لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

لاجئة بين زوجين

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 30,264

لاجئة بين زوجين
8.50$
10.00$
%15
الكمية:
لاجئة بين زوجين
تاريخ النشر: 03/05/2016
الناشر: دار الآداب
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:"يمشي الناس بين الخيم، وعلى وجوههم حزن متسلّط، مثل وحش له مخالب سامّة، حزنٌ تمرّ لياليه الطويلة في بيداء لا ظل بها ولا رحمة إلّا الحر والوجع والقسوة. في هذا الوضع الجهنمي، بدأت أعراض جديدة على نفسيتي، وهن وغثيان وميل شديد إلى النوم وعزوف عن الأكل. كانت جارتي دنيا ...في ليالي الصيف لا تنام. المسكينة صوتها يسري في الليل، له رنين لا يهدأ كضفدع الخريف بـ "أم الحمام". ثرثرتها لا تتوقف كأنها تكلّم أشباحاً، فبات صوتها يثير أعصابي بعد الحمل.
شقاء اللجوء أكثر ما ظهر في الأطفال، لباسهم في الصيف أشبه بعقوبة. بقيت الألبسة الخشنة الممزّقة والأحذية المثقوبة المهترئة ترافقهم وتزيد من مشهد الشقاء، حتى اشتدّ الحرّ، فتحرروا منها، وتحولوا إلى حفاة، فضاعف ذلك من بؤسهم.. صراخ الأطفال لا يتوقف طيلة الليل، والحمّى وجرعات الأدوية كانت الشغل الشاغل في المخيم.
تأتي زوابع الصيف أحياناً بلا مقدمات، تشبه إعصاراً مدمّراً، تأتي من بعيد تسوقها رياح شؤم، تلتفّ وتتلوى بلون التراب، جذعها في الأسفل ورأسها في جوف السماء، وسرعان ما تصل المخيم مثل أفعى خرافية هاجمة تفحّ! يتحول الفحيح إلى صفير شيطاني يجرف التراب والحصى، ثم إلى هزيم مدوٍ، لا أحد يعرف ما الذي يحدث! تدوي الفرقعة والتكسير، وأشياء تتبعثر، تطير، تتدحرج متنوعة الأصوات، في حالة من الفوضى الوحشية. الزواحف الصحراوية تجوب في المخيم طوال الليل. بعد الهواء الغربي وبعد تراجع الحرارة تستبرد بين الخيم، ويصبح ضجيج البشر جزءاً من عالمها. تنسلّ الأفاعي وتدبّ الخنافس والعقارب والصراصير الصحراوية الكاشفة بلونها البرتقالي المغبّر أو لونها الأشقر!
في السهرات كانت الصراصير خفيفة الحركة، حيوية ونشطة، تلعب بشواربها وتراقب حذرة. ومع الوقت، بدأت تتخلّى عن الحذر والخوف، وأصبحت تتفقدنا حتى في النوم. تدبّ على أجسادنا ووجوهنا، وفجأة نصرخ ونقفز، وتختفي كل الكائنات الماكرة، كأنّها تذوب في القمة. تسري العقارب في الليل بطرق مختلفة، في النظرة الأولى، لا نميّز بينها وبين الخنافس، ولكن ما إن يقترب منها الشخص، وتشعر به حتى تعدو كالمسعورة، فندرك من سرعتها في الظلام أنّها عقرب، وحين نسلّط عليها الضوء يتأكد ظنّنا؛ كان أكثر ما يثير الرعب سوادها المتحرك في الظلام وزرمتها الواقفة المتناهية. حين تستشعر الخط، تتحول إلى مجنونة تركض بصورة عمياء في كل الاتجاهات! لا تعرف كيف تنحرف باتجاه القدم! حركتها السريعة وزرمتها المتأهبة وقصص اللدغات المتكررة، جعلت السكّان يعيشون بها، ويستنفرون طيلة الليل... طيلة فصل الصيف، كنتُ أتصبّر على وضعي، حتى بدأت الحياة تأخذ شكلاً مقززاً مرفوضاً، يتجسد ألمي أمامي بأوجاعنا في المخيم، خيانتي لحمزة، وجه أخي عمر المشوّه وهو ينزف، جثّة أمّي بعد ذبحها وشعرها المتيبس بالدماء. تصبح الصور محسوسة فأُصاب بإحباط حاد ومفاجئ، وتتفاقم أوجاعي في صمت حاقد، يتشبث حقدي بداخلي ويرفض التلاشي، ليتحول إلى كتلة حنيثة، تنمر مع الحمل بأحشائي يوماً بعد يوم.. عند الغروب، على هواء الخريف، كنتُ أنصت لصراخ الأمهات وعبث الأطفال، أنصت إلى ضجيج الحياة... أحياناً، أتخيّل وجه حمزة بين الوجوه ينظر إليّ، يتلفت، يبحث عني، ولا يعرف فعلتي، تختلط صورته بصورة المنزل و "أم الحمام" و "تل الرمّان"، بصورة حسنا جارتي، تختلط بطبيعة البلدة في هذه الأيام، أعود بحنيني إلى الوراء دون جدوى."
فجرّت أحداث تل الرمان أحزان فاطمة وآلامها مع مقتل أهلها.. ولتبدأ معها رحلة عذابها بعد أن أصرّ زوجها حمزة على ضرورة نزوحها مع باقي نساء وأطفال أم الحمام حيث كانت تسكن... تخطو خطواتها الاولى على طريق الآلام ومرارة النزوح وبرفقتها ابنها صفوان وخالد شقيق حمزة..
يحملك الروائي على جناح الواقع.. فليس في الرواية ما يستدعي التحليق على أجنحة الخيال... واقع أليم مرير...يسحق الإنسان والإنسانية.. لجوء ووحدة.. وودّ وليالٍ مظلمة سوداء تدفع فاطمة للزواج من خالد بعد وصول خبر وفاة حمزة.. أحداث تتداعى إثر أحداث تتوالى المشاهد مؤثرة.. ويبقى المشهد الأكثر تأثيراً هو منظر فاطمة العائدة إلى سوريا وقد تسلل إلى روحها الهواء السوري.. فتخدّرت لذّة وهي تشرب الهواء المثقل بعطر الطبيعة ورائحة المطر.. تموج من خيالها أيامها الماضية.. تتلفت نحو الخضرة على الطريق.. وقد بدأت تبكي من جديد.
نبذة الناشر:تضطرّ فاطمة مع أسرتها إلى الهروب من ويلات الحرب والتعذيب إلى مخيّم اللجوء، تاركةً الوطنَ وزوجَها الحبيب حمزة، الذي أصرّ على البقاء والإلتحاق بصفوف المقاتلين.
لكنْ، هل ثمّة مَن يُخرج فاطمة من قمقم اللجوء اللعين، ويروي ظمأها بعيداً عن رائحة المستنقعات العفنة والنفسيّات المشوّهة؟ ما القدر الذي انتهت إليه؟ وكيف أصبحت بين زوجين في حياتها الجديدة؟.
رواية عن مأساة القرن الحادي والعشرين: حياة اللجوء والفرار من جحيم إلى جحيم أعظم...
محمود حسن الجاسم أكاديميّ وروائيّ سوريّ، له العديد من المؤلفات الاكاديميّة والروائيّة، من بينها رواية نزوح مريم، المُدرَجة ضمن اللائحة الطويلة لجائزة بوكر العربيّة.

إقرأ المزيد
لاجئة بين زوجين
لاجئة بين زوجين
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 30,264

تاريخ النشر: 03/05/2016
الناشر: دار الآداب
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:"يمشي الناس بين الخيم، وعلى وجوههم حزن متسلّط، مثل وحش له مخالب سامّة، حزنٌ تمرّ لياليه الطويلة في بيداء لا ظل بها ولا رحمة إلّا الحر والوجع والقسوة. في هذا الوضع الجهنمي، بدأت أعراض جديدة على نفسيتي، وهن وغثيان وميل شديد إلى النوم وعزوف عن الأكل. كانت جارتي دنيا ...في ليالي الصيف لا تنام. المسكينة صوتها يسري في الليل، له رنين لا يهدأ كضفدع الخريف بـ "أم الحمام". ثرثرتها لا تتوقف كأنها تكلّم أشباحاً، فبات صوتها يثير أعصابي بعد الحمل.
شقاء اللجوء أكثر ما ظهر في الأطفال، لباسهم في الصيف أشبه بعقوبة. بقيت الألبسة الخشنة الممزّقة والأحذية المثقوبة المهترئة ترافقهم وتزيد من مشهد الشقاء، حتى اشتدّ الحرّ، فتحرروا منها، وتحولوا إلى حفاة، فضاعف ذلك من بؤسهم.. صراخ الأطفال لا يتوقف طيلة الليل، والحمّى وجرعات الأدوية كانت الشغل الشاغل في المخيم.
تأتي زوابع الصيف أحياناً بلا مقدمات، تشبه إعصاراً مدمّراً، تأتي من بعيد تسوقها رياح شؤم، تلتفّ وتتلوى بلون التراب، جذعها في الأسفل ورأسها في جوف السماء، وسرعان ما تصل المخيم مثل أفعى خرافية هاجمة تفحّ! يتحول الفحيح إلى صفير شيطاني يجرف التراب والحصى، ثم إلى هزيم مدوٍ، لا أحد يعرف ما الذي يحدث! تدوي الفرقعة والتكسير، وأشياء تتبعثر، تطير، تتدحرج متنوعة الأصوات، في حالة من الفوضى الوحشية. الزواحف الصحراوية تجوب في المخيم طوال الليل. بعد الهواء الغربي وبعد تراجع الحرارة تستبرد بين الخيم، ويصبح ضجيج البشر جزءاً من عالمها. تنسلّ الأفاعي وتدبّ الخنافس والعقارب والصراصير الصحراوية الكاشفة بلونها البرتقالي المغبّر أو لونها الأشقر!
في السهرات كانت الصراصير خفيفة الحركة، حيوية ونشطة، تلعب بشواربها وتراقب حذرة. ومع الوقت، بدأت تتخلّى عن الحذر والخوف، وأصبحت تتفقدنا حتى في النوم. تدبّ على أجسادنا ووجوهنا، وفجأة نصرخ ونقفز، وتختفي كل الكائنات الماكرة، كأنّها تذوب في القمة. تسري العقارب في الليل بطرق مختلفة، في النظرة الأولى، لا نميّز بينها وبين الخنافس، ولكن ما إن يقترب منها الشخص، وتشعر به حتى تعدو كالمسعورة، فندرك من سرعتها في الظلام أنّها عقرب، وحين نسلّط عليها الضوء يتأكد ظنّنا؛ كان أكثر ما يثير الرعب سوادها المتحرك في الظلام وزرمتها الواقفة المتناهية. حين تستشعر الخط، تتحول إلى مجنونة تركض بصورة عمياء في كل الاتجاهات! لا تعرف كيف تنحرف باتجاه القدم! حركتها السريعة وزرمتها المتأهبة وقصص اللدغات المتكررة، جعلت السكّان يعيشون بها، ويستنفرون طيلة الليل... طيلة فصل الصيف، كنتُ أتصبّر على وضعي، حتى بدأت الحياة تأخذ شكلاً مقززاً مرفوضاً، يتجسد ألمي أمامي بأوجاعنا في المخيم، خيانتي لحمزة، وجه أخي عمر المشوّه وهو ينزف، جثّة أمّي بعد ذبحها وشعرها المتيبس بالدماء. تصبح الصور محسوسة فأُصاب بإحباط حاد ومفاجئ، وتتفاقم أوجاعي في صمت حاقد، يتشبث حقدي بداخلي ويرفض التلاشي، ليتحول إلى كتلة حنيثة، تنمر مع الحمل بأحشائي يوماً بعد يوم.. عند الغروب، على هواء الخريف، كنتُ أنصت لصراخ الأمهات وعبث الأطفال، أنصت إلى ضجيج الحياة... أحياناً، أتخيّل وجه حمزة بين الوجوه ينظر إليّ، يتلفت، يبحث عني، ولا يعرف فعلتي، تختلط صورته بصورة المنزل و "أم الحمام" و "تل الرمّان"، بصورة حسنا جارتي، تختلط بطبيعة البلدة في هذه الأيام، أعود بحنيني إلى الوراء دون جدوى."
فجرّت أحداث تل الرمان أحزان فاطمة وآلامها مع مقتل أهلها.. ولتبدأ معها رحلة عذابها بعد أن أصرّ زوجها حمزة على ضرورة نزوحها مع باقي نساء وأطفال أم الحمام حيث كانت تسكن... تخطو خطواتها الاولى على طريق الآلام ومرارة النزوح وبرفقتها ابنها صفوان وخالد شقيق حمزة..
يحملك الروائي على جناح الواقع.. فليس في الرواية ما يستدعي التحليق على أجنحة الخيال... واقع أليم مرير...يسحق الإنسان والإنسانية.. لجوء ووحدة.. وودّ وليالٍ مظلمة سوداء تدفع فاطمة للزواج من خالد بعد وصول خبر وفاة حمزة.. أحداث تتداعى إثر أحداث تتوالى المشاهد مؤثرة.. ويبقى المشهد الأكثر تأثيراً هو منظر فاطمة العائدة إلى سوريا وقد تسلل إلى روحها الهواء السوري.. فتخدّرت لذّة وهي تشرب الهواء المثقل بعطر الطبيعة ورائحة المطر.. تموج من خيالها أيامها الماضية.. تتلفت نحو الخضرة على الطريق.. وقد بدأت تبكي من جديد.
نبذة الناشر:تضطرّ فاطمة مع أسرتها إلى الهروب من ويلات الحرب والتعذيب إلى مخيّم اللجوء، تاركةً الوطنَ وزوجَها الحبيب حمزة، الذي أصرّ على البقاء والإلتحاق بصفوف المقاتلين.
لكنْ، هل ثمّة مَن يُخرج فاطمة من قمقم اللجوء اللعين، ويروي ظمأها بعيداً عن رائحة المستنقعات العفنة والنفسيّات المشوّهة؟ ما القدر الذي انتهت إليه؟ وكيف أصبحت بين زوجين في حياتها الجديدة؟.
رواية عن مأساة القرن الحادي والعشرين: حياة اللجوء والفرار من جحيم إلى جحيم أعظم...
محمود حسن الجاسم أكاديميّ وروائيّ سوريّ، له العديد من المؤلفات الاكاديميّة والروائيّة، من بينها رواية نزوح مريم، المُدرَجة ضمن اللائحة الطويلة لجائزة بوكر العربيّة.

إقرأ المزيد
8.50$
10.00$
%15
الكمية:
لاجئة بين زوجين

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 1
حجم: 21×14
عدد الصفحات: 271
مجلدات: 1
ردمك: 9789953895192

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين