التقدير الصهيوني السنوي حول 'الشعب اليهودي'
تاريخ النشر: 01/12/2012
الناشر: مركز باحث للدراسات
نبذة نيل وفرات:هذا الكتاب الموجود بين أيدينا، والصادر عن ما يسمّى تخطيط سياسة الشعب اليهودي، هو واحد من المؤشّرات والشواهد الكثيرة على محاولات صهيونية تجري في داخل الكيان الصهيوني وخارجه، من أجل حماية ما يسّمى " شعب الله المختار" أو " الشعب اليهودي"، المختلف حول هويتّه وشخصيته القومية والإثنية والدينية؛ بل ...حتّى حول أصل وجوده من الأساس. ذلك أن اليهودية في رأي العديد من الباحثين هي مجّرد دين وليست أمّة، واليهود لو يكونوا قطّ شعباً واحداً أو أمّة واحدة.وبالتالي، ليس لليهود " هوية وطنية"، وليس لديهم المبرّرات الحقيقية أو الطبيعية لقيام دولة يهودية تجمع شتات ما يمكن تسميته " الأمّة الأسطورة"، خاصّة وأن نسب الأغلبية العظمى من اليهود المعاصرين في داخل الكيان وخارجه، لا تعود إلى يهود العهد القديم، إنّما إلى أقوام من أصول شتّى في أوروبا وشمالي أفريقيا وجنوب الجزيرة العربية، اعتنقوا الديانة اليهودية. وفي هذا السياق، يقول بعض الباحثين أن " اليهود" ليسوا هم الذين انتشروا؛ ولكن، الديانة اليهودية هي التي انتشرت، بحكم سعيها في عهودها المبكرة إلى التبشير سعياً وراء كسب المزيد من الأتباع.
هذا الكلام يأتي في سياق معارضة يهودية للمشروع الصهيوني عموماً، والدولة العبرية خصوصاً، من قبل العديد من المفكّرين والمؤرّخين اليهود البارزين في شتّى أنحاء العالم، بحجّة أن باستطاعة اليهود العيش والتعايش مع المجتمعات الغربية بشكل متساو مع المواطنين الأصليين. وخير مثال على هؤلاء، العالم الفيزيائي المعروف ألبرت أنشتاين.
ومهما يكن من أمر، فإن كتاب التقدير السنوي للعام2010، الخاصّ بأوضاع اليهود الدينية الطائفية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية والسياسية وسواها، إنّما هو عمل دؤوب وجدّي، ويشهد على النزعة الأكاديمية العلمية الموجودة لدى أعدائنا، سعياً وراء البقاء والاستمرار في هذا العالم المليء بالمفاجآت والمتغيّرات والتقلّبات على المستويات السياسية والاستراتيجية، وبهدف المحافظة على وحدة وتلاحم ما يسمّى "الشعب اليهودي" داخل إسرائيل وفي العالم، في من خلال محاولات شدّ العصب الطائفي والعرقي والتشبّت المصطنع بادّعاء الامتياز والتميّز لهذا "الشعب" الأكثر إشكالية في أصله وفي ممارساته في العالم! إقرأ المزيد