الصنمية وعلاقتها بالاغتراب والأفكار اللاعقلانية
(0)    
المرتبة: 108,802
تاريخ النشر: 01/01/2016
الناشر: ألفا للوثائق
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:فكرة الاستلاب الديني التسلطي هي فكرة هذه الأطروحة، والتي من مظاهرها الصنمية للأفراد والأشياء. فقد دأبَ البشرُ منذ ُبدايات الحضارة على إسباغِ ما هو مُقدس على ما هو عادي في محاولةٍ منهم لتصنيم الأشياء، وهذا التصنيم يتخذُ أشكالا متعدده، فتارة هو يُسبغها على المال وعلى الأشخاص وعلى التكنولوجيا أيضا، ولكل ...زمان أصنامه، بعضها قديم تتوارثه الأجيال المتعاقبة، والآخر مُستحدث تخلقهُ الظروف المُستحدثه، والصنميةُ قد تنتج من الاغتراب، فالاغتراب ظاهرةٌ سلبية، والإنسان المُغترب هو إنسان مريض من الناحية الإنسانية، فالمغتربُ هو إنسانٌ مغترب عن ذاته وعن الآخرين وعن نتاجه الإنساني، عن عمله وعن حبه؛ فهو إنسان تحول إلى آلة، والى شيءٍ، وإلى كائن سلبي يفتقد أدنى مشاعره الإنسانية، عمليتاالصنمية والاغتراب في جوهرها عمليتان لاعقلانيتان وهذه العمليات نتاج لأفكارٍ لاعقلانية، لا تستقيم مع الحسِ السليم، ومن أبرز مظاهر التناقض في الحياة الإنسانية أنَّ التفكير وهو أداة الإنسان في التحرر من التزامات الطبيعة وفي التحكم بها وببيئته، قد يكون في كثير من الأحيان مصدرا للأغلال التي تكبل الإنسان وتسبب لهُ الشقاء. إنَّ غرض هذه الدراسة الرئيس كان قياس المُتغيرات الثلاثة وهي الصنمية والاغتراب والأفكار اللاعقلانية، كذلك التنبؤية بين مُتغيرات البحث المُنبئة وهي الاغتراب والأفكار اللاعقلانيه في المحك وهو الصنمية، واختيرت عينةٌ بلغت 400 طالب وطالبة من طلبة الجامعة المُستنصرية ومن الدراسة الصباحية، وأعدت مقاييس ثلاثة بواقع 19 فقرة لمُتغيريَّ الصنميه والأفكار اللاعقلانية، و22 فِقرة لمُتغير الاغتراب، واستخرج الصدق والثبات لهذه المقاييس، واستخدمت آلية تحليل الانحدار للتنبؤ بسلوك الصنمية لدى الطلبة. وأظهرتْ نتائج الدراسة أنَّ الظواهر الثلاث الصنمية والاغتراب والأفكار اللاعقلانية موجوده وبدلالةٍ إحصائيةٍ لدى مُجتمع الطلبة، وبأنَّ المُتغيرات النفسية (الاغتراب والأفكار اللاعقلانية) يُنتجان الصنمية. وأنَّ هُناك تجمعا من مُنبئات الاغتراب والأفكار اللاعقلانيه تنبأت بصورةٍ مُختلفةٍ لكل مكونٍ من مكونات الصنمية الأربعةِ والتي هي صنميةُ المال والقدرية والمادية الوجودية والصنمية البشرية، واعتمدت تنظيرات فروم لتفسير نتائج الدراسة. إنّ الأطر الثقافية والمُحددات الحضارية العراقية تؤدي دورا مُهما في تأصيل فكرة الصنمية لدى الطالب الجامعي العراقي، حاول الباحث أن يخترق منطقة نفسية مُعينة هي فكرة التصنيم، ففكرة الصنم هي فكرة التعويض وسد الفراغ الروحي للمُصنم المُغترب، محولا هذه الفكرة إلى أيقونة ورمز، فالفكرة تسدُ حاجةٍ نفسيةٍ موجودةٍ في الأفراد كاستعدادات، وهي جزءٌ من حاجات البيئة، والإنسان انفصل واغترب عن الطبيعة فشعر بالارتباك والحيرة، فاستعان بالجانب الديني حتى يحصل على أجوبةٍ؛ فالدين حاجةٌ نفسية وليس فكرة فلسفية. والأفكار اللاعقلانية هي عملية تثبيت مارستها المُجتمعات البشرية أثناء نموها وتطورها التاريخي ولم تستطعْ عبور هذه المرحلة التاريخية! وكلما أشتدَّ الفكر اللاعقلاني أتجه الناسُ نحو الصنمية، والفكرةُ اللاعقلانية يتبناها الناس ولو كان فيها ضررٌ عليهم، ولها علاقةٍ بالبيئة الحضارية للإنسان، فالإنسان الذي يتعلم في بيئة ثقافية ستترك تأثيرا على شخصيته. الاستنتاج لهذه الأطروحة يأتي استجابة لتساؤلات أجاب عنها البحث الحالي، والمتمثل بأن الصنميةَ هي المُنتج السلوكي للاغتراب والأفكار اللاعقلانية، هذه التساؤلات اختبرت وتحققت بدلالة إحصائية، ونتائج الدراسة أوضحت بأن الطريقةَ التي يتنبأ بها هذان المُتغيران بالصنمية هي ليست الطريقة المُباشرة، وإنَّما بطريقةٍ غير مُباشرة؛ عبر عوامل ومكونات الاغتراب والأفكار اللاعقلانية كالهيمنة والتملك والاستلاب والحرية السلبية واللامعيارية والعدمية وغيرها؛ بمعنى أنَّ آلية تحقق الصنمية ظهرت بطريقة عوامل ومكونات المُتغيرات المُستقلة. أما العوامل الأكثر مُساهمة وذات الثقل الأكبر في إنتاج الصنمية فتمظهرت بعواملٍ ماديةٍ تنتمي لمجموعةِ الأفكار اللاعقلانية، والمُتمثلةِ بالهيمنة والتملك والوجودية المادية، إذ كان لها الدور الأكبر في إنتاج الصنمية، من عوامل المُتغير المُستقل الآخر الاغتراب (الاستلاب واللامعيارية والعدمية والحرية السلبية والاكتئاب) بالتنبؤ بالمُتغير التابع الصنمية، مما يعني أنَّ الهيمنةَ والتملك اللاعقلانيين تدفع بالطالب إلى التصنيم، أكثر مما تفعل نزعات الاستلاب واللامعيارية والعدمية والحرية الزائفة والاكتئاب. أي أنَّ الصنمية هي نتاج للقيم التملكية اللاعقلانية أكثر منها نتاجا لعوامل الاغتراب النفسي، رُغمّ أنَّ كلا المجموعتين تتضافران للتنبؤ بتلك الصنمية. فالقيم الاجتماعية السائدة هُنا لها دور أكبر في تفسير سلوك الصنمية، بشكل أكبر من الدور الذي تؤديه المشاعر الفردية الاغترابية. فالقيم الثقافيةُ تُشكل الإنسان وتقولبهُ لممارساته وهي المبدأ الأساس الذي تتشكل وفقهُ أنماط الطباع الاجتماعية، إنَّ العجز المرير وتشظي الهوية والحرمان يُستبدلُ بالحاجة إلى قوةٍ خارجيةٍ.الصنميةُ مُشكلةٌ نفسية لدى هولاء الطلبة، وسلوك اجتماعي مُحدد يسلكهُ الأفراد والجماعات؛ ويُمارسها الأفراد، فهي عدم القدرة للهيمنة على الأحداث وهي الإنكار؛ فهي عملية خداع للذات؛ ونتاج حاجة ورعب نفسي وتوقٌ للأمان يسقط الفردُ فيها قواهُ على أشياء لا قوة لها. إقرأ المزيد