ثوار المدن العتيقة ؛ رواية في الثورات العربية
(0)    
المرتبة: 405,227
تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: دار روافد للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:"عام 2012م مضى عام من بداية الثورات العربية، لم نستطيع أن نلتقي معاً في مكان واحد، تحولنا إلى عالم الإنترنت والفيس وتوتير والوتس آب، خطة السيد برزان الأولى التي انقلبت عليه، ولنقل خطة السيد عبد القادر بو كرامي الخفية، المثل يقول كما لك عليك، ولا يوجد أحد بقادر على ...أن يمسك بتلابيب العالم كله، بالنسبة لي كان الأمر واضحاً.
عندما يستخدم الجميع أداة يحق لكل منهم أن يستفيد منها "كان حسين يجري مراجعات العام كله، تحول العالم حولنا إلى رسائل لا تنقطع، تبلبل يعم الأرض، لاحقتنا فلول خفية، كدنا أن نقتل، أصبح الخوف مزدوجاً في حياتنا، خوف على النصر وخوف من الخاسرين، كانوا شرساء لا يرحمون، ولا توجد أنصاف حلول، استطاعت المتحدون أن تبقى نشطة ومؤثرة، توقفت في البحرين، ونشطت في مصر وتونس والعراق والجزائر وأدارت كل المجال العربي، كانت خطة التوزيع ناجحة وهي كما أعد لها السيد مصطفى درزنكي شاه وعبد القادر بوكرامي تستطيع أن تبقى طالما يمكن إداراتها من أماكن مختلفة، تولى محمد بوكرامي المهمة، أصبح مسؤول المغرب العربي وكنا فخورين به وبما ينجزه، تولت أمينة كتابة المقالات التي تناصرنا.
كانت داعماً كبيراً استطاعت أن تؤثر في عقول الناس، أما غازي فقد فرّغ نفسه لنا بين فترة وأخرى كمحامي وقال لنا: "أنتم أصدقائي مهما اختلفنا" ويمكن أن ننسب له تأثيراً خفياً لم نستطيع أن نحكم على وجوده ولكنه كان يقول لنا "قمت بواجبي تجاهكم وحذرتهم من المساس بكم".
كانت هذه آخر مهمة شخصية له بعد أن تحدث معه السيد جاك غاضباً من فشله في الحصول على المفتاح السليماني، لقد صرخ في وجهه "لا أريد أن أراك مرة ثانية... اجلس في مكانك فأنت تهواه لذا لم تقم بما يكفي الحصول على المفتاح"، ثم أغلق السماعة في وجهه بدون أي كلمة وداع أخيرة، أصبح في نظرهم فاشلاً وعديم النفع.
أجابنا السيد عبد القادر جرجان عندما استعرضنا له كل ما يحدث لنا وحولنا "أنتهم تهزمون نظاماً له أكثر من خمسة آلاف عام، في كل مرة يُهزم فيها يتحول إلى خلايا خفية مجنونة، هل تظنون أنه سيسلّم بالهزيمة لكم، أنتم تحاربون قوة نفية لا تريدكم، كانوا قد قرروا أن لا يوجد جمال عبد الناصر ولا خميني جديد".
ثم صمت ونظر إلى السماء "يأبى الله لهم أن ينتصروا، يكيدون ويكيد، وستجري إرادته مهما طال الزمن، المستقبل للإنسان الفاضل والروح الخيّرة" وختم كلامه لنا بجملة قصيرة: "أنتم تغيرون طريقة الحياة هذه هي سبب الحروب"، نحف جسمي كثيراً وكذلك وائل ونعمان وكأن الزمن أكل من عمرنا سنيناً قادمة، الأوجاع ما زالت تنتابني من الضرب وسوء المعاملة في السجن، بعض الكدمات موجودة، وقللت من كمية أكلي كما الكثيرون حتى نحقق غابات ثورتنا المؤجلة بقرار سياسي، كنت أجري بسرعة إلى كل مكان أسمع منه صريخ متألم أو متألمة، تحولت إلى رجل مزعج، قالوا لي: "لماذا لا تتبع نهج أبيك"، كانوا يجهلون دوره فيما يحدث، إستطاع أن يخفي هو والشيخ محمود كل خططهم ودورهم، وهما قد قررا أن السنة الثانية هي السنة الأخيرة في التخفي وسيعلنان عن موقفهما قريباً، سيقولان للجميع وأمام الملأ: "حكم الشعوب هو مطلبنا ولن نقبل بسواه".
سيقلبان كل شيء وستنتهي المشكلة ويحسم الإختلاف وينتصر الشعب، واتفقنا إن لم يحققا هدفهما سيقبلان بالشهادة فداءاً للحرية والكرامة... قال لنا نعمان "كدنا ننجح فقد خلت كل الدنيا لتوقف زحفنا الكبير، لتوقف نجاحنا وسنصبر لنصل إلى مرادنا، شعب حر وأبيّ أو تستمر الثورة...
كتبت لنا عايدة جذلانة بعد أن حصلنا على مفتاح القدس: "أنتم زرع الأرض، أنتم ثمرها، أنتم الرايات، وسوف ندق بكم أبواب بيت المقدس، سنلتقي هناك...
لقد وحدنا الأمة بمذاهبها وشعوبها، وطار العالم بجناحيه فحلق في سماء الدنيا جميلاً مزهراً بنا، أنتم حقاً جنود الله في الميدان، هم جوقة واحدة متناغمة... صبايا وشباب مثلوا الدول العربية التي تاقت إلى ربيع عربي... وهتفوا في الجموع التي خرجت غاضبة على حكامها "تحيا أمة العرب".
يمضي الكاتب في خيالاته... مخططات وشباب عربي يحصد إنتصارات، ليوقف مدها جهات عملت على سجن وإغتيال شباب وصبايا هذه المجموع... ولكن ليس هناك مجال للتخاذل... وخيال يشدّ على أيديهم لتصل الثورات العربية إلى غاياتها على أمل أن يأتي على العرب ربيعهم العربي. إقرأ المزيد