تاريخ النشر: 19/01/2016
الناشر: منشورات الجمل
نبذة نيل وفرات:من أشكال العدول عن السرد النمطي ما يسميه جبنيت بإسم المفارقة الزمنية، أو المفارقة السَّردية، لأن الكاتب لا يكتفي بتغيير إتجاه الزمن من الحاضر مثلاً إلى الماضي، وإنما يقوم بتعديل إتجاه السرد من النمطي الخطي إلى سرد متكسِّر أو متقاطع يخالف فيه توقعات القارئ، وهو ما اقترب منه الروائي ...العراقي سنان أنطوان في روايته (فهرس)، حيث الإتكاء في السرد على بيئة محددة ومعروفة بغداد، وعلى مدى أكثر من جيل ليشكل التاريخي إطلالة على الإجتماعي / الثقافي وجزءاً منه في الوقت نفسه.
تبدأ الرواية بفصل بعنوان "بدايات" وهي كما تبدو في النص مقتطفات من مخطوطة مكتوبة باليد تصل "نمير" أستاذ الجامعة العراقي المقيم في أميركا منذ التسعينات، من بائع كتب في شارع المتنبي وذلك أثناء تواجده في بغداد مع وفد أميركي لتصوير فيلم عن الإحتلال.
وهكذا تبدأ رحلة الكتاب عبر سرد مقتطفات من المخطوطة المكتوبة بأسلوب المونولوج الصادر من صوت الأشياء والبشر على حد سواء "فهرس" هو اسم المخطوطة ربما، أو كما اراد لها كاتبها، لكنها في الحقيقة هي تدوين لمراحل تلاشي ملامح بغداد عبر رصدها، ملمحاً بعد آخر، وكيف التهمت النار بعضها وابتلعت الحروب بعضها الآخر، كما ضاع أبناءها في صراعات لا وجود فيها لمنتصر وخاسر، فالجميع مهزومون، والجميع ضحايا، ولعل المخطوطة سواء أكانت حقيقية أم من نسج الخيال تشكل معادلاً روائياً للحقيقة الضائعة، بين ماضٍ وحاضر لم ترتسم ملامحه بعد. إقرأ المزيد