أصول البزدوي ؛ كنز الوصول إلى معرفة الأصول ومعه تخريج أحاديث أصول البزودي
(0)    
المرتبة: 35,584
تاريخ النشر: 29/12/2014
الناشر: دار البشائر الإسلامية
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يعدّ علم الأصول من العلوم الجليلة، الذي كان له الحظّ الأوفر في ضبط أحكام الشريعة، وحفظها من عبث العابثين، وتأويل الجاهلين، وجرأة المتجرئين على الفتيا، والمتطفلين بغير علم، ويحسبون أنهم يعلمون.
وهو العلم الذي أنار الطريق لطلاب العلم من أصحاب القدرات العلمية والملكة الفقهية للنظر في أحكام دين الله تعالى ...وتبين شرعه الحنيف، وهو الميزان الذي يعرف به كيف استنبط الأئمة الفروع والأحكام، وبه يوقف على القواعد والأصول التي أقام بناءها أهل الذكر على أسس راسخة، وحجج دامغة، وكيف ساروا عليها، ليكون اللاحقون على قدم العلماء السابقين وهديهم القديم، حتى لا تزِلَّ أقدامهم وأحكامهم، فإن زلّة العالِم زلّة العالم.
هذا وإن الكتب المعتمدة المشتهرة في علم أصول الفقه على طريقة فقهاء السادة الحتفية كتاب فخر الإسلام البزدوي، أستاذ الأئمة، الإمام الكبير ببلاد ما وراء النهر، الفقيه الأصولي المحدّث المفسر أبي العسر عليّ بن محمد البزدوي، المولود في حدود سنة 400هـ، والمتوفي سنة 482هـ، صاحب المصنفات العالية البارعة، الدقيقة النافعة، والتي منها تفسيرٌ للقرآن الكريم في 120 مجلداً، والمسيوط في فروع الفقه الحنفي في أحد عشر مجلداً.
وقد جاء كتاب أصول البزدوي "لبيان النصوص بمعانيها، وتعريف الأصول بفروعها، على شرط الإيجاز والإختصار"، كما قال مؤلفه في مقدمته، وهو كتاب عظيم الشأن جليل البرهان، محتوٍ على لطائف الإعتبارات، بأوجز العبارات، وهو إلى هذا يمتاز بأمرٍ مهمٍ جداً، وهو التدليل للقواعد الأصولية، وطرق إستنباط الأحكام عند المنفية من الكتاب والسنّة والإجماع والشواهد اللغوية، مع تطبيق ذلك على أمثلة كثيرة من الفروع الفقهية، وهذا أمر مهم جداً يتطلع إليه كل ففيه أصوليّ محقق مدقق، ويسعى إليه كل من درس الفقه المقارن بين المذاهب الفقهية بدقة، أو درسه بحنكة.
وقد وصف كتاب "أصول البزدوي" شارحه الإمام علاء الدين البخاري الحنفي (ت 7300هـ) في مقدمة "كشف الأسرار"، واثنى عليه، وبيّن حاله وعلوّ مقامه بقوله: "امتاز أصول البزدوي من بين الكتب المصنفة في هذا الفن شرفاً وسمواً، وحلَّ محله مقام الثريا مجداً وعلوّاً، ضمّن فيه أصول الشرع وأحكامه، وأدرج فيه ما به نظام الفقه وقوامه... وقد تبحر مع ذلك في الأحكام والفروع، وأحاط بما جاء فيها من المنقول والمسموع".
وهكذا قدّر الله تعالى لهذا الكتاب العظيم أنه إلى الآن لم ينل حظه من الخدمة العلمية، ولم يطبع مفرداً إلا طبعات تجارية سقيمة، بل مع إسقاط في مواضيع عديدة.
من هنا، رأى المحقق أ. د. سائد بكداش المسارعة إلى تحقيقه وخدمته معتمداً في ذلك على عشر نسخ خطية نفيسة، أَقْدمها بتاريخ سنة 651هـ، بالإضافة إلى ذلك عمد المحقق وخدمة كتاب تخريج أحاديث أصول البزدوي، للإمام المحدّث الحافظ الفقيه الأصولي المفنّن في علومٍ كثيرة، المحقق المدقق العلامة قاسم بن قطلوبغا، المتوفي سنة 879هـ.
وهكذا جمع المحقق بين الكتابين الأصولي والحديثي في دفتي هذا المجلد منزلاً تخريج كل حديث وأثرٍ في مكانه من أصول البزدوي، فالتقى بهذا العمل الفرع بالأصل؛ أما منهجه في إخراج كتاب "أصول البزدوي" فهو الإجتهاد والسعي لإثبات نصٍّ صحيح الكتاب من خلال النسخ الخطية للكتاب، مع مراجعة الشروح، دون التعليق عليه، لأن إيضاح مغلقاته وشرحها يحتاج إلى جملٍ وسطور يضيق المقام عنها، ومن أراد الوقوف على ذلك، فذلك متاح له من خلال شروح الكتاب الكثيرة.
وقد اجتهد المحقق في تقديم الكتاب للقارئ بحلّة مشرقة مع قيامه بتفقير نصه ومسائله، ووضع علامات الترقيم، وضبط ما أشكل من ألفاظه، مع تقديم ترجمة للإمام البزدوي ودراسة عن الكتاب، بتحقيق اسمه، وذكر شروحه، وبيان منهجه، وجمع مزاياه وثناء العلماء عليه.
بالإضافة إلى ذلك عمل المحقق مقارنة بينه وبين أصول عصريه الإمام السرخسي، والتي تبين له من خلالها مبدئياً أن أصول السرخسي بمثابة شرحٍ له، والله أعلم؛ وهكذا سار على هذا المنوال أيضاً في خدمة كتاب تخريج أحاديثه للعلامة قاسم بن قطلوبغا، مع توجهه لإخراج نصه الصحيح، والغاية بضمّه لأصله، دون التعليق عليه. إقرأ المزيد