خطأ المتضرر وأثره في المسؤولية التقصيرية
(0)    
المرتبة: 69,044
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: منشورات الحلبي الحقوقية
نبذة الناشر:تقوم فكرة خطأ المتضرر من خلال إنحراف الشخص (المتضرر) عن مسلك الرجل العادي المتبصر وذلك باقترافه للفعل الخاطئ الذي أدّى إلى النتيجة الضارة التي لحقت به. وقد أكدنا أن القانون اللبناني يشترط صفة الخطأ على فعل المتضرر (سواء كان راشداً أم صغيراً) كي يؤثر على مسؤولية المدعى عليه.
فإذا لم يكن ...لخطأ المتضرر علاقة بالضرر الحاصل لها، يبقى مسبب الضرر مسؤولاً عنه فيتحمل موجب التعويض كاملاً.
أما إذا كان لخطأ المتضرر صلة بالضرر الحاصل لها، فنكون أمام عدة حالات، إذا أنتج هذا الخطأ الضرر بكامله وكان السبب الوحيد له، فإن المتضرر يتحمل نتيجة خطأه ويُعفى المدعى عليه كلياً من المسؤولية. أما إذا ساهم خطأ المتضرر في إحداث الضرر، عندها يعمد القاضي إلى توزيع المسؤولية بالنسبة التي يراها وبقدر فداحة خطأ المتضرر وفاعليته في إحداث الضرر. ونجد ايضاً انه إذا توافرت القوة القاهرة مع خطأ المدعى عليه المسبب للضرر، حدّد القاضي نسبة مسؤولية هذا الأخير. أما إذا اتصف خطأ المتضرر بصفات القوة القاهرة تجاه المدعى عليه، يُعتبر خطؤه معفياً كلياً من مسؤولية المدعى عليه. كما أن قبول المتضرر بالمخاطرة، إذا كان هذا القبول يُشكّل خطأً، فإنه يؤدي إما إلى توزيع المسؤولية بين المتضرر والمدعى عليه أو إلى إعفاء المدعى عليه كلياً من المسؤولية.
من هنا، كان يجب المعادلة بين المتضرر من جهة والمدّعى عليه من جهة ثانية تحقيقاً للعدالة الاجتماعية التي هي هدفنا الاساسي. وهذا ما دفعنا إلى البحث عن حلٍّ عادل، قدر الإمكان، يمكن اللجوء إليه إن كان عبر طرقٍ قضائية أو غير قضائية أسوةً بالقانون الفرنسي.
وقد عالج الكتاب مفهوم خطا المتضرر وأثره في المسؤولية التقصيرية والوضعية، وذلك في قسمين:
القسم الأول سنطرح فيه البناء القانوني لفكرة خطأ المتضرّر، حيث سنعرض في الفصل الأول منه مفهوم خطأ المتضرّرن وفي الفصل الثاني الحالات التي يتبدّى فيها خطأ المتضرر.
وسنعالج في القسم الثاني تأثير حالات خطا المتضرّر في المسؤولية التقصيرية حيث سنعرض في الفصل الأول النظام القانوني للقبول بالمخاطر، أما في الفصل الثاني منه فسنعرض لأثر خطأ المتضرر في المسؤولية التقصيرية. إقرأ المزيد