الصحبة والصحابة بين الإطلاق اللغوي والتخصيص الشرعي
تاريخ النشر: 28/05/2014
الناشر: دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:يعدّ مبحث الصحابة من المباحث والموضوعات ذات الأهمية البالغة في التراث والفكر الإسلامي قديماً وحديثاً، لما يترتب عليه من قضايا فقهية وحديثية وإيمانية، وجوانب أخرى تتصل بالجوانب الفقهية والسياسية والشوروية والإقتصادية في الفكر الإسلامي، فضلاً عن قضايا أخرى ذات صلة، وثيقة بهذا الموضوع "موضوع الصحابة"، كتدبر القرآن الكريم، وفهم ...التاريخ وأثره على الدين السائد اليوم.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن موضوع الصحابة هو من أكبر الموضوعات أهمية، وأشوها حرصاً وذلك عند كثير من مفكرين وعلماء المسلمين؛ بل عند سائر المهتمين بالإسلام ودراسته من غير المسلمين؛ بل هو يشكل مفترق طوق بين أكثر المذاهب جمهوراً وهم السنّة والشيعية، نتيجة تمسك كل طرف بمفهوم غير علمي، بين الغلو في الصحابة أو الغلو ضدهم، ولو التزمت الأطراف المذهبية بالإنصاف والتفصيل لزالَ أكثر الخلاف المذموم، وبقي الإختلاف المحمود، لأن بعض القضايا تحتاج إلى توقف وإحتمال وترجح وليس إلى قطع وجزم.
ولا بد هنا من القول أن للسياسة دوراً أساسي في توسيع الفجوة بين علماء المسلمين، وبين مذاهبهم وعوامهم، وكانت للسلطة مصالح في تأييد هذه الجماعة أو تلك، وربما بعض ذلك عن قناعة وتمذهب، ولكن يظهر أن أكثر هذا الإهتمام كان لشدّ عصب التأييد للحاكم كإظهار، هذا الحاكم في مظهر الحريص على سلامة العقيدة والحامي لها ضد أهل البدعة والضلالة.
وإلى اليوم، فإن قضية الصحابة هي من القضايا المستثمرة في تصفية الخصوم، أوكبتهم، أو كبتهم، أو التضييق عليهم، أو التشكيك في عقائدهم، وتتغير الناس عنهم، وعن علمهم، دون النظر إلى حججهم وأدلتهم.
من هنا، يمكن القول بأن إختلاف السنّة والشيعة في الصحابة إلى اليوم هو من أكبر أسباب تفرقهم نتيجة لتشنج الحوار بين الطائفتين، وأن البديل لهذا الإختلاف هو الحوار العلمي الهادئ والخضوع للأدلة العلمية.
وفي هذا الإطار، يأتي هذا البحث في محاولة للتدبر في هذا الموضوع والسعي للتجديد فيه، وقد جاء ضمن فصول أربعة ثم إستهلالهم بمقدمة التي تضمنت حديثاً عن أهمية موضوع الصحابة ثم حول الصحابة والسياسة وعن حاجة هذا الموضوع لمزيد من الباحثين المنصفين... ودار الفصل الأول حول مفهوم الصحابة في اللغة والعرف والإصطلاح وتناول الفصل الثاني طبقات الصحابة، أما الفصل الثالث فقد تم فيه الحديث عن طبقات التابعين عن ترجموا في الصحابة، ليتم تخصيص الفصل الرابع والأخير لموضوع عدالة الصحابة، ثم الخاتمة.
وتجدر الإشارة إلى إدراج ملاحق خمسة في نهاية الكتاب، ضم الملحق الأول مجموعة من الآيات في وصف مجتمع الصحابة وأحوالهم ثم سرد آيات أخرى متروكة للإستنباط الذاتي من القارئ واشتمل الملحق الثاني على إشارة إلى الطلقاء في القرآن الكريم ثم الآيات الكاشفة عن الطلقاء ومصيرهم وأحوالهم وعلى المراد هو إخراج النبي من المدينة وليس من مكة تم الحديث عن ذكر أبو سفيان في سورة البقرة، وأما الملحق الثالث فقد دار حول تفصيل أقوال المذهبين في مفهوم الصحابة وضم الملحق الرابع ما جاء عند المذهبي حول السابقين، وتم تخصيص الملحق الرابع للحديث عن أولاد النبي صلى الله عليه وسلم. إقرأ المزيد