لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

قصص الحب والجنون والموت

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 20,283

قصص الحب والجنون والموت
7.60$
8.00$
%5
الكمية:
قصص الحب والجنون والموت
تاريخ النشر: 10/02/2015
الناشر: طوى للنشر والإعلام
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:"كان قاسم رجلاً عليلاً، يمتهن الصياغة، ولكنه لم يكن يملك دكاناً، لقد كان يعمل لحساب بيوتات المجوهرات الكبرى، لكونه متخصصاً في أعمال الترصيع بالأحجار الكريمة، وقليلة هي الأيدي التي تصل إلى مهارة يديه في أعمال الترصيع الدقيقة.
ولو أنه كان ميالاً إلى التجارة وماهراً فيها لحقق ثراء كبيراً، ولكنه بالرغم ...من بلوغه الخامسة والثلاثين من عمره، فإنه ما زال يعيش في حجرته البائسة التي حوّل جزءاً، منها، يقع تحت النافذة، إلى مشغل له، كان جسم قاسم ضامراً، ووجهه زوايا تظلله لحية سوداء خفيفة، وكانت له زوجة باهرة الجمال وشديدة الولع والتهالك على كل شيء، وكانت الآمال قد راودت الصبية، وهي من منشأ شوارعي، بأن تتمكن من الزواج من رجل أكبر شأناً... انتظرت إلى أن بلغت العشرين من عمرها، وكانت تستثير بجمال جسدها الرجل وجاراتها من النساء أيضاً، ولكنها خشيت في النهاية من البقاء دون زواج، فوافقت على الزواج من قاسم على مضض.
لم تعد تراودها أحلام حياة البذخ والرفاهية التي حلمت بها، فقد كان زوجها، وهو الحرفي الماهر، يفتقر تماماً إلى الصفات التي تتيح له الثراء، فكانت تستند إلى مرفقيها بينما زوجها الصائغ يعمل منكباً على ملاقطه، وتسدد إليه نظرات بليدة متثاقلة، ثم لا تلبث أن تنتزع نفسها بعنف من ذلك الشرود، وتلاحق ببصرها عبر زجاج النافذة عابر سبيل وجيهاً كان يمكن أن يكون زوجاً لها.
ومع ذلك، فإن كل ما كان قاسم يكسبه، كان يقدمه إليها، وكان يعمل في أيام الآحاد أيضاً ليتمكن من إرضائها بمبلغ إضافي، وعندما كانت ماريا ترغب في الحصول على حلية - ويا لعنادها حين ترغب في شيء! - كان يواصل العمل ليلاً؛ ثم تأتيه بعد ذلك نوبات السعال ووخزات الألم في جانب الصدر؛ ولكن ماريا تكون قد حصلت على جوهرتها الصغيرة البراقة، وشيئاً فشيئاً جعلها التعامل اليومي مع الأحجار الكريمة تحب مهنة الصائغ الفنان، فكانت تتابع بلهفة أعمال الترصيع الدقيقة التي يقوم بها زوجها، ولكن ما إن ينتهي العمل في الحلية - يجب تسليمها حينئذٍ، فهي ليست لها - حتى تصاب بخيبة أمل مفجعة بزوجها.
كانت تجرب الحلية، وتقف بها طويلاً أمام المرآة، ثم تتركها أخيراً وتنصرف إلى حجرتها، فينهض قاسم من مكانه حين يسمع النحيب، ويجدها في السرير، غير راغبة إلى الإستماع إلى كلمة واحدة منه، فيقول لها بأس في النهاية: إنني أفعل مع ذلك كل ما أستطيعه من أجلك، فيرفع كلامه ذاك من وتيرة النحيب، ويعود الصائغ للجلوس في مقعده.
لقد تكررت هذه الأمور مراراً حتى أن قاسم لم يعد ينهض لمواساتها... مواساتها! مِمَ؟... ولكن ذلك لم يمنع قاسماً من إطالة سهره ليحصل لها على أجر عمل إضافي أكبر؛ كان رجلاً صموتاً متردداً وغير حازم، وصارت نظرات زوجته تحدق بإلحاح أشدّ وطأة إليه في هدوئه الأصم، وتدمدم: أنت رجل، أنت!...
ولم يكن قاسم المنكب على فصوص أحجاره الكريمة يتوقف عن تحريك أصابعه، لكنه كان يقول لها بعد برهة: أنتِ غير سعيدة معي يا ماريا، سعيدة! ولديك الجرأة لقول هذا! من هي التي تستطيع أن تكون سعيدة معك؟...
هذا غير ممكن حتى لآخر إمرأة في الدنيا!... ثم تختم كلامها بضحكة عصبية، وتقول وهي تنصرف عنه: يا لك من شيطان بائس... كما حياته هي قصصه، وعلى وجه الخصوص مجموعته القصصية هذه، والتي استمد مواضيع بعضها من سيرته الذاتية، وكشف بعضها الآخر عن تأثره بأعمال بيتر لوني الذي كان محط إعجابه في تلك الفترة التي كتب فيها قصصه هذه.
وكأنه في قصته هذه يروي بما يشبه ملامح من حياته الزوجية، إذ أن زواجه من طالبته آنا ماريا ثيريس، والتي أحبته، وكان لحبها صدىً في نفسه، لم يكن على ما يرام، حيث لم تسر العلاقات الزوجية كما تهيأ له، وقد كانت سطورها الأولى قصة حب، فالمشاجرات بين الزوجين تكاثرت جداً، مما أدى بالزوجة آنا ماريا إلى تناولها جرعة كبيرة جداً من الأدوية، مما أدى إلى وفاتها.
المشهد هنا ينعكس كما سطره في قصته "السوليتير" فقد ماتت زوجة قاسم أيضاً، ولكن عمد هو إلى قتلها، ولكن المشكلة مشتركة، الإستهانة بالزوج، فكيروغا في قصته هذه هو ذاك الصائغ المبدع... ولكن في صياغة الكلمة.

إقرأ المزيد
قصص الحب والجنون والموت
قصص الحب والجنون والموت
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 20,283

تاريخ النشر: 10/02/2015
الناشر: طوى للنشر والإعلام
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:"كان قاسم رجلاً عليلاً، يمتهن الصياغة، ولكنه لم يكن يملك دكاناً، لقد كان يعمل لحساب بيوتات المجوهرات الكبرى، لكونه متخصصاً في أعمال الترصيع بالأحجار الكريمة، وقليلة هي الأيدي التي تصل إلى مهارة يديه في أعمال الترصيع الدقيقة.
ولو أنه كان ميالاً إلى التجارة وماهراً فيها لحقق ثراء كبيراً، ولكنه بالرغم ...من بلوغه الخامسة والثلاثين من عمره، فإنه ما زال يعيش في حجرته البائسة التي حوّل جزءاً، منها، يقع تحت النافذة، إلى مشغل له، كان جسم قاسم ضامراً، ووجهه زوايا تظلله لحية سوداء خفيفة، وكانت له زوجة باهرة الجمال وشديدة الولع والتهالك على كل شيء، وكانت الآمال قد راودت الصبية، وهي من منشأ شوارعي، بأن تتمكن من الزواج من رجل أكبر شأناً... انتظرت إلى أن بلغت العشرين من عمرها، وكانت تستثير بجمال جسدها الرجل وجاراتها من النساء أيضاً، ولكنها خشيت في النهاية من البقاء دون زواج، فوافقت على الزواج من قاسم على مضض.
لم تعد تراودها أحلام حياة البذخ والرفاهية التي حلمت بها، فقد كان زوجها، وهو الحرفي الماهر، يفتقر تماماً إلى الصفات التي تتيح له الثراء، فكانت تستند إلى مرفقيها بينما زوجها الصائغ يعمل منكباً على ملاقطه، وتسدد إليه نظرات بليدة متثاقلة، ثم لا تلبث أن تنتزع نفسها بعنف من ذلك الشرود، وتلاحق ببصرها عبر زجاج النافذة عابر سبيل وجيهاً كان يمكن أن يكون زوجاً لها.
ومع ذلك، فإن كل ما كان قاسم يكسبه، كان يقدمه إليها، وكان يعمل في أيام الآحاد أيضاً ليتمكن من إرضائها بمبلغ إضافي، وعندما كانت ماريا ترغب في الحصول على حلية - ويا لعنادها حين ترغب في شيء! - كان يواصل العمل ليلاً؛ ثم تأتيه بعد ذلك نوبات السعال ووخزات الألم في جانب الصدر؛ ولكن ماريا تكون قد حصلت على جوهرتها الصغيرة البراقة، وشيئاً فشيئاً جعلها التعامل اليومي مع الأحجار الكريمة تحب مهنة الصائغ الفنان، فكانت تتابع بلهفة أعمال الترصيع الدقيقة التي يقوم بها زوجها، ولكن ما إن ينتهي العمل في الحلية - يجب تسليمها حينئذٍ، فهي ليست لها - حتى تصاب بخيبة أمل مفجعة بزوجها.
كانت تجرب الحلية، وتقف بها طويلاً أمام المرآة، ثم تتركها أخيراً وتنصرف إلى حجرتها، فينهض قاسم من مكانه حين يسمع النحيب، ويجدها في السرير، غير راغبة إلى الإستماع إلى كلمة واحدة منه، فيقول لها بأس في النهاية: إنني أفعل مع ذلك كل ما أستطيعه من أجلك، فيرفع كلامه ذاك من وتيرة النحيب، ويعود الصائغ للجلوس في مقعده.
لقد تكررت هذه الأمور مراراً حتى أن قاسم لم يعد ينهض لمواساتها... مواساتها! مِمَ؟... ولكن ذلك لم يمنع قاسماً من إطالة سهره ليحصل لها على أجر عمل إضافي أكبر؛ كان رجلاً صموتاً متردداً وغير حازم، وصارت نظرات زوجته تحدق بإلحاح أشدّ وطأة إليه في هدوئه الأصم، وتدمدم: أنت رجل، أنت!...
ولم يكن قاسم المنكب على فصوص أحجاره الكريمة يتوقف عن تحريك أصابعه، لكنه كان يقول لها بعد برهة: أنتِ غير سعيدة معي يا ماريا، سعيدة! ولديك الجرأة لقول هذا! من هي التي تستطيع أن تكون سعيدة معك؟...
هذا غير ممكن حتى لآخر إمرأة في الدنيا!... ثم تختم كلامها بضحكة عصبية، وتقول وهي تنصرف عنه: يا لك من شيطان بائس... كما حياته هي قصصه، وعلى وجه الخصوص مجموعته القصصية هذه، والتي استمد مواضيع بعضها من سيرته الذاتية، وكشف بعضها الآخر عن تأثره بأعمال بيتر لوني الذي كان محط إعجابه في تلك الفترة التي كتب فيها قصصه هذه.
وكأنه في قصته هذه يروي بما يشبه ملامح من حياته الزوجية، إذ أن زواجه من طالبته آنا ماريا ثيريس، والتي أحبته، وكان لحبها صدىً في نفسه، لم يكن على ما يرام، حيث لم تسر العلاقات الزوجية كما تهيأ له، وقد كانت سطورها الأولى قصة حب، فالمشاجرات بين الزوجين تكاثرت جداً، مما أدى بالزوجة آنا ماريا إلى تناولها جرعة كبيرة جداً من الأدوية، مما أدى إلى وفاتها.
المشهد هنا ينعكس كما سطره في قصته "السوليتير" فقد ماتت زوجة قاسم أيضاً، ولكن عمد هو إلى قتلها، ولكن المشكلة مشتركة، الإستهانة بالزوج، فكيروغا في قصته هذه هو ذاك الصائغ المبدع... ولكن في صياغة الكلمة.

إقرأ المزيد
7.60$
8.00$
%5
الكمية:
قصص الحب والجنون والموت

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

ترجمة: صالح علماني
لغة: عربي
طبعة: 1
حجم: 21×14
عدد الصفحات: 240
مجلدات: 1

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين