تاريخ النشر: 01/01/1986
الناشر: دار الفارابي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يتميز هذا الكتاب بعمق وطنيته وموضوعية تقديمه للأحداث التاريخية التي كان مارشال الإتحاد السوفييتي جيورجي كونستانتينوفيتش جوكوف القائد العسكري السوفييتي البارز شاهد عيان لها ومشاركاً فيها، وفيما يقوم صاحب هذه المذكرات عرضاً ممتعاً وفريداً من نوعه لمادة واقعية ضخمة استطاع أن يروي بموضوع كامل أهم أحداث التاريخ العسكري للدولة ...السوفياتية ويثير إهتمام القارئ وليس فقط بالأحداث التي جرت، وإنما جعله أيضاً يتأمل فيها بكل جدية.
يغلب على الكتاب، كما هو مفترض في كل مذكرات، طابع سرد تاريخ الحياة الشخصية للمؤلف، فهو يتحدث عن طفولته المعذبة.
نشأ في عائلة مزارعة، ودخل معترك الحياة ولم يكمل السنة الحادية عشرة من عمره، وبعد حديثه في مقدمة مذكراته عن حياته الشخصية، ينتقل للحديث عن خدمته العسكرية في جيش القيصر وإشتراكه في الحرب العالمية الأولى، ويروي كيف حمل السلاح للدفاع عن السلطة السوفييتية مع الملايين من أترابه من شباب العمال والفلاحين في صفوف الجيش، الأمر الذي كان قد تأسس لتوّه، ثم يشرح كيف أن ثورة اكتوبر الإشتراكية العظمى أتاحت لهم جميعاً إمكانيات لا تحصى، ووضعتهم على طريق الحياة الواسعة، وساعدت على ظهور كل المواهب والكفاءات في سنوات التطور السلمي للإتحاد السوفييتي وبناء المجتمع الإشتراكي، لكن الحيّز الأساسي في هذه المذكرات احتله.
وبكل جدارة، السرد الوصفي لأحداث الحرب الوطنية العظمى، إذ تناول الكثير فيما يتعلق بالعمليات والنشاطات العسكرية المرتبطة بهذه الحرب التي تُعدّ من أكبر الحروب في تاريخ البشرية، فصدر ما يزيد على 900 كتاب شارك مؤلفوها في الحرب مباشرة، غير أن مذكرات المارشال جوكوف تشغل بينها مركز الصدارة بحق، فهي تقدم صورة أكثر عمقاً وأوسع شمولاً للحرب في سردياتها ومسائلها السياسية والإجتماعية والعسكرية.
ومما زادت أهمية هذه المذكرات تكريس المارشال جوكوف من الحيّز الأكبر فيها للجندي السوفييتي، إنطلاقاً من مشاعر الإعجاب والإعتزاز الوطني التي حققها المقاتلون السوفيات في سنوات الحرب الوطنية العظمى، وشجاعتهم وبطولاتهم التي أبدوها بالإضافة إلى تضحياتهم اللامحدودة التي بذلوها بدءاً من إستعدادهم لبذل النفس في سبيل الهدف المنشود في بلوغ النصر.
فبعد أن خير جوكوف بنفسه مدرسة الجندية الصارمة، منح تقديره الرفيع للعمل القتالي الذي نفذه الجنود والضباط والجنرالات، ولإسهامهم الشخصي في تنفيذ العمليات المظفرة، ومع كل من هذه العمليات كان جوكوف يقيم إتصالات وثيقة ليس فقط مع قادة الجبهات والجيوش؛ وإنما كذلك مع آمري التشكيلات والأقسام والوحدات العاملة على المحاور الرئيسية، وقد أتاح له ذلك إمكانية التعمق بعمق وعن كثب، وإغناء مذكراته في هذا الجانب من حيث توصيف مشاعر مرؤوسيه وتوجيه نشاطهم وقيادة القوات إلى النصر.
كما تضمنت هذه المذكرات شرحاً للنزعات الأساسية الرامية إلى تطوير وسائل الكفاح المسلح وأشكاله ومسيرته ومراحله الأساسية ضد العدو، وإتقان المهارة العملانية والتكتيكية للكوادر القيادية والسياسية.
بالإضافة إلى ذلك، تضمنت هذه المذكرات شحنة فكرية غنية، وأمثولات في النشاط والتضحية بالنفس للدفاع عن الوطن الإشتراكي وتحقيق المآثر الوطنية باسم حريته وإزدهاره.
وتجدر الإشارة إلى أن لهذا الكتاب "مذكرات وأفكار" قيمة كبيرة لا شك فيها، من حيث أنه يقوم عرضاً واضحاً لحقائق وتفاصيل الحرب العالمية بالنسبة لدور حزب لينين لحكمهم ومنظم الإنتصارات، كما يبين وبجلاء أن اللجنة المركزية للحزب استطاعت بكل مهارة وكفاءة أن توجه نشاط مجلس الدولة لشؤون الدفاع وهيئة القيادة العامة العليا والأركان العامة والإدارات العامة المركزية لمفوضية الشعب لشؤون الدفاع وقيادات الجهات والجيوش لمصلحة رفع القدرة القتالية للجيش الأحمر والأسطول.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الطبعة هي الثالثة لمذكرات المارشال جوكوف، حيث طبع الكتاب في الإتحاد السوفياتي بأعداد كبيرة من النسخ بلغت 3 ملايين و 600 ألف نسخة، وترجم إلى 17 لغة في 26 بلداً واكتسب شعبية واسعة بين القراء السوفيات والأجانب، وتم تكريسه كمرجع هام في أدب المذكرات العسكرية السوفياتية. إقرأ المزيد