تاريخ النشر: 07/06/2016
الناشر: المعقدين للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:الواقع الذي يتناوله الروائي يحيى الشيخ في روايته "بهجة الأفاعي"، هو واقع غارق في الشعبية والغرائبية، يضع القارئ فيه وجهاً لوجه أمام فضاء روائي غريب، سواء على مستوى الشخصيات أو الأحداث أو الأفكار، وهي غرابة يصنعها المتخيل الروائي في إحالة على عالم مرجعي غارق في تخلفه وأوهامه يؤمن بالمعتقدات ...الشعبية من سحر وشعوذة، وعجائب، وقوى خارقة، جعلت من بطلة الرواية "العانس" تتزوج وتحمل في ليلة واحدة من عابر سبيل حط في ضيافة أبيها ليلة واحدة، هذا اللغز، حيّر أهالي القرية، وفتح أمامهم أفق الخيال والتكهنات منها "إن عابر السبيل" هذا، كان ساحراً دعاه الأب ليعينه على تسهيل زواج ابنته العنود، التي أغلقت بابها بوجه الرجال الذين تقدموا للزواج بها"، ولأن العنود أو العانس هي المرأة الوحيدة في البلدة التي ولدت، بدأ الناس يتهافتون على تقبيل يدها، ويضعونها على رؤوسهم تبركاً.
ذلك أن تلك البلدة لم تشهد ولادة واحدة طيلة السنوات العجاف الماضية، كان آخرها العانس ذاتها، التي قيل عنها ما قيل: إنها زرع رجل غريب؛ أما الوليد فهو الوحيد في البلدة منذ عقود، ومن لا يعرفه: "ابن العانس"، ابن الساحر، الفحل ذو الرأسين، الوسيم، العملاق، ذوي الجبروت، الغاوي..." وغيرها من الألقاب لمن سيحمل سرّ أبيه عندما يكبر ويتابع عمله في السحر والشعوذة.
هذه الوقائع الغريبة والمتخيلة تنهض بها مجموعة من الشخصيات الغربية الأطوار والغير سوية، جعلها الروائي السردي الذي يمارسه الكاتب في إطار التجريب، لكنه عبث مدروس يعتمد لخطة روائية فنية تُفيد من الأساطير الشعبية والموروث السائد، حتى أن الرواية تكشف عن "سر الأسرار" طلاسم ورقى ورسومات وحُجب منها "حجاب عرسون لكل مجنون"، وحجاب "هـ ب ا خ لكل من قال اخ"، وحجاب "كوهيل لكل من صاح الويل"، وحجاب "ناناس يقرب الأعراس".
ولعل هذا ما يمنح الرواية إختلافها عن السائد الروائي، لتشكل خطوة نوعية في مسيرة صاحبها الروائية. إقرأ المزيد