؤى تنبع من موقف الشاعر . ونقرأ في الفصل الرابع سيمياء اللون في شعر البياتي عبر مستويات مختلفة لتوظيفه في سياقات متعددة ، فاللون على سبيل المثال أصبح علامة سيميائية تدخلت في تشكيل العنوان ، كما أن اللون أسهم في تشكيل اللوحة الشعرية ... أما الفصل الخامس فقد تناول سيمياء الفضاء الروائي في مسرحية " صمت يتمدد " للدكتور سليمان الشطي ، وهي دراسة حاولت أن تعاين النص الروائي وفق معطيات النقد السيميائي ، مركزة على سيمياء العنوان والفضاء المكاني والزماني ، والفضاء الكتابي ، وسلسلة اليقونات التي جاءت في ثنايا هذا العمل الروائي . إقرأ المزيد