تاريخ النشر: 09/11/2016
الناشر: منشورات لندن العربية
نبذة نيل وفرات:تستهل الشاعرة مريم مشتاوي مجموعتها الشعرية (حين تبكي مريم) بنثرة رؤية شخصية تُنضدّ من خلالها نسيجاً من البنى الفكرية في موشور ذاتي عميق، أشبه ما يكون بالنداء الداخلي الثقيل "حين يخذلنا أغلى الناس... تضيق الكرة الأرضية لتستحيل نقطة حبر صغيرة تتدحرج لتقف بصلابة خلف كلمة "نسيان" نقطة مخلصة لما ...تبقى من كبريائنا المهمش بعد صراع طويل بين الواقع والصورة التي كنا قد رسمناها في أعماقنا... صورة لم يكن بإمكاننا التنازل عنها بسهولة...
عبر هذا البوح الذي يتجسد فيه قلق الروح ومن ثم الغياب تؤكد الشاعرة حضورها في النص في مشهد شعري يتوفر على الوعي الجدلي مع فلسفة الحياة والثقافة ومظاهر الوجود لتظل القصيدة عند مريم مشتاوي ذلك البوح الغامض الشفيف للألم وإنتصاراً للنفس على النفس، فتحقق قيمة الحياة، وهذا التحقق للمعنى الذي ترومه الشاعرة يعني حضور ما أمكن إنتزاعه من الغياب الكامن في النص "تتثاءب الحياة... فتنهمر الدموع... هناك فوق الخيمة الصغيرة... والرياح تعزف سمفونيتها... الأخيرة... والشتاء في بلادي... جبان... يخشى الغرق وحيداً... ويحتمي في أحشاء الأطفال... هناك في الخيمة الصغيرة... تنهمر الدموع... طويلاً طويلاً... لتنقش الحياة".
عبر هذا الخطاب نقع على بانورامية شعرية ترشح عن ثقافة التعب بل تعب الثقافة والكتابة عند مريم مشتاوي وهو ما تتميز به عن آخرين من الشعراء، فكانت خير من كتب وخير من أبدع. إقرأ المزيد