تشاكل المعنى في ديوان "مقام البوح"
(0)    
المرتبة: 150,100
تاريخ النشر: 01/01/2012
الناشر: دار غيداء للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:عرفت الدراسات السيميائية في النقد العربي المعاصر تطوراً بيناً ، وخاصة في جامعات الدول المغاربية ؛ نظراً للإنجازات المهمة التي حققها الباحثون في مجال تحليل النصوص الشردية والروائية منها علة وجه الخصوص . وذلك لما جاءت به السيميانيات السردية خاصة من مفاهيم وآليات إجرائية ، كان لها الفضل الكبير ...في الكشف عن القوانين التي تنظم النصوص السردية ، الأمر الذي سمح بتعميق المعرفة بطبيعة الظاهرة الأدبية ، وتحليل الأدوات العلمية الكفيلة بمقاومتها . غير أن النقد الشعري ظل بعيداً عن هذا التطور الذي لقي فيه الباحثون إشكالات كبيرة في تطبيق المنهج على النصوص الشعرية نظراً لطبيعة الشعر الانزياحية وقيامه على الحالة أكثر من الحدث ، ولم يستطع الباحثون استثمار بعد الآليات التي أشار إليها " غريماس " في كتاب " محاولات في السيميائية الشعرية " ، على الرغم من أن هناك بعض التطبيقات التي حاول كل من " محمد مفتاح " و " عبد الملك مرتاض " أن يقتربوا فيها من النصوص الشعرية ، وعبّرت بالفعل عن سعي طيب في تمثّل المفاهيم المختلفة والإجراءات المنهجية التي ارتبطت بالسيميانيات المعاصرة . من هنا تأتي هذه الدراسة التي تندرج في سياق الطموح المنهجي الذي يشهده البحث العلمي الأكاديمي في الجزائر والذي يسعى إلى استثمار المنجزات المعاصرة في مجال تحليل الخطابات . هذا وقد غامر عدد من الباحثين والباحثات لتقريب مقاربة نقدية من منظور السيميائيات والتداوليات ولسانيات النص ، وأنجزوا أعمالاً تطبيقية في غاية الأهمية ، نقلوا فيها البحث الأكاديمي إلى مستوى متابعة البحث العالمي . وإن هذه الدراسة هي واحدة من تلك المحاولات النقدية الناجحة ، التي تمتاز باختيار المنهج وتطبيقه على نص شعري حديث ، مركب وغامض . ولا شك أن هذا الإختيار لم يكن من السهولة بمكان بالنسبة للباحثة التي أثقل طاقتها في تطويع المفاهيم والإجراءات النقدية ؛ لذا تميز عملها في بصرها بالشعر وقدرتها على اسكناه وضمراته . ويكن القول بأن من أسباب نجاح هذا البحث ربما يكن في أن الباحثة قد وفقت في اختيار المدخل السيميائي المناسب للشعر ، فبلاغة الشعر قائمة على التشاكل على مستوى الوزن واللغة والصورة والفكرة .. وفي كل واحد من هذه المكونات يكمن التشاكل ، بل إن ما يستشعره قارىء الشعر في الشعر هو ما يوفره التشاكل من انسجام وتناغم ، بالإضافة إلى ذلك ، فإن الباحث تقدم في بحثها هذا طرحاً إضافياً لمقارنة النص الشعري المعاصر ، بالإستناد ، من جهة ، إلى السيميائيات السردية واستثمار مفهوم العلاقة بين العوامل والتشاكلات ، ومن جهة أخرى تستند إلى سيميائيات الأهواء في معاينة حالات الروح في يوان أحد أبرز شعراء الروح في الجزائر : " د. عبد الله العشي " الذي فرض على الباحثة هذه التوليفة المنهجية ، قبل أن يفرضها الوفاء للمنهج السيمنيائي ومتابعة تحولاته المنهجية . من هنا تبين للقارىء أهمية هذه الدراسة تنبع من أمرين مهمين . يتعلق الأول بأهمية التحصيل الجيد للمناهج الغربية والتمثل الواعي لمفاهيمها وآلياتها الإجرائية ، بما يستجيب وطبيعة النصوص العربية ، بينما يتعلق الأمر الثاني بطبيعة النص الشعري ذاته الذي أوهمت المناهج الشكلية المحاثية أنه ليس بالإمكان رؤية ما فيه إلا هيكله القائم على الثنائيات أو التناسبات الإيقاعية . وعليه فإن هذه الدراسة تجمع الحسينين معاً : الإشكالية العلمية المتمثلة في رصد تشاكلات المعنى ، وما أثاره وما زال يثيره من أسئلة فلسفية ، والنص الشعري المعاصر بما يؤثث للمعنى من لبوس ظاهره الحب وباطنه التصوف والكتابة . ولقد حلّلت الباحثة تشاكل المعنى في الديوان باقتدار منهجي وظّفت له مفاهيم نظرية وآليات إجرائية جعلتها من بين الباحثين الذين يتجهون بالدراسات النقدية وجهة جديدة ، ويضيفون إلى المكتبة العربية قناة أخرى من قنوات التواصل المعرفي الذي يعين الباحث ومن خلالها على إبصار المشهد النقدي الجزائري وهو يقطع من خلال إنجاز الباحثين فيه معابر عدّة من التحولات التي تشكل شخصيته . إقرأ المزيد