تاريخ النشر: 01/01/2017
الناشر: دار المنهل اللبناني للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:يختار الدكتور جان نعّوم طنوس عنواناً لكتابه (التربية السوداء) ليكون أكثر ملائمةً في نقد النظام التعليمي في الوطن العربي وبالأخص (المعلم) يقدم من خلاله خبرة عملية تفتح آفاقاً جديدة، يتم من خلالها تبادل الرؤى بين المؤلف والقارىء بهدف العمل على بناء ما يسميه: يوتوبيا جديدة "الإنسان هي مكان للفرح، ...وليست مكاناً للتعاسة والملل" متسائلاً: لماذا لا نعدّ المعلم/ الإنسان، بدلاً من المعلم/ التقني، العارف ببعض الأساليب والمناورات؟
وبناءً على ما تقدم يستحضر المؤلف صورة (المعلم) كما بدت في صور الأدباء والشعراء والمثقفين اللبنانيين، بادءاً ذي بدء بموضوع القمع في المدارس، ويتجلى ذلك من خلال تحليله لقصة "المعلم" بتوفيق يوسف عوّاد، إضافة إلى ذكريات مدرسية لجورج غانم في كتابه "آتٍ بلا رياح"، وفي مسألة القمع في الجامعة، اعتمد على كتاب "الجمر والرماد"، وهو سيرة حياة الدكتور هشام شرابي إذ يذكر بالتفصيل آفات الحياة الأكاديمية بكل ما تحفل من أفكار مغلقة، وسخرية من الآخر، ورفض للحوار والإنفتاح.
أما صورة المعلم البهيّ، الذي يحب الحياة وتجديد الذات، يقدم لها المؤلف صوراً من المثال التربوي، كما وردت عند ميخائيل نعيمة، في كتاب "سبعون" وتوفيق يوسف عواد في "المؤلفات الكاملة حصاد العمر"، وميشال عاصي في مقال له بعنوان "من أيام الضوء والظلام، دار النهار"، وهذه النخبة من الأدباء كانوا من خيرة الأساتذة الجامعيين في زمنهم، وفي هذا السياق أيضاً يحضر في الكتاب "سعيد عقل" في كتاب "الكون" وفي الشعر يقول سعيد عقل عن المعلم: قرأت كتاب الكون سطراً محا سطراً ... / معلّم، عُد فاكتبه أجمل ما يقرأ.
وأما بشارة الخوري في قصيدة المعلم يتغنى بتضحية المعلم قائلاً:
ورفعوا على شرفِ لواكْ / ورعت عيونهم سماك ، أحببت هذا النشء / تسقيه على ظمأ دماك. إقرأ المزيد