مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق ؛ في فضائل الجهاد
(0)    
المرتبة: 62,193
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:ألّف الإمام العالم المجاهد الشهيد أبو زكريا : أحمد بن إبراهيم بن محمد ، الشافعي الدمشقي الدمياطيّ ، المعروف بإبن النحاس ، المتوفي سنة ( 814 ه ) شهيداً في منطقة دمياط في مصر كتابه هذا الحافل في الجهاد وأحكامه وفضائله والحثّ عليه ، وسمّاه " مشارع الأشواق إلى ...مصارع العشاق ، ومثير الغرام إلى دار السلام " . وقد عاش الإمام الجهاد حالة واقعة في حياته ، حيث نشأ في دمشق نشأة جهادية ، ومارس الجهاد فيها عمليّاً ، ولما انتقل إلى مصر وأقام في دمياط وما حولها في جهاد الصليبيين ، وصدّ غاراتهم ، وختم الله حياته الجهادية بالشهادة ، حيث استشهد في معركة " الطينة " قرب دمياط سنة ( 814 ه ) . وبهذا جمع الإمام إبن النحاس بين العلم والعمل ، وبين الكلام عن الجهاد والممارسة العملية للجهاد ، التي تُوِّجت بالإستشهاد . وبهذا كان لكتابه هذا مذاقٌ خاصٌ ، وتأثيرٌ خاصٌ . ومعلوم أن العالم الكاتب الشهيد يكتب ، الله ، لكتبه القبول ، لأنه كتبها مرتين : مرّة بمداد العالم ، ومرّة بدماء الشهيد . وكان إبن النحاس ممن تحقّق فيه وفي كتابه هذا الوصف الكريم . هذا وإن الذي دفع ابن النحاس إلى تأليف كتابه هو ما رآه من وجوب الجهاد على مسلمي زمانه ، بسبب الهجوم المغولي والصليبي عليهم ، ولكنهم انصرفوا عنه ، ونكصوا عن ميدانه ، فأراد إبن النحاس أن يشحذ هممهم ، فألّف لهم هذا الكتاب بالتحقيق هذه الغاية . وألّف في حوالي عشرة أشهر ، قبل استشهاده بسنتين . قال إبن النحاس : " وكان فراغه على يد مؤلفه ، فقير رحمة ربه ، وآمل عفوه وغفرانه أحمد بن إبراهيم بن محمد بن النحاس الدمشقي . . بخمسٍ بقين من جمادي الآخرة ، سنة اثنتي وثمانمائة ، وابتدأ التأليف في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وثمانمئة " . وقد ذكر العلماء أن كتاب إبن النحاس من أفضل الكتب في الجهاد ، وأكثرها جمعاً وتحقيقاً ، وأغزرها معلومات وفائدة . وكان إبن النحاس لاحظ التطويل في كتابه ، فاختصره في حياته ، وسماه " مختصر مشارع الأشواق " . وظل كتاب إبن النحاس محظوظاً حتى أذن الله بطبعه وإظهاره في هذا الزمان حيث وافقت كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة أم القرى بمكة المكرمة على تحقيق كتاب إبن النحاس من قبل اثنين من الباحثين لينالا درجة الماجيستير في الشريعة الإسلامية . وصدر الكتاب في مجلدين مخدوم خدمة جيدة من قبل الباحِثَيْن ، حيث عملا على تخريج أحاديث الكتاب الكثيرة وحكى على معظمها ، وعرّفا بكثير من الأعلام والرجال المذكورين في النصّ ، وأحالا على المراجع التي أخذ منها المؤلف الشهيد إبن النحاس وحقّقا بعض المسائل الواردة فيه ، وضبطا النص ضبطاً جيداً . وأخرجت دار البشائر الإسلامية إخراجاً يليق به . واستقبل المثقفون والدارسون الكتاب استقبالاً جيداً ، واستفادوا مما فيه باعتباره أفضل كتاب في الجهاد وأحكامه وفضائله في القديم والحديث . ونظراً للتطويل الذي وجده أ. د. صلاح عبد الفتاح الخالدي في تحقيق الأستاذين المحققين ، في كلامهما على الرجال والأحاديث ، وحكمهما على رجال الإسناد ، من خلال الهوامش ، وما في هذه الهوامش من فوائد علمية حديثة وإسنادية وتوثيقية قد لا تعني القارئ غير المتخصص كثيراً ، لأنه لا يستفيد منها إلا الباحثون وطلبة العلم الشرعي ؛ ارتأى أن الكتاب بحاجة إلى اختصار وتهذيب ، ونزولاً عند رغبة من طُلب إليه القيام بتهذيبه ، لينتفع به المسلمون ، انبرى إلى هذا العمل ، وعمد إلى تهذيبه ، مستفيداً استفادة كاملة من النسخة المطبوعة ومن جهد الأستاذين المحققَين فيها ، ليصدر الكتاب في طبعته هذه ، فتعم فائدته ، وينتفع به جميع القراء على مختلف مستوياتهم العلمية والثقافية . وهذه نبذة عن هذا الإمام . وقد ورد إسمه كاملاً آنفاً من علماء القرن الثامن الهجري ، حيث عاش معظم حياته في القرن الثامن وكانت وفاته في مطلع القرن التاسع . ولد إبن النحاس في دمشق ، وتلقى العلم فيها على العلماء . وكان أوشك القرن الثامن الهجري على الإنتهاء ، حتى كان إبن النحاس من كبار علماء دمشق ، الذين يُشار إليهم بالبَنان . وكان إبن النحاس عالماً بالحديث والفقه . . . وبقي في دمشق يقوم بواجبه في العلم والتعليم والدعوة والتذكير حتى سنة ( 803 ه ) . سافر إبن النحاس من دمشق إلى مصر ( 803 ه ) ، وأقام في مدينة ( المنزلة ) ثم تحوّل إلى دمياط . فأقام فيها المدة المتبقية من حياته إلى أن استشهد سنة ( 814 ه ) . قال المؤرخ السخاوي عنه " وكان إبن النحاس يعرف الفرائض والحساب أتم المعرفة حيث كان يصرّح باختياره على إخراج طرق الحساب بالهندسة ، وصنف فيه رجع المعرفة الجيدة بالفقه ، والمشاركة في غيره من الفنون . . . " وقد خلف إبن النحاس عدداً من المؤلفان النافعة . إقرأ المزيد