تاريخ النشر: 01/01/1986
الناشر: معهد التراث العلمي العربي
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:الكرجي، مؤلف الكافي، هو أبو بكر محمد بن الحسن الكَرجي عاش في بغداد في عهد فخر الملك أي غالب محمد بن خلف (وزير بهاء الدولة أبي نصر بن عضد الدولة البويهي والذي لأجله الكرجي كتاب الفخري في الجبر والمقابلة وكتاب الكافي في الحساب).
لم يذكره ابن الجوزي في كتابه المنتظم ...وليس له اسم عند ابن القفطي في كتابه أخبار العلماء بأخبار الحكماء المخصص بشكل أساسي للعلماء القدماء؛ علماً بأن القفطي يذكر ثلاثة فلكيين أو رياضيين مشهورين ومعاصرين للكرجي وهم: البيروني، السجزي، الخجندي.
وقد ذكره ابن الأثير في الكامل بمعرض حديثه عن فخر الملك، وكذلك ذكره ابن خلكان أيضاً عند تعرضه للحديث عن فخر الملك، هذا وقد عُرف الكرجي لفترة طويلة نسبة إلى الكرخ، ولكن وبعد التدقيق في الفروق في النسخ التي وفرت للباحث Giorgio levi della vida حول حروف الجيم والحاء والخاء أن هذا النسب خطأ ورجح بنتيجة هذا نسبة الكرجي وتعود هذه النسبة إلى الكَرَجْ وهي بلدة من بلاد الجبل بين أصبهان وهمذان، بنيت في زمن المهدي (وهو أبو عبد الله محمد بن جعفر المنصور).
وقد أقام الكرجي في بغداد وكتب كتبه فيها وباللغة العربية، فثقافته عربية، وكتاباته عربية، وإنطلاقاً من المفهوم الذي يتبناه معهد التراث العلمي العربي الذي عمل على مخطوط كتاب الكافي وعلى نشرها، فهو عالم رياضي عربي، كتب الكرَجَيَ كتباً كثيرة أغلبها مفقود اليوم، ولكن جمع كتبه المعروفة كتب أثناء إقامته في بغداد وباللغة العربية؛ من كتبه: 1-كتاب في حساب الهند الذي جاء ذكره في كتابه البديع فقط وهو يبحث في إستخراج الجذر التربيعي لكثير حدود جبري وبطريقة مماثلة لإستخراج الجذر التربيعي لعدد مكتوب بالنظام الستيني، 2-كتاب في الإستقراء بالتخت وهو كتاب مفقود، 3-كتاب بوادر الأشكال ذكره الكرَجي في كتابه الفخري... وغيرها من الكتب منها كتابه الذي بين يدي القارئ: :الكافي في الحساب".
وقد ذكر سزكين في كتابه التراث العربي الجزء الخامس ص 403 أنه وجد كتاب الكافي في الحساب الكرَجي، وقد خصص الكَرجي كتابه هذا للموظفين ولعامة الناس؛ أي لم يخصص للحساب وهو كتاب يمكن أن يكون متمماً للكتاب الوفاء البوذجاني المتوفي سنة (388هـ/ 997 - 998م) ولم يستعمل الأرقام مثل أبو الوفاء وبقية حساب اليد في عصره وإنما عبر عنها بكلمات؛ إذ أن العمليات على أرقام غير كبيرة يمكن إجراؤها عقلياً وبإستعمال الأصابع للذاكرة، أما الأرقام الكبيرة ونتائج العمليات على أرقام غير كبيرة يمكن أجراؤها عقلياً وبإستعمال الأصابع للذاكرة، أما الأرقام الكبيرة ونتائج العمليات الجزئية كانت تذكر بالكلمات ودون ذكر الأرقام، وحساب البر هو حساب نشأ عندما لم يكن لدى العالم نظام للترقيم مفيد.
أما الآن وقد توفر هذا النظام فقد تخلى الحسّاب عن نظام حساب اليد بعد أن أخذوا أحسن ما فيه وألحقوه بالحساب الهندي، وبعد إنتشار الحساب الهندي صار حساب اليد يسمى الحساب الهوائي لأن العمليات تجري به عقلياً بالقياس إلى الحساب الهندي الذي كان يجري على اللوح.
هذا ولم يوضح الكَرَجي ولا أبو الوفاء سبب إستعمالهما هذا النوع من الحساب (حساب اليد)، وقد يكون لأنه موجه إلى الموظفين وعامة الناس ولمن يود حساب الزكاة، وقد سمي هذا الحساب بحساب اليد لأن الحاسب يلجأ للدلالة على الأعداد إلى وضع أصابع يده في أوضاع متمايزة، ولم يعط الكَرَجي تبريراً للعمليات التي يعرضها أو يبرهن عليها، فهو يعطي القاعدة أحياناً ذاكراً مثالاً واحداً فقط، ولهذا هناك شروح الكتاب الكافي في الحساب وصل منها شرحان للشقاق وللشهرزوري وأقدم هذه النسخ من نهاية القرن السادس الهجري، حيث كانت وفاة المؤلف في بداية القرن الخامس الهجري، وقد انتهى عمل المحقق مقدماً في هذه الطبعة النص باللغة العربية والشروح الضرورية لفهم المؤلف الرياضي والتاريخي، وممهداً بمقدمة ضمت سيرة حياة الكَرَجي وأصله وأعماله ووصفٍ للمخطوطات التي اعتمد عليها في عملية التحقيق وعلاقتها ببعضها وطريقة عمله وثبت بالمصادر والمراجع التي عاد إليها في عملية التحقيق. إقرأ المزيد