تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: دار المقتبس
نبذة نيل وفرات: إن الحديث النبوي الشريف هو المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم ، ولقد لقي عناية بالغة من المسلمين الأوائل ، ندعوه في الصدور ، وحفظوه في السطور ، وهم حرصوا على صيانته من الكذب والتزوير والغشّ والتلفيق والدسّ ، فاهتموا بعلم التراجم اهتماماً كبيراً وعُنوا بأحوال الرجال ...عناية تامة ، وذلك لما ينبني على هذا العلم من قبول الأخبار والتعبد بما فيها لله تعالى ، أو ردّ تلك الأخبار والحذر من اعتبارها ديناً ، فأسهر العلماء المسلمون في التأليف في هذا العلم ، حتى انتبثقت عنه أقسام متنوعة ؛ مثل التراجم على الطبقات والتراجم على الحروف ، والتراجم على الوفيات ، والتراجم على القرون ، والتراجم على البلدان . . . وكذلك التراجم المتعلقة بفن معين ، والتراجم المتعلقة بشخص معين ومثال على ذلك كتاب " إنسان العين في مشايخ الحرمين " للشاه وليّ الله المحدث الدهلوي وهو من الكتب المتعلقة بالتراجم على البلدان و " الإنسان " ، - ومعناها إنسان العين أي الحدقة ، وهي الفتحة التي بمرّ فيها الضوء إلى داخل العين . . ذكر فيه الامؤلف تراجم بعض شيوخه من الحرمين الشريفين ، وهي اثنتا عشرة ترجمة موجزة مختصرة مفيدة ماتعة . . أن المؤلف يرى هؤلاء الشيوخ بإنسان عينه ، وأثبتأنّهم عيون الإنسان ، وللكتاب ميزات : ( أ ) - أنّه كتاب مختصر بعيد عن إيجاز مخلّ واطناب مملّ ، وهي مصداق قول : " خير الكلام ما قلّ ودلّ " . ( ب ) تعرّض المؤلف في هذا الكتاب لكرامات بعض الشيوخ التي لا تُتَصَوَّر ، ولكن يتم إثباتها لأنها حق ، وهو مذهب أصل الحق ، وهي مستمرة موجودة في الأعصار ، وتدل عليها العقول وصوائح النقول ، فقد قال الطحاوي في عقيدته عن الأولياء : " ونؤمن بما جاء من كراماتهم وصحّ عن التقات من رواياتهم ، وقال إبن تيمية في فتاويه ( 3 / 156 ) : " ومن أصول أهل السُنة والجماعة : التصديق بكرامات الأولياء وما يُجري الله على أيديهم من فوارق العبادات في أنواع العلوم والمكاشفات ، وأنواع القدرة . . . ( ج ) وفي هذا الكتاب نوارد قلّما توجد في غيره ، مثل ذكر أبناء بعض الشيوخ كعبد الرحمن بن أحمد النخلي وسالم بن عبد الله البصري وبعض القضض الغريبة . ونظراً لأهمية هذا الكتاب ، فقد تمت ترجمة من الفارسية إلى العربية بالإضافة إلى ذلك ، فقد عمد المترجم إلى تحقيقه ، وشملت عملية التحقيق ما يلي : 1- بعد ترجمة من الفارسية إلى العربية ، ثم إبقاء نص المؤلف ما أمكن ، وهو يكتب بعض العبارات بالعربية ايضاً . 2- تخريج ما ورد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والرجال والقصص وغيرها . 3- مقابلة النسخ الخمسة لهذا الكتاب ، وهي : النسخة الأولى مخطوط مكتبة رضا رامبور ، ضمن أنعاس العارفين ، وهو مجموع الرسائل وهذا الكتاب هو السادس منه . النسخة الثانية مخطوطة مكتبة رضا رامبور ، ضمن أنفاس العارفين كالسابق . النسخة الثالثة مخطوط من جامعة علي غره ، مخصوص الوسط ، . النسخة الرابعة : نسخة دار العلوم ديوبند ، وهي مطبوعة من مكتبة وطبع أحمدي سنة 1315 ضمن أنفاس العارفين كالسابق . النسخة الخامسة : نسخة دار العلوم ديوبند ، وهي مطبوعة من مطبع أحمدي دلهي ضمن الرسائل الخمسة . وأخيراً تمّ إغناء الكتاب بتذييل لوثائق من إجازات ومكاتب وفوائد لها صلة بالكتاب ، تخدمه ، وتزيّنه . وهذه نبذة مختصرة عن المؤلف فهو علاّمة الهند الإمام الحبة الشاه ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي ( 1114 – 1176 ) صاحب المصنفات السائرة ذائعة الصيت ، وأحمد مجددي عصره ومصره . قال عبد الحيّ اللكوني في التعليق المحجد : " وتصانيفه كلها تدل على أنّه كان من أجلاء النبلاء وكبار العلماء ، موفّقاً من الحق بالرشد والإنصاف ، متجنباً عن التعصب والإعتساف ، ماهراً في العلوم الدينية ، متبحراً في المباحث الحديثية " . وقال عبد الرحمن المهار كفوري في مقدمة. إقرأ المزيد