ذخيرة الإنشاد بحق مولد المصطفى المختار عند المالكية في الغرب الإسلامي
(0)    
المرتبة: 90,506
تاريخ النشر: 01/01/2016
الناشر: دار غيداء للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:ولادة الرسول الكريم هي إطلالة مشرقة في قلوب الأمة العربية الإسلامية في 12 ربيع الأول من عام الفيل (571م) إذ ولد من أبوين فقيرين في مالهما، غنيين في جاههما وحسبهما، وقد مات أبوه قبل أن يولد فكفله جده عبد المطلب من أشراف قريش، فلما مات كفله عمه أبو طالب ...من سادات مكة، وعهد في إرضاعه إلى امرأه بدوية تسمى حليمة السعدية، كما جرت عادة الإشراف من قريش، فنشأ الطفل الميمون في جو البادية وهوائها النقي واللغة العربية الفصيحة والهدوء النفسي، وقد توفيت آمنة وهو في السادسة من عمره اعتاد نبينا العظيم محمد (صلى الله عليه وسلم) ان يخرج مع أخويه من الرضاع في رعاية الغنم وهو طفل في البادية.
وكان لهذا العمل أثر نافع في نفسه من الرأفة والرحمة ولين قلب والكرم والشجاعة والذكاء والألفة من الصفات الحميدة، ثم اشتغل بالتجارة إلى الشام إذ ذهب مع عمه أبو طالب إلى بصرى وهو في الثانية عشرة من عمره، وهناك لمح فيه راهب اسمه (بحراً) علامات النبوة بعد أن سأله عن أمور في نومه ويقظته، ورأى في بدنه علامات النبوة على ما جاء في كتب النصارى، وقد سافر الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) وهو في الخامسة والعشرين مع ميسرة غلام السيدة خديجة بنت خويلد الأسدي فربحت التجارة، وأخبر راهب اسمه نسطور الرسول بأنه سيكون نبياً وقد اتسعت معرفته وتجربته بما شاهد من أحوال بلاد الشام وطرق التعامل وأخلاق الناس ومظاهر الحياة في البيئة الرومانية، كما وقف على أساليب الناس في البيع والشراء بما كان له أعظم الأثر في التشريعات بعد الرسالة السماوية.
وقد أدى إشتغال بالتجارة، وما عرف عنه من الصدق والأمانة اللتين كانتا شعاراً له منذ صغره، إلى معرفته بالسيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وهي سيدة شريفة موسرة، فأنقذته في تجارة لها إلى الشام، فربحت تجارتها ضعف ما كانت تربح من قبل فضاعفت له الأجر، وارتضته زوجاً لها وهو في الخامسة والعشرين وكانت أرملة في الأربعين، وقالت له: يا ابن عم أنى قد رغبتك قبل للقرابتك وسلطنك في قومك، وأمانتك وحسن خلقك وصدق حديثك (ابن اسحاق، ص 120) وله في خديجة بنت خويلد رغبة ولها فيه مثل ذلك، وما احببتم من الصداق فعلى، (ابن هشام / ج1/ 3ج2/ 206). إقرأ المزيد