تاريخ النشر: 12/06/2014
الناشر: دار الفارابي
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة نيل وفرات:كيف يكون الإتحاد السوفييتي لي؟ وكيف يكون له؟؟ بهذا السؤال يبدأ الشاعر والأديب الفلسطيني معين بسيسو كتابه هذا في مدينة – تاجنروغ – على مقربة من روستوف جنيّة نهر الدون، أدخلوه حجرة الدراسة التي كان يدرس فيها أنطون تشيخوف .. سمحوا له بالجلوس على المقعد الخشبي نفسه الذي كان ...يجلس عليه، وقدمت له الصديقة – الدليلة – إصبع طباشير، وكان اللوح الأسود وكتب شاعرنا إسم فلسطين". لقد اراد دخول موسكو وجواز سفره كتاب، هو لا يريد أكثر "من أن يقول قاطع الأشجار في غابة سوفيتية وهو يلقي شجرة الورق في النهر، لتذهب إلى المطبعة: كوني كتاباً طيباً".
وكتاب "الإتحاد السوفيتي لي" كتاب شعر وضعه بسيسو في ثمانينيات القرن العشرين في فضاء الإتحاد السوفيتي، وأبطاله رموز النظام لروسيا الإشتراكية، يسترجع من خلاله حقبة من الزمن متجولاً بين كاتدرائيات موسكو العريقة، وناهلاً من تجارب شعرائها وآدابها (أدب السكيمو) ومن فنها وابراجها مادة لكتابه. لقد أراد بسيسو "أن تقرأ البشرية السوفيتية الجديدة .. كيف كَتَبت شاعراً فلسطينياً وكيف كتبها شاعرٌ فلسطيني .. أريد أن أنسكب دائماً في عيني موسكو وأقول لها: - لم أخن هاتين العينين".
من قصيدته "الإتحاد السوفييتي لي" نقرأ للشاعر معين بسيسو: هذه الشبابيك التي تصيح فيها / الكؤوس / كالديوك / هذه الأيدي / التي تدق فيها العناقيد / كالأجراس / هذه البحيرات التي يصهل / فيها الماء / كل موجة فرس / تركض للشط / حين تلمس الرمل / تصير نافورة / من العصافير ...".
من عناوين القصائد في الكتاب نذكر: "جمهورية أنطون تشيخوف في تلال لينين" ، "سوتشي جمهورية شجرة الصداقة" ، "جورجيا الجمهورية الغزالة" ، (...) وقصائد أخرى. نبذة المؤلف:مسمار على حائط زنزانة كنا نكتب اسم موسكو. وما أكثر ما كتبنا اسم الاتحاد السوفييتي بزر قميص أو بعود ثقاب.
كنا نحس أن حائط الزنزانة الذي أنبتت أصواتنا فيه الريش… الحائط الذي نكتب عليه هو جناحنا الذي يرفرف في كل شوارع العالم ثم يعود إلينا مثقلاً بالريش والأسماء وفاكهة كل اللغات. لقد تحول حائط الزنزانة إلى بساط ريح.
كانت نافذة الزنزانة – هي بطاقة الحزب الشيوعي الفلسطيني – حملنا هذه النافذة – البطاقة… طويلاً في أيدينا… هذه النافذة التي مخرتها أصابع الكرابيج ولم تسقط. كان باب الزنزانة هو المرآة التي نكتب عليها كل صباح نشرة الطقس للوطن القادم.
هكذا كان على حيطان الزنازين… على ورق الستنانسل أو على ورق السجائر… يظهر اسم الاتحاد السوفييتي. وما أكثر الذين حفروا بأزرار قمصانهم هذا الاسم… فتحولت عيونهم إلى أزرار معاطف السجانين.
الآن وأنا أكتب «الاتحاد السوفييتي لي» في بيروت، بيروت التي تقف خلف المتراس… مثل غزالة من البرق… في يدها بندقيتها التي حشتها بالموج… كتبت بيروت على أكياس رمل متاريسها اسم موسكو. إقرأ المزيد