من أيام فلسطين ( اللحن الأول )
(0)    
المرتبة: 120,248
تاريخ النشر: 01/12/2012
الناشر: دار الشروق للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:يشكل التاريخ الفلسطيني مادة خصبة، يعكف عليها الروائيون ويشكلون منها وبها عالماً روائياً موازياً للعالم الواقعي ومتطابقاً معه في كثير من الأحيان. ورواية "اللحن الأول: من أيام فلسطين" للكاتبة ياسمين زهران مرآة للواقع الفلسطيني قبل وبعد النكبة تعكس إفرازات الإحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين، وتداعياتها على الأماكن والناس وحتى ...الأحلام، إذ تبدأ أولى مشاهد الرواية بالحلم: "حلمت الليلة الماضية أنني أقف على شرفة بيتنا القديم في قرية شعب الله، وأمامي يتشعب الوادي العميق، ولكنني لم أرَ معالم الوادي الممتد إلى البحر ... ولا أنوار يافا ..." هذه الحالة المعلقة بين الحلم والواقع هي ما تعيشها (ريا) بطلة الرواية وهي تتذكر من باريس أيام خلت جمعتها بالوادي وبموسى وهو يعزف لها أجمل الألحان "وكان ذلك اللحن هو الوتر الذي مسّ مشاعري دون غيره من الألحان ... لا بل كان موسى وحده صنو نفسي، يجمعني وإياه الوادي المقابل الذي نشأ عليه، والأرض التي أنبتتنا، كالزرع، كالعشب، كالزهر، نحيا فوقها ونعود إليها يوماً لتندمج معها عناصرنا إلى الأبد". وبهذا المعنى تبدو بطلة الرواية تراهن على حقيقة الحلم " ففي الحلم تتابعت حلقة من حياتي بُترت في الأوج، وكان لا بد لهذه الحلقة أن تحتال لتكمل الدورة التي قُدّرت لها، والتي لم تكن .. وكأن الحلم في تعويضه عن الواقع يتخذ أشكالاً وألواناً ...". هذه الحركية السردية التي تتم بين الوقائع والذكريات لشخصية بطلة الرواية، أي بين حركة خارجية تتعلق بالمكان، وبين حركة داخلية تتعلق بالذاكرة، بالإضافة إلى استخدام الكاتبة تقنية الحلم في سردها، وخروج الشخصية من الواقع إلى الحلم، تشكل متنفساً عن قلق مقيم ليس لدى الخصية الروائية فقط، بل هو قلق كل فلسطيني غادر أرضه ويعيش غربة لا عودة فيها، فهل ارادت الكاتبة أن تكون روايتها موضع إسقاط لأمنيات ورغبات أبناء بلدها وخصوصاً أنها تعيش خارج حدود الوطن. تقول ياسمين زهران في ختام الرواية عن عملها هذا: "إن القصة ليست بقصة، بل محاولة إحياء لعالم القرية الذي انطوى ... لا بل إحياء لواحد من العوالم العديدة المتعددة التي مرت بها القرية ... القرية التي كانت بحراً ثم أصبحت حرشاً، ومن قبل الحرش والبحر لعلها كانت ذرة في أحد الأفلاك ... إحياء لفترة استوطنتها قبائل بدوية جاءت من الصحراء، ومن قبلها من اليمن السعيد، وبنت حولها عالماً حافلاً ... بالأفراح والأحزان المقررة للبشر ... القرية التي صمدت أثناء سلسلة من الغزوات البشرية السحيقة، إذ تقلب عليها الفرس والإغريق والرومان والأتراك، والإنكليز والصهاينة، وما زالت تنفض عنها الغزو والإحتلال ... كما ينفض طائراٌ ريشه الذي بلله المطر ... وفي كل مرة تنفض القرية ريشها ... تدبّ فيها الحياة من جديد ...". إقرأ المزيد