سلسلة العسجد في ذكر مشايخ السند
(0)    
المرتبة: 113,218
تاريخ النشر: 04/04/2014
الناشر: دار البشائر الإسلامية
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:اعتنى المحدثون بتقييد مروياتهم وأسانيدهم، فقاموا بتخريج الإثبات والمشيخات، والمعاجم، والفهارس، والبرامج، وغير ذلك، وتفننوا فيها، فمن مطوِّل ومختصر، ومن مجرِّدها للأسماء أو للرواية، وفي مازجها بالفوائد والتاريخ والدراية.
وبقيت هذه السنَّة جارية رغم ضعف العناية بعلوم السنّة - ومنها علم الرواية - بعد القرن التاسع، ثم لمّا نشَط علومها ...أهل الهند، من مدرسة الشاه ولي الله الدهلوي (ت 1176)، كان من عيون أعيان هذه المدرسة الأمير العالم المصنف المُكثير: صديق حسن خان القنّوجي (ت 1307)، إذ قام بتأليف ثبتٍ حافلٍ جليل سماه: "سلسلة المسجد في ذكر مشايخ السند" الذي هو بين يدي القارئ، والذي أفاد فيه مع الرواية الدراية، وقام فيه بنقل فوائد كثير في مجالات شتى.
كان تأليفه لهذا الكتاب في سنة 1292، وطبعه في سنة 1293، بعدد صفحات بلغت 134 صفحة، وقد ذاع صيته في تلك الفترة، وعمد على ذكره وروايته جماعة من الأعيان في المشرق والمغرب، ونظراً لتقادم عهده لم يستفد منه جلّ المعاصرين، إذ لم يقم أحد بطباعته من جديد، وربما يرجع ذلك إلى أنه تم تأليفه باللغة الفارسية، وهي لغة كادت تندثر في بلاد الهند نفسها، فكيف والحال في ديار العرب، هذا وذاك شكلاً عائقاً للإستفادة من هذا الكتاب، إلى تطلع بعض الفضلاء إلى تعريبه، وإحياء نشره بحلّة معاصرة، تتناسب وقدر الموضوع وقدر المؤلف.
والمؤلف، إلى هذا، هو محمد صديق ابن السيد العلامة حسن، المعروف بسيد أولاد حسن، المتوفي بقنوج سنة 1352، وله من الفضائل العلمية والفواضل العملية والآيات والكرامات ما يغني شهرته عن الذكر والضبط، كانت ولادته صاحب هذا الكتاب العلامة محمد صديق في بلدة يانس سنة 1248، في منزل جدّه لأمه مفتي البلدة، ثم أتى به والده إلى وطنه قتوج، وبعد أن أتم خمس سنوات وطعن في السادسة توفي والده، فرجعت به أمه إلى بلدتها، وتربى في بيت جده حيث وُلِد، واعتنت أمه بتعليمه القرآن الكريم واللغة الفارسية، ثم استفاد من أخيه أحمد حسن في العربية.
رجع المصنف وبعد أن نال حظاً كبيراً من العلم على يد علماء قنوج ثم آباد، وكانفور، وأخيراً دلهي، رجع من دلهي إلى بلدته قنوج وعمره 21 سنة، لتجبره الظروف بعد ذلك التنقل في البلدان الهندية حيث كان له أن استقر في بهوبال، وهناك طلب لتأليف تاريخ لها، وليتزوج من ابنة الوزير جمال الدين، حيث ترقى لمناصب رفيعة نظراً لعلمه وإجتهاده، وقامت المملكة المصلحة المحسنة شاه جهان بيكم بتعينيه ناظراً للمعارف في الإمارة، وتمكن حينها من إنشاء المدارس والمعاهد الشرعية، وكان من أجل أعماله تحصيل الكتب والمخطوطات النادرة وجلبها.
ونظراً لإخلاصه ولنسبه الرفيع ولكفاءته ونبوغه في العلم، تزوجت الملكة بعد وفاة زوجها بصاحب هذا الكتاب مما ساعده على إطلاق يده في الإصلاحات، وتمكنه من نشر العلم ونفع الناس، وجلب العلماء وتكريمهم وإنشاء مكتبة عامة غنية بالنوادر ومطابع للكتب، وطلبه لبعض العلماء التقرغ للدراسة والتأليف حتى في خارج بهوبال، وبذلك ازدهرت هذه البلدة، فصارت محجاً لطالبي العلم ورحل إليها الطلبة من أنحاء الهند ومن خارجها، وانتشر العلم والعمل بالسعة في البلاد، حتى وصفها العلامة أبو الحسن الندوي بأنها صارت مدرسة للحديث تضاهي شيراز واليمن، وإن مسجدها "موتى مسجد" كان مثل الأزهر كانت وفاته سنة 1307هـ بعد أن ترك مؤلفات عدة ومهمة، وقد قيل فيه "كانت وفاتة وفاة عالم كبير محدّث جليل، مؤلف عبقري، محيي الكتاب والسنّة، داعية عظيم...". إقرأ المزيد