لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

تغريبة حارس المخيم

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 469,808

تغريبة حارس المخيم
12.00$
الكمية:
تغريبة حارس المخيم
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: خاص - سعيد الشيخ
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:"لحم أهلي يتمزق ويتوزع في المكان... لا أدري إن كانت في مشاعري مساحة للحزن على أهلي أم أن كل مشاعري في هذه اللحظة مكتسحة بالخوف والرهبة... كنت أستطيع تأجيل الحزن على أهلي إلى وقت آخر؛ إنما هذا وقت للحواس كلها أن تجترح طريقاً للنجاة... وأحفظ روحي مع روحيّ زوجتي ...وابني الذين يرتعدان خلفي... ابني لا يعي ما يدور حوله، ولكنّه يحسّ بنبضات ورجفات والدته فينتقل إليه الرعب فيعبّر عنه بالبكاء والزعيق...
وحدي أرى ما يجري خلف الجدار الصفيحي، وأعرف أن زوجتي تكابد وهي تحاول إخماد صوت رعبها، كلما تناهت إلينا أصوات الرعب والألم الصادرة من أفراد أهلي وهم يتلقون الطعنات، وبحذر شديد كان عليها إخماد صوت الصغير بخرقة من القماش حينما لا ينفع تلقيمه صدرها لإسكاته بإرضاعه، وتحاول قدر الإمكان أن لا تضغط على أنفاسه حدّ منع الهواء من أن يتسرب إلى رئتيه الصغيرتين.
صراخ أهلي، وصراخ الضحايا من كل الجنبات يغطي الفضاء، مما يشكل غطاء على بكاء عمر المتواصل وعلى لهاثي وشهقات أمينة، وكانت رشقات الطلقات النارية من بعيد تشق باطن الليل... أصوات القتلة المعربدة في المكان تضفي بأن تضيع أصواتنا ولا تتناهى إلى سماع القتلة حيث صراخهم الهيستيري بتعالى بوطنات اللكنة اللبنانية يتداخل فيها اللغة العبرية... ﴿وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾... ألهث بكلام الله بتكرار والعرق يتصبب من وجهي، فأشعر بالجدار الصفيحي وكأنه خرسانات مسلّحة بالحديد تحصّنني مع عائلتي الصغيرة، لا لوعة في هذا الكون تضاهي لوعة امرئ بأمه وأبيه وهما يُذبحان مع إخوته أمام نظره، وهو لا يدري أيضاً في أية لحظة يأتي عليه الدور، لا أستطيع أن أصف كيف هو الشعور، أحتاج إلى كل لغات الأرض وقد لا تفي في وصف شعور فقدان الوالدين والإخوة بضربة واحدة وبظروف غير طبيعية... لا أتخيل جحيماً على هذا الكوكب يماثل هذا الجحيم...
ولكن هنا؛ "صبرا وشاتيلا"، مخيّمان على طول شارع يزرعه القتلة بأدوات الإبادة، بعدما أمّن سكان المخيمين بأن الحروب وضعت أوزارها، وأن إتفاقيات لسلامة المدنيين قد أُبرمت، ولم نكن ندري بأن الليل يخبئ لنا قتلنا، وإننا سنصير طرائد يصطادنا القتلة ونحن نيام تحت جنح الظلام.
كان المقاتلون الفلسطينيون قد ركبوا البحر إلى منافيهم الجريدة، غادروا الميدان وتركوا المخيمين عهدة لدى دول عظمى تتشوق بحقوق الإنسان، دول كانت قد وقعت على معاهدات دولية تنصّ على حماية المدنيين في زمن الحرب، طيلة شهور الحرب والناس يتنازعهم الهلاك...
بيوتنا تطير، وكنا نطير، أشلاؤنا تتناثر مع تنك وطين البيوت حين تلامسها أطنان الحديد المتفجّر، والسما تتلقف الأطفال وتمنحهم أجنحة يطيرون بها كالملائكة، أو هي ملائكة السماء تنحاز إلى المخيم من شدّة آلامه وشقائه، فتتجسّد في أطفال مزّقتهم القذائف، كانت أرواحهم تطير أعلى من الطائرات لتدخل السحب البيضاء، ويصير هنا في المخيم؛ للموت فضيلة لا يفقهها القتلة...
شمس أيلول لا زالت تحمل في أشقتها حرّ الصيف، مما لا تطيقه الجثث الملقاة في الأزقة، فتأخذ في الإنتفاخ وإرسال رائحة الموت إلى الفضاء القريب، أمام الجثث المقطّعة إرباً، أقف ولا حياة في وجهي، أحاول جاهداً أن استدلّ على جثة أختي جليلة اليافعة بسنيّها الست عشرة، فلا أعثر عليها بين أشلاء أهلي... هل فاتني أن أرى من ثقب الجدار أن أرى من ثقب الجدار أن يكونوا قد سحبوها معهم عند إنسحابهم؟....
هذه يد أبي ما زالت تقبض على السُّبحة، كأنه كان من خلالها يطلب الرحمة من ربّ السموات والأرض، اليد مركونة بعيدة عن الجسد، أمعاء أمي؛ وكأن يداً آثمة امتدت إليها وسحبتها من بطنها كحبل لتمتد وتلتفّ حول رقبة أخي "خليل" المجزوزة، وقد رُكِلَ رأسه وانتهى في زاوية من زوايا الغرفة بعيداً عن الجسد، أمعاء أمي؛ وكأن يداً آثمة امتدت إليها وسحبتها كحبل لتمتدّ وتلتفّ حول رقبة أخي "خليل" المجزوزة، وقد رُكِل رأسه في زاوية من زوايا الغرفة بعيداً عن جسده.
أما رأس أخي "فؤاد" ققد كان مغلوقاً بضربة فأس وفي جسده آثار لطعنات الخناجر... تولول أمينة وهي تدور حولي وحول الجثث والصغير في حضنها لا يتوقف عن الزعيق... ياؤيلي، ماذا أصاب أهلي... يا ويلي لقد ذبحوهم كلهم، لم يبق أحد!...
كنا مخلوقات ضعيفة، أضعف من أن نصدق ما نحن فيه، الفقدان الجماعي للأهل والأحباب، أي عقل يستوعب؟ الخرس في الألسنة، والعيون معبأة بالدماء والأشلاء، هل منا من بقي له عقل في مكانه يقوم بوظائفه أمام تفاصيل المذبحة دون أن تلحقه لوثة وتصيبه بعطب ما؟...
التفاصيل التي تتعبأ فينا ولا تترك بصيصاً لرؤية حياة تمضي بشكل طبيعي على بعد مئات أمتار فقط من هنا، هل كنا عقلاء أمام هذا الموت؟ ألم يكن الجنون يخرج، راقصاً من أجساد البعض؟... لماذا بقينا على قيد الحياة؟...
بين النزوح والمجازر واللجوء والفلسطيني علاقة وثيقة وعشرة عمر... مأساة تمتد على إمتداد أجيال... يرسمها الكاتب فيعيشها القارئ بوعيه ومشاعره، متابعاً مأساة يوسف وأمينة... لا تهم التسميات يوسف أمينة عمر زهرة... توفيق... سليم... أبو خالد... اسم واحد: فلسطيني يعيش مأساته وما زال حلم يداعب خياله مع امل في العودة.
يأخذه الحلم بعيداً عن العالم الصفيحي الذي فرض عليه ليعيش فيه... "العالم الصفيحي المكدس... كان اللاجئون يتزاوجون وينجبون، يأتي الأطفال إلى الدنيا وندبة اللجوء على جباههم، وكأن اللجوء جينة وراثية وليس ظرفاً طارئاً تأتي به حروب وكوارث طبيعية ومؤامرات تحبك في الظلام... عدا رياح العوز والضيق التي تعصف بأحوالنا، كان لبنان المختلف على كل شيء يتفق على صياغة قوانين تمنعنا من أن نقيم بيوتاً حقيقية من جدران وأسقف حجرية أسوة ببقية البشر...
... فلسطين... لبنان... السويد وأحلام كالسراب، وأكرم يركض وراءها لاهثاً متعباً والرجل الأبيض الذي يظهر له في الأزمات مواسياً يعيد الأمل إليه، فيركض من جديد وراء حلم بعيد عن ستوكهولم بثلوجها وبكل ما توجيه من نعيم... حلمه في العودة إلى فلسطين... إلى صفورية بلدته الساكنة في البال... في الوجدان... في الفؤاد... حلم لا يتلاشى... وأمل لا يخبو بريقه... حتى آخر رمق... وحتى بعد الرمق الأخير غلّ رمثه يركد ساكناً في ترابها الجنون... صفورية...
نبذة الناشر:التوثيق لمصائر فردية وجماعية، عبر المجزرة وقبلا عبر النكبة، مروراً بطبيعة الحياة الإنتقالية التي عاشها الفلسطيني لاجئاً وشريداً متغرباً، وصولاً إلى المألات التي بلغها الفلسطيني فرداً وجماعة وهوية.
هي رواية المعاناة والفقد والحنين، المأساة في تنقلاتها، وطبيعة إنفلاتها وتفلتها من حرقة الألم لتتجسد واقعاً مجسداً في حياة الفلسطيني في إقترابه أو حتى في إبتعاده عن فلسطينه، تلك التي يحملها معه إني اتجه أو تعددت به السبل والطرق والمغتربات داخل البلاد وخارجها، تلك فلسطين كمعادل ذات وموضوعي للشبق الإنساني للحرية والكرامة والعدالة والمساواة.
يختلط في الرواية حدسان: الروحي والروحاني، الأول بما هو طبيعي، والثاني بما يحمل من سمات الأسطرة والخرافة، وهذا لم يمنع تطلعات الروح لصالح الوعي الأكثر إنحيازاً لواقعية ثورية، حيث يبرز ذلك في بعض سلوكيات التحدي في مواجهة إستلاب الهوية والتغريب القسري الذي يواجه العربي في بلاد الغربة.
فالواقعية المأساوية التي تقترب من الواقعية السحرية، أبقت على تلك المساحة الشاسعة للسرد الروائي في إرتياد الأماكن المتباعدة، ومن ثم العودة إلى نقطة البدء.

إقرأ المزيد
تغريبة حارس المخيم
تغريبة حارس المخيم
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 469,808

تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: خاص - سعيد الشيخ
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:"لحم أهلي يتمزق ويتوزع في المكان... لا أدري إن كانت في مشاعري مساحة للحزن على أهلي أم أن كل مشاعري في هذه اللحظة مكتسحة بالخوف والرهبة... كنت أستطيع تأجيل الحزن على أهلي إلى وقت آخر؛ إنما هذا وقت للحواس كلها أن تجترح طريقاً للنجاة... وأحفظ روحي مع روحيّ زوجتي ...وابني الذين يرتعدان خلفي... ابني لا يعي ما يدور حوله، ولكنّه يحسّ بنبضات ورجفات والدته فينتقل إليه الرعب فيعبّر عنه بالبكاء والزعيق...
وحدي أرى ما يجري خلف الجدار الصفيحي، وأعرف أن زوجتي تكابد وهي تحاول إخماد صوت رعبها، كلما تناهت إلينا أصوات الرعب والألم الصادرة من أفراد أهلي وهم يتلقون الطعنات، وبحذر شديد كان عليها إخماد صوت الصغير بخرقة من القماش حينما لا ينفع تلقيمه صدرها لإسكاته بإرضاعه، وتحاول قدر الإمكان أن لا تضغط على أنفاسه حدّ منع الهواء من أن يتسرب إلى رئتيه الصغيرتين.
صراخ أهلي، وصراخ الضحايا من كل الجنبات يغطي الفضاء، مما يشكل غطاء على بكاء عمر المتواصل وعلى لهاثي وشهقات أمينة، وكانت رشقات الطلقات النارية من بعيد تشق باطن الليل... أصوات القتلة المعربدة في المكان تضفي بأن تضيع أصواتنا ولا تتناهى إلى سماع القتلة حيث صراخهم الهيستيري بتعالى بوطنات اللكنة اللبنانية يتداخل فيها اللغة العبرية... ﴿وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾... ألهث بكلام الله بتكرار والعرق يتصبب من وجهي، فأشعر بالجدار الصفيحي وكأنه خرسانات مسلّحة بالحديد تحصّنني مع عائلتي الصغيرة، لا لوعة في هذا الكون تضاهي لوعة امرئ بأمه وأبيه وهما يُذبحان مع إخوته أمام نظره، وهو لا يدري أيضاً في أية لحظة يأتي عليه الدور، لا أستطيع أن أصف كيف هو الشعور، أحتاج إلى كل لغات الأرض وقد لا تفي في وصف شعور فقدان الوالدين والإخوة بضربة واحدة وبظروف غير طبيعية... لا أتخيل جحيماً على هذا الكوكب يماثل هذا الجحيم...
ولكن هنا؛ "صبرا وشاتيلا"، مخيّمان على طول شارع يزرعه القتلة بأدوات الإبادة، بعدما أمّن سكان المخيمين بأن الحروب وضعت أوزارها، وأن إتفاقيات لسلامة المدنيين قد أُبرمت، ولم نكن ندري بأن الليل يخبئ لنا قتلنا، وإننا سنصير طرائد يصطادنا القتلة ونحن نيام تحت جنح الظلام.
كان المقاتلون الفلسطينيون قد ركبوا البحر إلى منافيهم الجريدة، غادروا الميدان وتركوا المخيمين عهدة لدى دول عظمى تتشوق بحقوق الإنسان، دول كانت قد وقعت على معاهدات دولية تنصّ على حماية المدنيين في زمن الحرب، طيلة شهور الحرب والناس يتنازعهم الهلاك...
بيوتنا تطير، وكنا نطير، أشلاؤنا تتناثر مع تنك وطين البيوت حين تلامسها أطنان الحديد المتفجّر، والسما تتلقف الأطفال وتمنحهم أجنحة يطيرون بها كالملائكة، أو هي ملائكة السماء تنحاز إلى المخيم من شدّة آلامه وشقائه، فتتجسّد في أطفال مزّقتهم القذائف، كانت أرواحهم تطير أعلى من الطائرات لتدخل السحب البيضاء، ويصير هنا في المخيم؛ للموت فضيلة لا يفقهها القتلة...
شمس أيلول لا زالت تحمل في أشقتها حرّ الصيف، مما لا تطيقه الجثث الملقاة في الأزقة، فتأخذ في الإنتفاخ وإرسال رائحة الموت إلى الفضاء القريب، أمام الجثث المقطّعة إرباً، أقف ولا حياة في وجهي، أحاول جاهداً أن استدلّ على جثة أختي جليلة اليافعة بسنيّها الست عشرة، فلا أعثر عليها بين أشلاء أهلي... هل فاتني أن أرى من ثقب الجدار أن أرى من ثقب الجدار أن يكونوا قد سحبوها معهم عند إنسحابهم؟....
هذه يد أبي ما زالت تقبض على السُّبحة، كأنه كان من خلالها يطلب الرحمة من ربّ السموات والأرض، اليد مركونة بعيدة عن الجسد، أمعاء أمي؛ وكأن يداً آثمة امتدت إليها وسحبتها من بطنها كحبل لتمتد وتلتفّ حول رقبة أخي "خليل" المجزوزة، وقد رُكِلَ رأسه وانتهى في زاوية من زوايا الغرفة بعيداً عن الجسد، أمعاء أمي؛ وكأن يداً آثمة امتدت إليها وسحبتها كحبل لتمتدّ وتلتفّ حول رقبة أخي "خليل" المجزوزة، وقد رُكِل رأسه في زاوية من زوايا الغرفة بعيداً عن جسده.
أما رأس أخي "فؤاد" ققد كان مغلوقاً بضربة فأس وفي جسده آثار لطعنات الخناجر... تولول أمينة وهي تدور حولي وحول الجثث والصغير في حضنها لا يتوقف عن الزعيق... ياؤيلي، ماذا أصاب أهلي... يا ويلي لقد ذبحوهم كلهم، لم يبق أحد!...
كنا مخلوقات ضعيفة، أضعف من أن نصدق ما نحن فيه، الفقدان الجماعي للأهل والأحباب، أي عقل يستوعب؟ الخرس في الألسنة، والعيون معبأة بالدماء والأشلاء، هل منا من بقي له عقل في مكانه يقوم بوظائفه أمام تفاصيل المذبحة دون أن تلحقه لوثة وتصيبه بعطب ما؟...
التفاصيل التي تتعبأ فينا ولا تترك بصيصاً لرؤية حياة تمضي بشكل طبيعي على بعد مئات أمتار فقط من هنا، هل كنا عقلاء أمام هذا الموت؟ ألم يكن الجنون يخرج، راقصاً من أجساد البعض؟... لماذا بقينا على قيد الحياة؟...
بين النزوح والمجازر واللجوء والفلسطيني علاقة وثيقة وعشرة عمر... مأساة تمتد على إمتداد أجيال... يرسمها الكاتب فيعيشها القارئ بوعيه ومشاعره، متابعاً مأساة يوسف وأمينة... لا تهم التسميات يوسف أمينة عمر زهرة... توفيق... سليم... أبو خالد... اسم واحد: فلسطيني يعيش مأساته وما زال حلم يداعب خياله مع امل في العودة.
يأخذه الحلم بعيداً عن العالم الصفيحي الذي فرض عليه ليعيش فيه... "العالم الصفيحي المكدس... كان اللاجئون يتزاوجون وينجبون، يأتي الأطفال إلى الدنيا وندبة اللجوء على جباههم، وكأن اللجوء جينة وراثية وليس ظرفاً طارئاً تأتي به حروب وكوارث طبيعية ومؤامرات تحبك في الظلام... عدا رياح العوز والضيق التي تعصف بأحوالنا، كان لبنان المختلف على كل شيء يتفق على صياغة قوانين تمنعنا من أن نقيم بيوتاً حقيقية من جدران وأسقف حجرية أسوة ببقية البشر...
... فلسطين... لبنان... السويد وأحلام كالسراب، وأكرم يركض وراءها لاهثاً متعباً والرجل الأبيض الذي يظهر له في الأزمات مواسياً يعيد الأمل إليه، فيركض من جديد وراء حلم بعيد عن ستوكهولم بثلوجها وبكل ما توجيه من نعيم... حلمه في العودة إلى فلسطين... إلى صفورية بلدته الساكنة في البال... في الوجدان... في الفؤاد... حلم لا يتلاشى... وأمل لا يخبو بريقه... حتى آخر رمق... وحتى بعد الرمق الأخير غلّ رمثه يركد ساكناً في ترابها الجنون... صفورية...
نبذة الناشر:التوثيق لمصائر فردية وجماعية، عبر المجزرة وقبلا عبر النكبة، مروراً بطبيعة الحياة الإنتقالية التي عاشها الفلسطيني لاجئاً وشريداً متغرباً، وصولاً إلى المألات التي بلغها الفلسطيني فرداً وجماعة وهوية.
هي رواية المعاناة والفقد والحنين، المأساة في تنقلاتها، وطبيعة إنفلاتها وتفلتها من حرقة الألم لتتجسد واقعاً مجسداً في حياة الفلسطيني في إقترابه أو حتى في إبتعاده عن فلسطينه، تلك التي يحملها معه إني اتجه أو تعددت به السبل والطرق والمغتربات داخل البلاد وخارجها، تلك فلسطين كمعادل ذات وموضوعي للشبق الإنساني للحرية والكرامة والعدالة والمساواة.
يختلط في الرواية حدسان: الروحي والروحاني، الأول بما هو طبيعي، والثاني بما يحمل من سمات الأسطرة والخرافة، وهذا لم يمنع تطلعات الروح لصالح الوعي الأكثر إنحيازاً لواقعية ثورية، حيث يبرز ذلك في بعض سلوكيات التحدي في مواجهة إستلاب الهوية والتغريب القسري الذي يواجه العربي في بلاد الغربة.
فالواقعية المأساوية التي تقترب من الواقعية السحرية، أبقت على تلك المساحة الشاسعة للسرد الروائي في إرتياد الأماكن المتباعدة، ومن ثم العودة إلى نقطة البدء.

إقرأ المزيد
12.00$
الكمية:
تغريبة حارس المخيم

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 3
حجم: 20×14
عدد الصفحات: 268
مجلدات: 1

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين