إحكام النظر في أحكام النظر بحاسة البصر
(0)    
المرتبة: 49,982
تاريخ النشر: 01/01/2012
الناشر: دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:إن كثيراً من الأفكار تتألق بمرور الزمن، وتعاقب الأيام، فتلألأ في حنبات التاريخ وموجات الفكر الإنساني المتلامق، نيّرة متميزة، يشار إليها بالبنان ويُستشهدُ بها، وتُزَيَّن بها الآراء، ويُحتجّ بها في المحافل، ويرجع إليها في كل حين وآن، لا يقلل من شأنها عند العقلاء أنها ليست من رعونات العصر، أو ...خارجة عن إبداع الجيل الحاضر ونزقه ونزغاته، وما ذلك إلا لأنها قامت من منطلق صحيح، وبنيت بمنهج دقيق، وعالجت جانباً من جوانب الإنسانية الثابتة التي لا تتبدل ولا تتغير؛ لأنها من خصائص الإنسان ومميزات وجوده، وإن أبقى الكتب مع الأيام هي التي تضم قدراً كبيراً من هذه الأفكار، كلها القبول وعليها الحوار.
وإن هذا الكتاب "إِحْكام النظر في أَحْكام النظر بحاسة البصر"، للإمام الحافظ أبي الحسن علي بن محور، المعروف بابن القطان الفاسي، هو من هذه الأسفار... كتاب عزّ نظيره ونذر مثيله مضموناً ومنهجاً، فقد ضم نيّر الأفكار، وسديد الآراء، وقوي الإستنباطات في جانب خطير من جوانب الإنسانية الثابتة، ألا وهو النظر بالعين، وما تعكسه على النفس والمشاعر من آثار، قد تكون هذه الآثار في غاية النبل والسمو فترتفع من شأن صاحبها، أو تهبط بصاحبها إلى دركات الحيوانية.
وقد تناول المرئيات، وفي خضم هذه الأبواب الثمانية، جمع فأوعى، واستعصى فأوفى وأما منهجه، فقد جمع ابن القطان كل الآيات القرآنية المتعلقة بالنظر ووضعها في سياق الصحيح مع ما قبلها وما بعدها، ناقلاً أقوال أئمة التفسير فيها بدءاً من الصحابة الكرام ومن تلاهم من التابعين، كاشفاً عن أقوال أئمة اللغة العربية، مع بيان موضع الدليل، ومناط الحكم.
وأما نصوص السنة الشريفة، فقد جمعها من مظانّها، ملتزماً بإيراد الحديث الشريف إذا كان صحيحاً دون إسناد مع بيان مصدره، وإن كان فيه نظر عند المحدثين أو تكلم أحد فيه ساقه بإسناده، وتكلم عليه جرحاً وتعديلاً وتصحيحاً وتضعيفاً.
وأما الحديث المعروف بالضعف فيورده مشيراً إلى موضع العلة فيه، ويبين في كل نصّ موضع الدليل، وما يمكن أن يثور في الإعتراض عليه وما قاله فقهاء السنة إن تنازعت دلالته الآراء ذاكراً في كتابه هذا نحواً من مئتين وسبعين حديثاً في موضع "النظر" وتكلم عليها بما يكفي ويشفي، وقد اقتبس علماء الحديث من بعده طرفاً غير يسير من كلامه فيها.
هذا ونظراً لأهمية هذا الكتاب فقد تم الإعتناء به تدقيقاً وتوثيقاً وتحقيقاً، حيث عكف المحقق على عملية التحقيق حيث عمد إلى متابعة تلك النسخة الوحيدة وهي نسخة الأسكوريال واستطاع برغم كثرة الأخطاء التي وجدت فيها، أن يخرجها ويقوّم كثير من كلماتها وعباراتها ويردّها إلى الصواب بما رجع إليه من حصاد، ومظان استخدمها المصنف، ثم قام بتخريج أحاديثها مترجماً للعديد من الرواة، كما ذكر مظان كثير من المسائل الفقية التي أوردها ابن القطان في كتابه، وتكلم عنها بما يسهل الرجوع إلى العديد من المصادر لمن أراد المزيد، كما أغنى الكتاب بإيراد ترجمة مطولة للكتاب وبصاحبه. إقرأ المزيد