تاريخ النشر: 01/12/2012
الناشر: مركز البحوث والدراسات الإسلامية
نبذة نيل وفرات:في كتابه هذا، يستعرض الدكتور طه ياسين كاظم الدليمي حياة وآراء أبو منصور البغدادي الكلامية، توفي سنة (429ه). ويبدأ الكتاب بتمهيد في نشأة علم الكلام عند المسلمين وأسبابه "اختلافات في تفسير عبارات وألفاظ وردت في القرآن". يقول الإمام الحسين البصري: لم يكن أحد من السلف ينكر ذلك ولا يجادل ...فيه – موضوع القضاء والقدر وأفعال العباد – لأنهم كانوا على أمر واحد، وإنما أحدثنا الكلام فيه من حيث أحدث الناس النكرة له فلما أحدث المحدثون في دينهم وما أحدثوه أحدث الله للمتمسكين بكتابه ما يبطلون به المحدثات ويحذرون به المهلكات". من هنا تأتي أهمية هذا الموضوع ذلك أن البغدادي يعد علماً مهماً من العلماء الذين استعرضوا الآراء الكلامية للفرق المختلفة ثم قام بالرد عليهما كما عمل على إثبات رأي أهل السنة والجماعة، كما هو دوره في تأصيل ونشر المذهب الأشعري وتعزيزه بالأدلة، وإثبات موقف علماء المسلمين من علم الكلام واستخدامه للدفاع عن الإسلام ضد الشُبه المختلفة.
سيجد القارىء لهذا الكتاب عرضاً مسهباً لأهم الفرق الكلامية ومنهم (المعتزلة) والأصول التي اعتمدوا عليها مثل: التوحيد، العدل، الوعد والوعيد، المنزلة بين المنزلتين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما هو عند (الشيعة) وأصول الدين عندهم وهي: التوحيد، العدل، النبوة، الإمامة، المعاد. أما أهل (السّنة والجماعة) فكان موقفهم "قولنا الذي نقول هو ديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب ربنا عز وجل وبسنة نبيّنا صلى الله عليه وسلم، وما رُوي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون". وفي الكتاب أيضاً تسليط للضوء على حياة البغدادي ومنهجه ومؤلفاته وأقوال العلماء فيه وفوائده الفقهية، وطبقات أهل السّنة والجماعة، وأصول أهل السّنة والجماعة (عند البغدادي)، ومن هي الفرقة الناجية؟، وفصل خاص عن (الآراء الكلامية للبغدادي) مثل صفات الله وعلاقتها بذاته، قدرة الله تعالى وعلمه، اتصافه تعالى بالسمع والبصر، وكلام الله، واتصافه بالقدم وإثبات حدوث العالم، وإثبات أن الله ليس بجسم ولا يتصف بالسرور والغم وما إلى ذلك، وموضوعات أخرى ذات صلة مثل (النبوة والإمامة) وتعريف المعجزة وشروطها، ومعجزات الأنبياء والعلم بها، وإثبات عذاب القبر ونعيمه وخلق الجنة والنار ودوام النعيم والعذاب فيهما، وحديث عن الحوض والصراط المستقيم، وأخيراً الميزات والشفاعة. إقرأ المزيد