الهوية الإسلامية ؛ مقوماتها وسماتها التحديات التي تواجهها وحلولها
(0)    
المرتبة: 137,010
تاريخ النشر: 01/07/2015
الناشر: دار الفكر المعاصر
نبذة نيل وفرات:قيل إنه ليس بوسع أي أحد قراءة ألف ليلة وليلة من أولها إلى آخرها دون أن يموت، ربما توجد وراء هذا التطير معاينة عامة تتعلق بأن لا أحد يتوفر على الأناة الكافية لقراءة الكتاب برمته، إلا أن هناك أيضاً الإعتقاد بأنه لا يجب أن يُقْرأ، ربما لأنه كان يعتبر ...عديم الجدوى.
بطبيعة الحال يمكن للمرء أن يقرأ جزءاً منه دون خوف (وإلا لكان جميع الذين قرأوا شيئاً من الليالي، أي جميع قراء الأرض، في عداد الموتى الآن)، غير أن القراءة الكاملة لا يمكن أن تؤدي سوى إلى الهلاك، ليطمئن القارئ: إنه لن يموت بسبب الليالي، لكونه لن يتمكن، حتى وإن رغب في ذلك، من إتمام هذا الكتاب المتشظي الذي يعتبر متناً يضم عدداً لا يحصى من المخطوطات والطبعات والترجمات والإضافات والشروح والكتابات المعادة.
وسيظل هناك أبداً نص آخر من الليالي قابلاً للكشف والقراءة، إن الإدانة المتطيرة تتلاشى داخل تعرجات كتاب عُدّ، بحق، كتاباً لا نهائياً، هذا الحظر المعلن عنه في حق الليالي هو إشادة غير مقصودة بها، وإعتراف بسلطتها، لا يُقرأ هذا الكتاب كما تُقرأ سائر الكتب، بداخله يوجد شيء ما سحري، وإذن مرعب، وهو في ذلك يشبه الكتاب المسجل به مصير كل فرد على حدة؛ لكون نهايته تلتقي مع لحظة موت القارئ.
بهذا المعنى؛ فإن الموت هو ثمن القراءة، أي ثمن الحياة، إن الإنطباع الذي يحتفظ به المرء عن الليالي هو أن الكلام سيّد فيها، إذ يتحقق التواصل بطريقة شفهية، فالحكايات لا تُقرأ بل تُسمع، ومع ذلك إذا نُظر إليها عن كثب فسيتبين أن السرد الشفهي لا يعدو أن يكون مرحلة من مراحلها تتلوها أخرى حاسمة هي مرحلة تدوين الحكاية كتابة.
وتتكرر هذه العملية مراراً (وبصفة خاصة عندما يكون المتلقي ملكاً) إلى حد تفرض معه الخلاصة التالية نفسها: لا تتم المصادقة النهائية على الحكاية، حقاً، إلا عندما تصل إلى الكتاب...
تبقى الحكايات حمّالات معاني... طالما بقي لدى الإنسان المبدع متّيع من الخيالات وكثير من الفِكر... هم هكذا من بإستطاعتهم قراءة الحكايا والنصوص القديمة... تحليلها... فلسفة ما فيها من معاني... وإستنطاق المشاهد ضمن إخراج فني... يدع المتلقي حاضراً بذهنه... وبأحاسيسه...
تنطلق هواجس الباحث صاحب هذه القراءات... التاريخية... الفلسفية... الإجتماعية.... الأدبية، وعندما استوقفته حكايا الليالي... وشهرزاد بإسترسالاتها بعد أن فتح خزانتها... تساؤلات: من في مقدوره نقل الحكاية من سجل الشفهي إلى سجل الكتابي؟ ماذا يمكن القول عن مفهوم الراوي ومفهوم المؤلف؟ إلى أي خزانة يؤَوّل الكتاب؟ وأية يْدٍ تستطيع فتحه؟ ولماذا حالما يتم تسجيل الحكاية لا يبقى ثمة ما يروى؟... اللهم موت الشخوص؟ بواسطة أي مفعول سحري يغدو الكتاب عنصراً من عناصر الموت، هذا في الوقت الذي يقدم فيه نفسه بوصفه مساعداً وبَلْسماً مخصصاً لتقوية الحياة وتحسينها؟ وما الداعي إلى إغراق الكتب؟...
مع إنبثاق هذه التساؤلات يَلوح للباحث أسراب فِكَرْ... يسعى معها لقراءة كتاب الليالي (ألف ليلة وليلة)، في محاولة لا إلى تجديده من أسراره (بواسطة ما لا يدري من شبكة تأويلية)؛ بل إلى إطلاعه على سره الخاص، وذلك دون المسّ بكل إحتمالات معناه... وكأننا به في محاولاته هذه يكتب على آفاق بصره، بواسطة إبرة حادة جداً، حكاية برمّتها تحمل عبر أخلاقية... تلك هي الإستعارة التي يستخدمها الباحث في غير ما مكان، راوي ألف ليلة وليلة كي يبرز في النهاية الطابع الوعظي للحكاية... وهو مستوى حرفي... وذلك عندما ينقل الباحث المتلقي من القول إلى الكتابة ثم ليجعل ما يقال ماثلاً للعيان... وهذا أمر يتعلق والحال هذه، بتحويل الحكاية، الحكاية الشفهية، إلى كتاب أو أرشيفات.
إن قوة الكتابة، كما هو الشأن بالنسبة لمخطوط من سرقسطة أو قسم مجهول من أعمال أرسطو في رواية اسم الوردة تتعدى بالنسبة للباحث الكلمات البسيطة إلى درجة يمكن أن يثير لدى المتلقى خيالاً، بعيداً عن كل الكتب الممكنة التي يمكن أن تتولد من حكايات خاصة، الكتاب الوحيد، الجامع لذخائر القصص بخزانة شهرزاد والذي يمكن أن نفترق منه الأميرة الشابة حكاياتها بدون إنقطاع تفادياً للموت...
هكذا يستثمر الباحث بنجاح نادر الصور المتعددة التي يمكن أن تأخذها الكلمات... وكما من حكايات الليالي... كذلك من خزانة أبو العلاء المعري... وخزائن الجاحظ وابن رشد، ومن مقامات الحريري ونصوص بارت، وابن حزم وابن رشيق ووو... وسيلمح القارئ وبعد طوافه مع الباحث بأن همه يفسح المجال لمبتكر أخيله... ولماذا لا تقول للحالم... لكن الحلم كثيراً ما يكون أكثر إعراباً وأكثر صدقاً.نبذة الناشر:كثيراً ما يتحدثون عن الهوية الإسلامية التي تميّز من ينتمي لهذا الدين...
فما طبيعة هذه الهوية؟... وما سماتها؟... ماذا تعني؟.. وماذا وراءها؟... وهل صحيح أنها تواجه تحديات، ينبغي أن نحذر منها؟...
ما من شكّ أن الغارة على الإسلام؛ تريد طمس معالم الشخصية الإسلامية، وإسقاطها، وإذابتها في أتون الغرب، لئلا يكون للمسلمين علامات خاصة بهم، يرتفعون بها، ويستعيدون قمة حضارتهم التي تسنموها.
إن أخطر صراع يعيشه المسلم اليوم؛ هو الصراع للحفاظ على ذاته، في زمن العولمة والغزو الفكري، وثورة المعلوماتية، والتدافع الحضاري.
هذا الكتاب يتحدث عن الهوية الإسلامية ضمن ذلك الصراع، ويبين مفهومها وعلاقتها بالقومية العربية، والمخاطر التي تواجهها، والوسائل اللازمة لدفع الهجوم عليها، ودور المؤسسات التربوية والتعليمية، في تدعيم الحفاظ على تلك الشخصية الإسلامية.
كتاب مهم في بابته، يأتي ضرورياً في الزمن الصعب. إقرأ المزيد