تاريخ النشر: 25/11/2014
الناشر: فراديس للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:الصديق من صدق... الإنسان إجتماعي بطبعه هكذا قال علماء الإجتماع؛ وكل من يشعر بالوحدة في يومٍ ما حتماً سيقول بذلك... فالصداقة من الأسس التي يسعى الفرد لتحصيلها دائماً وربما يتفاخر بها أحياناً عندما يستطيع أن يجمع أكبر عدد من الأصدقاء لأنه يعدّهم نواة حياته وعمادها ولا يمكن أن يعيش ...على الأقل حياةً طبيعية بدونهم...
فالصديق هو ذلك الإنسان الذي يرسم طريق الذكرى وإحتياز العقبات في هذه الحياة، وهو الذي يعين ويساعد في حلّ كثير من المشاكل أحياناً، وهنا تكمن أهمية الصداقة، فالمرء ليس له غنى عن أخ، يشكو له هم الدنيا ويفرّج عنه كربه ويجلي عنه همّه، قال رجل عند الإمام الباقر: "اللهم اغننا عن جميع خلقك" فقال أبو جعفر: "لا تقل هكذا ولكن قل: "اللهم أغننا عن شرار خلقك فإن المؤمن لا يستغني عن أخيه"، نعم فإن الصداقة مهمة ونافعة، ولا نتصور منفعتها محدودة بالمنافع الدنيوية فحسب، بل تتعدى إلى منافع أخروية؛ وإن كان ذلك مشروطاً بإيمان الصديق وتقواه وإن كان ذلك مشروطاً بإيمان الصديق وتقواه...
ونبقى في أهمية الصداقة، فالصداقة مهمة إلى درجة أن تكون أعلى حتى من العلاقة مع الأقارب والأهل أحياناً، فأنت قد تبوح بأسرارك وخصوصياتك إلى صديقك، ولكن قد تخجل أن تبوح بها لأبيك، مثلاً فيكون صديقك الوفي في موضع كتمان سرك الذي تنفس به همك، عليه تتضح أهمية الصداقة ولماذا لا يمكن لأحد أن يعيش بلا أصدقاء، فهم المتنفس وهم الوجه الآخر للمرء وهم من تُفَرَّج بهم الهموم والأحزان في كثير من الأحيان، ولكن من يكون الصديق كذلك؟ هل كل الأصدقاء يكونون هكذا لأصدقائهم... أم ماذا؟...
يتابع صاحب هذه الأطياف الفكرية سارداً ما طاف في ذهنه من أفكار حول الصداقة معانيها ضرورتها مستلزماتها... وهو في مقالته هذه موضوعي كما في سائر مقالاته التي ضمها هذا الكتاب ولعلّ مواطن الجمال في كتابه هذا تكمن في مواطن المواضيع التي تطرق إليها كما في معانيها ومراميها، فقد جاءت المقالات متنوعة تعالج قضايا إجتماعية وثقافية ودينية... مما جعل الكتاب واحة غنّاء ورافة الظلال.
وإلى هذا فالمقالات كانت قد كتبت بين عامي (1429- 1434)، وتضمنت في عددها ما يقارب الخمسين مقالاً اختلفت في الأسلوب والطرح، وتم تقسيمها بحسب مواضيعها حيث تجيب كل مقالة منها عن سؤال وتناقش محوراً معيناً مثل: لماذا لا يكرم عظماؤنا في حياتهم؟ الإمام المهدي وُلِدَ أم سيولد؟ ما دور الأسرة في قضايا الشباب؟ ما دور القراءة في حياتنا؟ صديقك... ماذا يمثل لك؟... إلى غيرها من الأسئلة المهمة التي تثير القارئ للقراءة للحصول على إجاباتها.
وأما هدف الكاتب من ذلك كله فهو محاولة رسم ثقافة متقاربة من الأحداث وفهمها وإيصالها إلى ذهن القارئ مع تغيّرها وتنوّعها وملاحقة أفكار الكاتب بأفكار القرّاء، لتكوين رؤية جديدة تجاه تلك الأحداث. إقرأ المزيد