تاريخ النشر: 01/01/1986
الناشر: دار المشرق
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يعتبر أبو يعقوب اسحق السجستاني من الفلاسفة الذين ساهموا في إحياء النهضة العلمية في شرق الممالك الإسلامية، ومن الذين عملوا في محيط الثقافة الإسلامية عامة، ومن التلامذة الذين درسوا على النسفي وتأثروا به وساروا على غراره في حياته وفي موته حتى أنه قتل في طبرستان كما قتل أستاذه النسفي ...في بلاد ما وراء النهر.
وقد خلَّف أبو يعقوب اسحق السجستاني طائفة من المؤلفات الفلسفية بعضها نُشر، وقسم ضئيل منها فُقد، والبقية لا تزال محفوظة وقائمة في زوايا النسيان، وجميع هذه المؤلفات يتناول فيها العقائد الإسماعيلية ويبسط المشكلات الفلسفية ويحاول أن يمزجها بالعلوم الشرعية لتأتي مطابقة لنصوص القرآن الكريم وتعالم الشريعة روحاً ومادة.
وهذه المؤلفات تدل على ما كان يمتاز به من معرفة واسعة بأنواع العلوم العقلية المختلفة، وعلى رسوخ قدمه في المعارف التي تتصل من قريب ومن بعيد بالعقيدة الإسماعيلية؛ هذا فضلاً عن مهارته الفائقة وقدرته العجيبة على التأليف بين العناصر المستقاة من مصادر متباينة في موضوعاتها وطبيعتها ومنهجها تأليفاً يرتبط فيه بعضها ببعض ويتسق فيه بعضها مع بعض على وجه يجعل من العناصر المختلفة والأشتات المتباينة وحده مؤتلفة ونسقاً واحداً، وليس بخافٍ أن السجستاني كان يتقن أكثر اللغات السائدة في عصره، إلى جانب اليونانية التي ساعدته على تفهم النصوص الفلسفية التي لها إرتباط وثيق بالموضوعات التي عالجها.
وكعادته، يبدأ أبو يعقوب، في كل كتبه الفلسفية، بتسبيح الباري الخالق المُبدع، ثم ينتقل بعد ذلك إلى موضوعه وهو بحث صفة الموجود الأول أو العقل أو السابق، تم النفس، ثم الحدود العلوية الأخرى بالتسلسل، وبعد ذلك ينتقل إلى عقل الطبيعة وهي النبوة المرسلة في فترات متعاقبة من قبل الباري للخليقة للتبليغ والإرشاد وإنقاذ البشرية.
أما كتابه إثبات النبوءات - وهو الكتاب الذي بين يدينا - فقد جعله السجستاني على شكل مقالات فقسمه إلى سبع مقابلة للسيارات السبع التي لها تأثير في المواليد الجسمانية من معدنية ونباتية وحيوانية، ويقابلها أصحاب الأدوار السبعة النطقاء الذين يؤثرون بالمقابل في المواليد النفسانية من نفوس وعقول تأثير السيارات السبع فيما تحتها من المواليد الجسمانية، ثم أنه جعل لكل مقالة اثني عشر فصلاً مقابلة للأفلاك الكبار والصغار المحركة لما دونها من الأجسام والتي لها هي الأخرى ما يقابلها من أدوار حدود الدين الذين هم الإتماء والأئمة المحركون الأنفس إلى العبادة والتصور.
ففي المقالة الأولى يبدأ بتحليل وشرح هلية التفاوت في المخلوقين، ثم ينتقل في المقالة الثانية ليتحدث عن العقل الأول كأول موجود أرسل من الصانع إلى المصنوعين، وفي المقالة الثالثة، ينقلب السجستاني إلى فيلسوف أكثر عمقاً في فلسفة الأديان فيثبت النبوءة بالدلائل الدامغة من جهة الأجناس الطبيعية والأنواع والفصول والخواص والأعراض إلخ...
وفي المقالة الرابعة يعود لإثبات النبوءة من جديد عن طريق العقل، وفي المقالة الخامسة يثبت السجستاني أن الأنبياء هم من معدن واحد بالرغم من إختلاف أوضاعهم، وفي المقالة السادسة يتحدث السجستاني عن الأدوار والأكوار قبل عهد آدم وما هي مدتها ومعناها، والمقالة السابعة التي فقدت من نسخ الكتاب كافةً تعتبر من أدق المواضيع في الإعتقادات الإسماعيلية وأكثرها سريةً وأهمها بالنسبة إلى - التقية - وهي مطابقة الحروف والكلمات والآيات والسور وعللها وأسبابها ومعانيها والحكمة من وجودها وخاصة في أوائل السور القرآنية والعلة التي وجدت من الشهادة والصلاة والحج والزكاة والمحكم والمتشابه في القرآن الكريم. إقرأ المزيد