تاريخ العتيبي لأبي النصر محمد بن عبد الجبار العتبي
(0)    
المرتبة: 69,525
تاريخ النشر: 01/01/1900
الناشر: دار المقتبس
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:من تأمل في سير الماضين من الأقوام، حتى مع تقارب الشهور والأيام، ذاق ثمرة ما غرسوه على تطاول الدهور والأعوام، وعلم علل الأحوال وفوائدها، وحيل الرجال ومكائدها، وعرف مبادئ الأمور ومصائرها، وقاس عليها أشباهها ونظائرها، وعمل بأنفع ما جنى به من الفهم والعلم، وقد خلّفوا لنا كمّاً كبيراً من ...كتب التاريخ التي وقفت على حوادث الزمان على مر الأيام، ليحفظوا لنا تراثنا العزيز فدونوه، ونقل لنا هذا التدوين جيلاً بعد جيل، للوقوف على عبر الزمان، وإستلهام فوائده والمؤرخ صاحب هذا الكتاب "تاريخ العتيبي" هو محمد بن عبد الجبار العتيبي (ت 427هـ - 1035م)، دوّن للأجيال في كتابه هذا تاريخاً إسلامياً مضيئاً، من خلال سرده لسيرة مجاهد من خير المجاهدين والفاتحين في الإسلام الذي ركز على دعائم الدولة في مشرق الدولة العربية الإسلامية، بعد أن أشرفت على الإنهيار بسبب ما أصابها، فأخذ على عاتقه نشر الدين الإسلامي في ربوع شبه القارة الهندية، فكان له التأثير الواضح في تلك الحقبة الزمنية، هو ووالده وولده، حتى كان اللقب الذي أُطلق عليه حق وهو: سلطان السلاطين محمود بن سبكتكين الغزنوي، أصله من عزنة من جنوب كابل.
وكان العتبي أحد العاملين عنده، ومن المقربين إليه، كما سيرى القارئ في ثنايا هذا البحث الذي يتضمن سيرة حياته، فكتب عن سيرة هذا السلطان ووالده بالتفصيل، مما أغنى المكتبة العربية الإسلامية، مؤرخاً للكثير من الحوادث وللغزوات التي غزاها هذا السلطان، ولم يقف في تأريخه عند هذه الحدود، وإنما استطرد في التأريخ للأمراء في زمنه، وخصوصاً لأولئك الذين كان للسلطان محمود ووالده علاقة معهم، مغنياً هذا التأريخ بوصف للأماكن الجغرافية التي جاء ذكرها في سياق التأريخ، أو لتلك التي كانت مسرحاً للأحداث.
فضلاً عن تلك الشذرات الأدبية التي حفلت بالبديع والبلاغة، ناهيك عن الشعر والتراجم، مما جعل الكتاب محطّ أنظار العلماء والكتاب، وموضع إعتناء الكثيرين من الكتاب له بالشروح.
من هنا، تأتي أهمية هذا الكتاب، مما زاد من أهمية في هذا الإصدار عملية التحقيق من جهة، والدراسة التي قدمها الباحث من جهة ثانية، من هنا جاء الكتاب في ترتيبه على النحو التالي: تم تقسيمه إلى قسمين، تضمن القسم الأول الدراسة التي قدمها الباحث وجاءت ضمن فصول ثلاثة، تضمن الأول منها حياة المؤلف "العتيبي" بما يشمل نشأته وعقيدته ومذهبه ووفاته، وثناء أهل العلم عليه.
أما الفصل الثاني فقد اشتمل على دراسة لعصر المؤلف بما يعني الحالة السياسية والفكرية، والإقتصادية والإجتماعية، وتم تخصيص الفصل الثالث لدراسة مفصلة لكتاب: أهمية الكتاب، أهم المؤلفات التي تحدثت عن سبكتكين، منهج المؤلف ومصادره، توثيق الكتاب، وصف المخطوط، منهج الباحث في عملية التحقيق، أما الباب الثالث فقد تضمن نصّ كتاب العتيبي محققاً.
وقد اعتمد الباحث في تحقيق الكتاب على أهم المصادر وهي: 1-كتب التفسير، فقد ذكر المؤلف كثيراً من الآيات في الهوامش، لذا عمد المحقق إلى الإعتماد على عدد من كتب التفسير الذي جاء ذكرها في مواضعها، 2-كتب الحديث الشريف، حيث تعدّ كتب الحديث الشريف من المصادر المهمة لدراسة التاريخ، والتي تضمنت آلاف الأحاديث النبوية الشريفة وأخذت حيّزها في هذا الكتاب، فكان لكتب الصحاح والسنن وغيرها أثرها الواضح في رفد هذه الدراسة بالروايات التي ذكرها المؤلف، 3-كتب التاريخ العام، ويأتي في مقدمتها "كتاب المنتظم" لابن الجوزي (ت 597هـ) الذي أورد الحوادث التي مرت بمحمود الغزنوي، وتراجم شخصيات تلك الحقبة التي أوردها الباحث في هذا الكتاب بالإضافة إلى كتاب "الكامل في التاريخ" لابن أثير (ت 630هـ) وكتاب البيروتي (ت 440هـ) "الآثار الباقية عن القرون الخالية" واستفاد الباحث من هذا الكتاب في ذكر ملوك الهند وبعض أعلام تلك الحقبة.
كما استفاد من البيهقي (ت 470) في تاريخه، وابن كثير (ت 774هـ) في كتاب البداية والنهاية وأكثر ما استفاد الباحث من كتاب ابن كثير هذا، في مجال التراجم، 4-كتب الأنساب والتراجم: يأتي في مقدمتها كتاب "تاريخ بغداد" للخطيب البغدادي (ت 463هـ) و"الأنساب" للسمعاني (ت 562)، وابن خلكان (ت 680هـ) في كتابه "وفيات الأعيان"، وبالإضافة إلى كتب أخرى، 5-كتب الأدب: وذلك لكون المؤلف العتبي أديباً بارعاً وشاعراً مجيداً، فكان كتابه غنيّ بذلك، 6-كتب الجغرافية والمعاجم.
وتجدر الإشارة إلى عمل الباحث هذا جاء بمثابة رسالة لنيل درجة الدكتوراه. إقرأ المزيد