الأعمال الشعرية الكاملة - أديب كمال الدين (المجلد الأول)
(0)    
المرتبة: 382,108
تاريخ النشر: 01/10/2014
الناشر: منشورات ضفاف
نبذة نيل وفرات:ينبغي للشاعر أن يعشق.. حتى يتعرف إلى الشمس وهي تشرق ليلاً وإلى الهلال وهو يصبح نوناً من غير نقطة.. وإلى النقطة وهي تصبح سحراً.. يضيء فحمة الليل، سأمنحك أيتها النون المجنونة بالجمال والانكسار.. مجد الكلمة، وسأعلنك امبراطورة حقيقية، وأتوّجك في احتفال سرّي عظيم بتاج الحروف وقلادة الكلمات وطيلسان القصائد.. ...ووسام الهام وعصا السحر، أين كنت كل هذه السنين؟ لماذا صعدت الآن إى سطح أيامي.. بعد أن كان الغموض يأكلك كما يأكل سمك القرش السمك الصغير؟ هذه أسئلة وضعتها أمام النون فرأيت الألف يلقي بنفسه في البحر بهدوء، كلمة عابرة منط أعادت أي يومي المسروق.. وشمسي الضائعة.. وابتهالاتي التي لا تكف عن التمامة.. كلمة عابرة مثلك رتبت نبضات قلبي.. وأعادت لها الرنين وإيقاع الحينين، أعترف لك الآن أن الشاعر مجنون والعشق جريمة، فمنذ أن عرفتك وأنا لا أكف عن الهلوسة أمام إيقاع () المريب.. ولا أتوقف عن ترجمة أحلامي الى كل لغات الأرض متصوراً أن اللغة تعيدك إلى نفسك وتعيد نفسك إليّ فأنتبه إلى نفسي.. أيتها الأسطورة الضائعة فيّ، ينزف الشاعر حين يعشق.. آلاف الكلمات والحروف.. ليغربل لفته من أدغال الصدأ.. ويغربل قلبه من أدغال الموت.. إلى الكاف أذهب لاجئاً مستجيراً.. فخذيني أيتها الكاف.. وبدّدي موتي الدائم الوصول كالزلزال.. وبدّدي ذكرى طفولتي وأرجوحتها المهجورة.. بأنوارك وشمسك الكبرى.. وإذا اقتضى الأمر بددي روحي ولا تتركيني كالمشنوق الذي انقطع الحبل به قبل الموت. يا كافي بين يديك ألفي.. بين يديك وقفي وشمس روحي، فارحميني.. ولكن رحمتك أربعة من الطير يأتين سعياً وبحراً ينشقّ فأدفن فيه همومي، وعرشاً تضيئ فيه كمانات دمي وطبول طفولتي، وقمرً يجلس بين حواجبي وظنوني، أموت ومعي حرفي.. وأبعث من الموت ومعي حرفي.." لا يذكر إسم الشاعر أديب كمال الدين صاحب هذه الأعمال الشعرية الكاملة الا وذكرت معه الحروف التي أصبحت لقبه وبصمته الخاصة في المشهد الشعري العراقي والعربي على حدّ سواء. ولم يكن ذلك وليد الصدفة ولم يتكرر عشوائياً في منجزه الشعري بل كان مشروعاً "حروفياً" جاداً وضع الشعر والشعراء أمام تجربة فريدة من نوعها من حيث الوسيلة التعبيرية عن قيمة النص الشعري الذي يؤول رؤاه من خلال (الحرف) الذي لم يكن وسيلة الوصول إلى الغاية بل كان والوسيلة والغاية معاً.. فمن هذه العلاقة الرائية للحروف، باعتبارها فيضاً متخناً بالمعاني وليست مشهدا بصرياً وحسب، تنطلق تجربة الشاعر الصوفي أديب كمال الدين في بحثها عن السفر الروحي لاشراقات الحرف الصوفي أديب كمال الدين في بحثها عن السفر الروحي لاشراقات الحرف ووظائفه الإيجابية، وقد نجح في خلق نموذجٍ شعري له واقعه الداخلي الخاص الذي لا يشبه سواه في المحيط الشعري العربي الحديث، ولاسيما في علاقات التناص التفاعلية والتداخلية مع سنن وآفاق الحرف واتخاذها شاهداً ومرآة تمحّي على سطحها الفوارق بين الوجد الصوفي.. والإيقاع الشعري، فالشاعر، وإلى جانب ذلك، يعمد في كثير من نصوصه إلى ممارسة الترميز باستكناه سرّ الحرف العربي وسحريته ومدياته الدلالية، وهي أحد الطرق الخلاقة لكتابة نص مفعم المشاعر والأحاسيس مفجراً عبرها ينابيع الخيال بدفق حيوي، قادحاً شرارة الوجدان للولوج إلى اللاعقلاني للدلالات، وصولاً إلى عكس التأثيرات النفسية للواقع الإنساني. إقرأ المزيد