تاريخ النشر: 25/09/2014
الناشر: منشورات ضفاف، منشورات الاختلاف
نبذة نيل وفرات:"الزغاريد" رواية مرتبطة بصاحبها وتعكس خبراته وحقول اهتماماته المعرفية والثقافية وبالتالي هي انعكاس حقيقي لواقع المجتمع المغاربي في الربع الأول من القرن المنصرم وعنها يقول عزيز أمعي " تتحدث عن قبائل أيت وراين هلال فترة الاستعمار الفرنسي، وهي أول رواية حسب علمي التي تتحدث عن المواطن الورايني وما عاشه ...من قهر بسبب بطش القواد في تلك الفترة الحالكة من تاريخ المغرب".
وعليه، تشكل رواية "الزغاريد" مرآة لصمود الإنسان المغاربي وإصراره على التمسك بحقه من جهة، وفضيحة أخلاقية للمستعمر الفرنسي وممارساته من جهة ثانية، حيث تشكل شخصية (القائد عروب) وعلاقته بالمستعمر الفرنسي واحدة من أساليب المستعمر في السيطرة على البلدان المستعمرة في تلك الآونة من الزمن، بينما تشكل شخصية (ميمون) مثالاً على المقاومة للمستعمر، وهو الفلاح البسيط الذي رفض بيع أرضه رغم كل المخاطر التي تنتظره، وبهذا المعنى يتخذ الروائي من المادة الواقعة حدثاً عاماً يعمل على تأثيثه بالأحداث والتفاصيل والجزئيات، ويقدم لنا، بنتيجة عمله، رواية اجتماعية - تاريخية، يختار مادتها من التاريخ، ويعيد تصنيفها وفق مقتضيات الفن الروائي، فيحسن إلى هذه الحقلين المعرفيين معاً.
هذه الرواية بأحداثها وشخصياتها تنخرط في خطاب روائي، يسير فيه السرد صُعداً على مستوى الأحداث وتعاقبها الزمني، غير أنه من الناحية النصية يتخذ مساراً دائرياً فينتهي من حيث يبدأ، وقد يتخذ السرد خطاً متكسراً في بعض المواقع، فنقع على جدلية الوقائع والذكريات، وذلك عندما تستدعي الواقعة المسرودة وراويها العليم ذكريات معينة وتفاصيل جزئية يعود إليها الروائي لبعض الوقت ثم يستأنف سرد الوقائع بعد ذلك، أما لغة السرد فهي مباشرة، وتضيء بيئة الشخصيات المحاورة وخلفيتها الثقافية والنفسية، وتشير إلى هوية المنطقة التي تحيل إليها أحداث الرواية، وبهذا تقيم الرواية معادلاً للواقع، وترسم شبيهاً لكثير من الأنظمة العالمية والمحلية، من قال أن التاريخ لا يعيد نفسه!!نبذة الناشر:كان باهشوم يعالج سمكة سمينة علقت بصنارته، حين سمع صراخاً آتياً من الضفة الأخرى. التفت إلى مصدر الصوت رأى شلومو ويعقوب يسرعان نحو الشطّ. كانت فتاة في عمر الزهور تشير نحو الماء وهي تصرخ. أمعن ميمون النظر إلى حيث أشارت الفتاة فرأى طفلاً في العقد الأول من عمره ينزل ثم يطفو فوق الماء. وقف الرجلان وخلفهم النساء وهم يصرخون دون أن يجرؤ أحد على إغاثة الصبي. أدرك باهشوم أن الفتى سيغرق لا محالة. لم يشعر بنفسه إلا وهو وسط اليم، سبح بكل ما أوتي من قوة اتجاه الصبي. ما كاد يصل حتى لمحه يختفي تحت الماء، علا الصراخ بين أهله أما باشوم فغطس بسرعة خلف الغريق، وبمهارة سباح محنك أمسك الصبي. رفع رأسه إلى الأعلى حتى يتمكن الصغير من التنفس. وبكل حذق وبراعو سحبه إلى الشط. حين بلغ إلى اليابسة وضعه على ظهره. كان الطفل فاقد الوعي. ضغط باشوم على صدره فانفجر الماء من أنفه وفمه ثم بدأ يسعل ويتنفس. أفراد العائلة معا كانوا يبكون من الخوف والفرحة وهم غير مصدقين أن إبنهم قد نجا من الغرق. إقرأ المزيد