معارك التحرير الكبرى العراقية 1988 ؛ قراءة في تقرير معهد الدراسات الإستراتيجية لكلية الحرب الأمريكية
(0)    
المرتبة: 22,047
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: الأكاديميون للنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:وجد الجيش العراقي نفسه في عام 1980 منغمساً في حرب ربما لم يكن مستعداً لها الاستعداد الكافي؛ إذ أن العدو الرئيسي حتى ذلك الوقت بالنسبة للجيش العراقي كان اسرائيل، ولم تكن إيران مدرجة يوماً في الأسبقيات العليا للجهات المعادية، نعم كانت هناك مناوشات حدودية مستمرة بين إيران والعراق، وخلافات ...على المناطق أو العوارض الأرضية أو المجاري المائية عند الحدود، ولعل موضوع الحدود عند شط العرب كان أهمها وأوضحها، لكن كل هذه الأمور والخلافات لم تكن لتحسب على أنها طريق مؤدي إلى الحرب مع الجار الشرقي. أما وقد اختصّت السياسة أن يدخل العراق بحرب مع إيران، فقد كان ذلك مفاجأة لكثير من منتسبي الجيش العراقي حينذاك.
لذا جاء أداء العراق بأجمعه قيادة سياسية وعسكرية ليس بالمستوى المطلوب في البداية كما هو معروف، ومسجل في التاريخ القريب للعلاقات الإيرانية العراقية. واستمرت الحرب لسنوات طويلة تراوحت ما بين هجوم وتقدم عراقي، إلى هجوم مقابل إيراني وانسحاب عراقي، ووصلت الأمور إلى حالة من الجمود والاستعصاء لسنوات ما بين أعوام 1981 وبداية 1988.
وفجأة، ومع بداية عام 1988 صحا العالم على حقيقته بأن العراق قد تمكن من استعادة وتحرير الفاو بتاريخ 17 نيسان 1988، من خلال معركة خاطفة لم تستمر أكثر من 36 ساعة. فكان نصراً استراتيجياً كبيراً وهكذا خرج العراق منتصراً في هذه الحرب، على عكس جميع التوقعات الغربية والشرقية. واندحرت إيران/ ولم تنته الحرب بلا غالب ولا مقلوب، بل انتهت بغالب ومنتصر واضح هو العراق، كان لهذا الانتصار وقعة لدى مراكز الدراسات الجادة والمعتمدة في الدول الغربية والدول التي كانت تريد إطالة الحزب وخروج الطرفان منها منهكان، ولا سيّما الولايات المتحدة الأميركية، والتي تبين لاحقاً من الأحداث وجود مخطط لها لتحطيم العراق كدولة وجيش وشعب، وتدمير كل منجزاته التي حققتها دولته منذ تأسيسها عام 1921، وذلك لمصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى، والجميع يدرك ذلك تماماً، على ضوء قراءة الوضع المالي في العراق؛ بل وفي معظم الأقطار العربية، فقد كانت الحرب العراقية الإيرانية أولى حلقات تلك المؤامرة. المهم أن مراكز الدراسات الاستراتيجية في المؤسسات البحثية والعسكرية المهنية لدى الولايات المتحدة الأميركية قد كلفت نخبة من خيرة باحثيها لدراسة كيف تمكن العراق من تحقيق النصر بهذه الحروب، والخروج بتوصيات للقيادة السياسية والعسكرية الاميركية لكي تعرف كيف تتعامل مع العراق.
وقد خرجوا بتقرير جاء تحت عنوان: [قوة العراق وأمن الولايات المتحدة في الشرق الأوسط Iraqi Power And US.Security in the Middle East] وهو التقرير المد من قبل خبراء مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لكلية الحرب الإعلامية في عام 199، والذي نزعت عنه صفة السرية والكتمان عام 2013 وتم نشره. يلقي هذا التقرير نظرة فاحصة على الحملات الأخيرة في الحروب العراقية الإيرانية، وبين كيف تمكن العراقيون في تحويل مجرى الحرب لصالحهم وألحقو بالإيرانيين هزيمة ماحقة. ونتيجة لهذا الانتصار، احتل العراق مركز الصدارة في الشرق الأوسط كأحسن وأقوى قوة عربية عسكرية.
ويذهب معدّو التقرير إلى شرح كيف أن ظهور العراق كقوة عسكرية معتبرة قد أثر على موازين القوى في المنطقة؛ ولا سيّما عند مناقشة الوضع المتأزم بين العراق الجديد القوي، وإسرائيل. وينهون تقريرهم بتقديم مقترحات إلى صناع السياسة الأميركية والقادة العسكريين عن كيفية التعامل مع العراق. ونظراً لأن هذا التقرير قد تحدّث بشكل موضوعي ومهني عن الجيش العراقي وقيادته العسكرية، كوّن من وضعوه هم من ذوي الاختصاصات الأكاديمية ولذا جاءت دراستهم محايدة. من هنا رأى اللواء الركن في الجيش العراقي علاء الدين حسين مكي خماس ضرورة ترجمته. وتشر الترجمة في هذا الكتاب الذي جاء ضمن قسمين. تضمن الأول منه ترجمة نص التقرير المشار إليه وشمل القسم الثاني وضعاً للمعارك والأحداث التي جاءت في القسم الأول مع بيان الحقائق كما جاءت على لسان قادة هذه المعارك، أو كما أوضحوها في مذكراتهم، وتم تزويدها بصور وخرائط ملائمة تزيد الموضوع إيضاحاً. إقرأ المزيد