تاريخ النشر: 03/04/2014
الناشر: الشبكة العربية للأبحاث والنشر
نبذة نيل وفرات:في هذا الكتاب ينطلق الدكتور محمد عزيز الحبابي من مفهوم التحرر، متخذاً من الحرية "البرغسونية" نقطة انطلاق ونقطة استهداء للمقارنات مع النظريات المخالفة لها والمتضادة معها، فالحرية البرغسونية تعني بالنسبة للكاتب "إتحاد الروح والجسد. فالحرية البرغسونية مع احتفاظها بمكانها المرموق، تخرج من عزلتها لتنصهر في مجموعة متكاملة من الحريات، ...ويندمج بعضها في بعض بحيث تسهم كل واحدة بطابعها الخاص ...".
يعطينا هذا الكتاب والذي صدر منذ سنوات في باريس، تحت عنوان "أحرية أم تحرر؟" صورة مفصلة عن "الشخصيات الواقعية" التي يعد "الحبابي" رائدها، فهي فلسفة جديدة موازية للإتجاه الشخصاني الذي اشتهر به "إيمانويل مونيي" وهو مذهب يلتقي ضمنه خيرة المفكرين ضد عالمين لا يزال يفصلهما كثير من سوء التفاهم ويتجابهان في ثقافتين مختلفتين كل الإختلاف. وهنا يبرز دور "الحبابي" وجهده في تشييد هذه الفلسفة الشخصانية على دعائم جديدة، مدمجاً فيها خير ما في المذهب البرغسوني؛ إذ يجعل منه محور الإهتمام في كتابه، مغنياً إياه بأوثق الروابط لكل الفلسفات التي استقى من ينابيعها بما فيها الفلسفة العربية القديمة.
انطلاقاً من تلك الرؤية يحاول هذا الكتاب أن يقوم بدراسة الحريات والتحرر، في مراحل خمس يضعها الكاتب (الأولى): تحتوي على عرض لمفهوم "حرية" ولمفهوم "ديموقراطية" ولعلاقاتهما، المرحلة (الثانية): تقدم تحليلاً نقدياً لنظرية "هنري برغسون" عن الحرية. أما المرحلة (الثالثة) فتُعنى بمحاولة إبراز العلاقات التي تجمع ما بين الإبداع الفني والتحرر ومحاولة إدراك ما يربط الفلسفة بمختلف النزعات الإنسانية نحو التحرر. والمرحلة (الرابعة) إرتباط الحريات بالتحرر، من الجانب الإيجابي ومن الجانب السلبي. وأخيراً في المرحلة (الخامسة) يتناول الكتاب: الحريات والنسبية، المعايير الكمية والكيفية للحريات، علاقة التحرر بالإطارات التاريخية، ووسائل التغلب على ما في الحريات من إبهام.
في ضوء هذه الرؤية سيتضح للقارىء أن مفهوم "حرية" في الشخصانية الواقعية، لا يعتبر مفهوماً عاماً مجرداً: الحرية ليست فردية، باطنية صرفاً لا تتصل بفرد منفصل عن الآخرين. إن الشخصيانية الواقعية تنفي وجود "الحرية"؛ لأنها تؤكد وجود "حريات" تتكامل داخل حركة دياليكتيكية، لتحقيق التحرر (...). إن التحرر فعالية استمرار شامل يحياها كل واحد منا، في تضامنه مع مجموع الإنسانية، حاضرها وماضيها، وفي نزوعاتها نحو المستقبل المشترك. إقرأ المزيد