الآثار الباقية عن القرون الخالية
(0)    
المرتبة: 15,130
تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: نور حوران للدراسات والنشر والتراث، دار العراب للدراسات والنشر والترجمة
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:يعتبر هذا الكتاب "الآثار الباقية من القرون الخالية" من كتب التراث العربي ذات الفن الفكري والمعرفي الذي ارتبط اسم مؤلفه أبو الريحان البيروني به، والذي نال تقدير الجميع وحتى الأجانب، وذلك لمحتواه الثري واجتهاد مؤلفه في الخوض في علم يحتاج إلى دربة ودراية وسعة إطلاع، ما يدل على ذلك ...قوله في ختام كتابه: (وقد تم المجازُ الموعود والوفاء بالمضمون وإستيفاء الأقسام التي اشتمل عليها سؤال السائلين على قدر ما أوتيت من الإستطاعة، فكل امرئ يعمل على شاكلته، وقيمة كلٍّ منهم ما يُحْسن، وأظن أنّ فيما صححته من الأصول كفايةً لتلقيح العقول، وهداية إلى تهذيب النظر في أوائل أحوال البَشَر، وجِلاء للشكوك في تواريخ الأنبياء والملوك، وإرشاداً للحيارى من يهود والنصارى فيما هم عليه، والناظر فيه لا يخلو من أن يكون مثلي، فيحمدني ويشكر فعلي فيما سعيت فيه، أو يكون لمرتبته مزيّةٌ على مرتبتي، فيتفضّل بإصلاح الخلل، وَيْعذُر فيما عساه قد وقع من زلل).
وهذا شأن العلماء المخلصين... علمٌ وفير وتواضع منقطع النظير، إنه أبو الرحيان أحمد الريحان محمد البيروني الخوارزمي، الذي ولد في بلدة بيرون، إحدى ضواحي مدينة (كان) عاصمة الدولة الخوارزمية سنة 392هـ/ 963م، والذي اطّلع على فلسفة اليونانيين والهنود، وعلت شهرته، وارتفعت منزلته عند ملوك عصره، وقد كانت له حظوه لدى المفكرين الغربين، فقد عرفه جورج سارتون في كتابه (مقدمة لدراسة تاريخ العلم) بقوله عنه: "كان رحّالة وفيلسوفاً، ورياضيّاً، وفلكيّاً، وجغرافيّاً، وعالماً موسوعيّاً، ومن أكبر عظماء الإسلام، ومن أكبر علماء العالم"، ووصفه المستشرق الألماني سخاو بقوله: "أعظم عقلية عرفها التاريخ".
هذا وقد كان مؤلفاته اليد الطولى في صناعة أمجاد عصر النهضة والثورة الصناعية في العالم الغربي؛ فقد حدّد بدقة خطوط الطول والخطوط العرض، وناقش مسألة ما إذا كانت الأرض تدور حول محورها أم لا، وسبق في ذلك جاليليو وكوبر نيكوس، إضافة إلى إكتشافات أخرى عديدة، وقد رحل البيروني إلى الهند وأقام فيها بضع سنين نتج عنها كتابه (الطائر الصيت)، المعروف بكتاب "الهند"، والمعروف بــ (كتاب البيروني في تحقيق ما لللهند من قوله مقبولة في العقل أو مرذولة) أودع فيه نتيجة دراساته من تاريخ وأخلاق وعادات وعقائد وآداب وعلوم الهند، ومن جملتها ما كان عندهم من المعرفة بصورة الأرض.
وقد تنوعت مؤلفاته، فألف في الجغرافيا والتاريخ والفلك والرياضيات، والتنجيم والحكمة والأديان والجيولوجيا والأحباء والصيدلة، وعلى الرغم من إهتمامه بالعلم؛ فإنه كان ذا باعٍ طويل في الأدب، لذا كتب شرح ديوان أبي تمام ومختار الأشعار والآثار، وله مؤلفات في الفلسفة، بالإضافة إلى عشرات من المؤلفات الضخمة.
وبهذه المؤلفات يكاد البيروني قد ألف في كل فروع المعرفة التي عهدها عصر؛ توفي البيروني سنة 44هـ/ 1048م، وكانت وفاته ختام حياة حافلة لرجل حكيم وعظيم.
ونظراً لأهمية هذا الأثر الخالد من التراث العربي، ولندرة نسخه في المكتبات العربية، تم الإعتناء به تحقيقاً وتوثيقاً، وذلك على مخطوطة تعود لتاريخ للقرن الثالث عشر الهجري، استحصل عليها المحقق من مكتبه باريس الوطنية ومطابقتها مع النص الموجود، واستقام عمله على نسخة مطبوعة عام 1880، تحقيق س. إدوارد، حيث عمل على مطابقة النسخ وذكر الإختلاف في الحواشي، ومن ثم عمد إلى شرح الكلمات الغامضة مغنياً هذه الطبعة بفهرسة الأماكن والأسماء والتواريخ. إقرأ المزيد