تاريخ النشر: 01/01/2010
الناشر: عالم الكتب الحديث
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:لقد جعل الحيرالي، كتاب مفتاح الباب المقفل بمثابة كتاب في أصول الفهم الصوفي للقرآن الكريم على غرار كتاب الأصول الأخرى في مختلف العلوم، وهو في الحقيقة لا يرى نفسه الصوفي الأوّل الذي أسّس ذلك، بل أشار إلى أستاذه القرطبي فهو كما يقول "ممّن أقامه الله لتتبّع علم التفسير والتأويل ثم ...فتح عليه حظّاً من التطرّق للفهم بما زكّاه الله تعالى من الزهد والقيام على باب الله عزّ وجلّ عشرين سنة... وكان يفيد قوانين في التطرّق إلى الفهم تنزل في فهم القرآن الكريم منزلة أصول الفقه في تفهّم الأحكام".
وإذا كان شيخه القرطبي قد بلغ مرتبة الفهم بعد أن تجاوز مرحلتي التفسير والتأويل فإنّه يرى نفسه قد شرّفه الله تعالى بالتتلمذ عليه وكرّمه بمرتبة متقدّمة في الفهم إذ "كان ممّا يسره الله تعالى رؤيته والقراءة عليه تفهّما عليه الفاتحة في أربعة أشهر (...) ثمّ من الله سبحانه وتعالى ببركات ومواهب لا تحصى ممّا لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر".
ويصرّح بأنّ تلك البركات والمواهب ليست سوى أصول نظرية بها يفهم القرآن الكريم إذ "لله مواهب جعلها أصولاً للمكاسب، فمن وهبه عقلاً يسّر عليه السبيل ومن ركّب فيه خُزقاً نقّص حظّه من التحصيل ومن أيّده بتقوى الإستناد إليه في جميع أموره علّمه وفهّمه ومن آتاه فصل خطاب أبان به حقيقة ما علّمه".
ويتتبّعنا لهذه الأصول تبيّن أنّه يمكن تصنيفها صنفين: صنف المبادئ العامّة وصنف المبادئ الخاصة، والتمييز بين الصنفين نجده في مستويين: بنية الخطاب ونظامه.
بالنسبة إلى مجموعة المبادئ العامّة وردت في شكل بنية ثنائية أمّا المبادئ الخاصة فقد وردت في بنية سباعيّة، بالنسبة إلى مستوى نظام الخطاب قام النوع الأوّل على منطق التضاد وتدرّج وفق نظام التعارض ما بين البشري الوضيع والإلهي الرفيع، والثاني قام على المنظومة الصوفية المشهورة والموسومة بــ "المعراج الصوفي" حيث يرتقي فيه العارف من مرتبة إلى أخرى حتى يدرك الحقيقة الأبديّة. إقرأ المزيد